غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور مكتبة المثقف ماضي.. "ثروة ورقية" على قارعة الطريق

محمد ماضي بائع الكتب (6).jpg
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

عند سيرك من طريق الجامعات وسط مدينة غزة، تجد مكتبة علمية ثقافية على قارعة الطريق، تحتوي على كتب متنوعة بمختلف المواضيع واللغات.

ربما تجد أحد الكتب؛ لكنك لا تجد له سوى تلك النسخة، أو تطلب كتابًا يوفره لك صاحب هذه المكتبة محمد ماضي (60 عامًا)، بعد فترة وجيزة.

فكرة المكتبة لم تكن هباءً، ولم تأتِ من السراب، كما يشير ماضي، موضحًا أن بدايته بالقراءة كانت منذ سبعينيات القرن الماضي، إبان دراسته للمرحلة الإعدادية، حيث بدأ شغف القراءة لديه، من خلال زيارته لمكتبة الهلال الأحمر آن ذاك.

استمر شغفه – كما يقول – للقراءة، منذ المرحلة الإعدادية، وملازمته للمكاتب المختلفة، وصولًا إلى استمرار عمله كمدرس في مدارس وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، قبل أن يصل لسن التقاعد.

يزود ماضي مكتبته بالكتب -التي يبيعها بسعر زهيد- من بعض الكتب المستهلكة للمقبلين على السفر، أو ممن أرادوا التخلص من كتب قديمة لديهم، أو تلك الكتب التي يقتنيها منذ الصغر والبالغ عددها من 20 لـ 30 ألف كتاب، بالإضافة إلى الأبحاث والكتب التخصصية من بعض المكتبات الجامعية.

يشير البائع المثقف إلى أنه لا يبيع أي كتاب من الكتب إلا بعد قراءته بشكل متمعّن في وقت سابق.

عدة أهداف وضعها ماضي لهذه المكتبة التي أحب تسميتها "الثروة الورقية"، من أهمها زيادة الوعي والتشجيع على القراءة، بالإضافة لتعريف أهمية الكتب؛ كونها تحمل العلم، الذي يعد ميراث الأنبياء في الدنيا، ووجوب الحفاظ عليه وإعطائه حقه كاملاً، كما يُكمل.

وبحسب ما يرى ماضي، فإن القراءة اللامنهجية لها تأثير أكثر في نفس القارئ؛ كونه يقرؤها دون هدف الشهادات، بل بهدف الثقافة واكتساب المعرفة.

هذه المكتبة لم تكن فقط لعرض الكتب وبيعها، وإنما دراسته لتخصص "العلوم الاجتماعية"، ساعدته في إرشاد الطلبة على اختيار ما يناسب تخصصاتهم الجامعية من الكتب.

وعن سبب اختياره لقارعة طريق الجامعات قال: "اخترت منطقة تجمع عددًا من الجامعات؛ كون المتعلمين يجب أن يكونوا الفئة الأكثر طلباً وبحثاً عن الكتب"، مبديًا استغرابه في ذات الوقت رغم وجود أكثر من 20 ألف طالب في منطقة مكتبته إلا أنها لا تلقى إقبالًا منهم.