رسائل في غاية الأهمية وجهها الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، خلال كلمةٍ ألقاها الخميس الماضي، في مهرجان انطلاقة الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ال55، والذي نُظِّم بمدينة غزة.
وتمحورت هذه الرسائل حول ما يجري في القدس، وفي الضفة المحتلة، وضرورة تعزيز خيار المواجهة والمقاومة، وتشخيص آلام ومعاناة الفلسطينيين في الداخل المحتل وفي الخارج في ظل تنصل غالبية العالم العربي والإسلامي من مسؤولياته تجاه قضيته، بل ومحاربة الكثير من الأنظمة له ولمقاومته إرضاءً للاحتلال.
وكانت هذه الرسائل ذات دلالة وعمق، واتسمت بالوضوح والجرأة في الطرح. ولم تخلُ من وضع الحلول بعد تشخيصها الدقيق للمشاكل والأزمات.
ولعل هذا المنطق في الحديث لقائد سياسي فلسطيني، يُعيد القضية الوطنية إلى جوهرها وإلى مسارها الصحيح، في ظل محاولات الاحتلال المحمومة والمسمومة لتشتيت صفنا ونخره، وحرف بوصلتنا عنه، وإغراقنا أكثر فأكثر في الخلافات والفتن، وتعقيد أزماتنا ومشاكلنا المعيشية.
فقد اعتبر النخالة، في كلمته القتال على أرض فلسطين- بأنه "من أجل حقنا في الحياة، وفي أرضنا ومقدساتنا"، مشيراً إلى محاولات كسر الشعب الفلسطيني وتركيعه، وتحويله إلى قطيع من الخدم والعبيد".
وتفاخر النخالة ببطولات وتضحيات "مجاهدي الشعب الفلسطيني في الضفة الباسلة والمقاتلة الذين يواجهون بلا تردد قوات الاحتلال"، مؤكداً أنهم "يربكون حسابات العدو، ويكسرون حصار غزة، ليعلنوا أن فلسطين واحدة، وشعبها واحد، ومقاومتها واحدة، ويفتحون ثغرة في جدار أوهام المشروع الصهيوني بالسيطرة على الضفة الغربية وتهويدها، وينقلوننا من الاستنزاف الداخلي إلى استنزاف العدو، وإفشال مشاريعه الاستيطانية، ويتوحدون في كتائب مقاتلة تقاوم الاحتلال".
ووجَّه النخالة رسالة هامة لقوى وفصائل الشعب الفلسطيني، حثَّهم فيها على تحمل مسؤولياتهم، وتجاوز الخلافات السياسية والحزبية، والتوحد تحت العلم الفلسطيني، والقتال من أجل فلسطين، منبهاً "إن لم نفعل ذلك بإرادتنا ووعينا اليوم، فسنخسر معركتنا، ولن يبكي علينا أحد".
وأعرب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، عن حزنه العميق لكون الكثير من الدول على امتداد عالمنا، وأجهزتها الأمنية، لا تريد أن تسمع بفلسطين، ولا بمقاومة الشعب الفلسطيني، وهذا كله لصالح العدو، وهيمنته على المنطقة، برغم أن دمنا يملأ الأرض، ويلطخ ملابس القتلة الصهاينة وأيديهم، على امتداد فلسطين، لكن من المؤسف أن نرى من يتوددون إليهم، ويتقربون منهم، ويبدون الاستعداد لخدمتهم".
ولفت، إلى أن القلب يحزن على آلام ومعاناة الفلسطيني، الذي يخرج للبحث عن لقمة العيش فيكون مصيره الغرق في البحار، أو ذلك الطالب الذي يُطرد من مقعده الدراسي لأنه فلسطيني، ولا يحب "إسرائيل"، أو صاحب البيت الذي دمرته طائرات العدو أو جرافاته، ولم يجد من يؤويه وأطفاله.
ولم يغفل النخالة عن تدنيس المسجد الأقصى، الذي يتم صباح مساء، فيما تُنفق المليارات من حولنا في قاعات الميسر، ومنتديات السهر، وسباقات الخيل، وغيرها الكثير، مؤكداً أن شعبنا لا يُطالِب أحداً بأن يقاتل معه، ولكنه يسأل أمته وإخوانه في كل مكان: ألا يوجد عندكم فضل طعام لجائع، أو كفن لشهيد؟.