يحسب بعض الجهلاء ترديد من آمن بالله ربا وبالإسلام دينا وبمحمد صلى الله عليه وسلم رسولا ، الله غايتنا، والإسلام ديننا، والجهاد طريقنا ، والموت في سبيل الله أسمى امانينا بأنها كلمات ترددها الشفاه فقط ولا يعلمون أنها عقيدة راسخة في القلب رسوخ الجبال ،يؤمن مرددها بأنها حقيقة واقعة على الأرض وسيرى مكانتها رأي العين.
هذه العبارات والأقوال هي أول طريق النصر والتمكين ، وهي جزء من الإعداد للمواجهة لأنها عقيدة تسبق الإعداد للقوة العسكرية ، لأن التربية الدينية والعقدية إن لم تكن متقدمة على التربية العسكرية تصبح التربية العسكرية مظهرا من مظاهر النفاق ولا تمكن من تلقي التربية العسكرية دون التربية العقدية من تحقيق النصر، وسرعان ما يتخلى عن تربيته العسكرية مهما علت لأنه من داخله فارغ من العقيدة الدينية التي تزيده ثباتا وتمسكا كونه لا يقاتل من أجل دنيا يصيبها أو مصلحة يحققها، بل يقاتل من أجل إعلاء كلمة لا الله الا الله ، وإعلاء الدين الإسلامي والعمل على نشره كي ينصلح شأن الإنسان، ويعلو بعلو دينه.
فعندما يكون الله غايتنا فلا تعلو غاية مهما بلغت على الله ومن غايته الله ملك الدنيا بحذافيرها وإن استشهد من أجل إعلاء كلمة الله دخل الجنة بغير حساب وتمنى لو عاد للحياة أن يجاهد في سبيل الله حتى يستشهد لعظيم الأجر والمكانة التي هو عليها .
والرسول قدوتنا وهو نعم القدوة ، وهذه القدوة التي يتحدث اليوم عنها علماء النفس ويعتقد أن وجودها أول طريق الصلاح ، فكيف من يكون محمد قدوته وهو القائد الذي أخرج الناس من الظلمات إلى النور وجعل من الحفاة العراة قادة الأمم، ومن يتخذه قدوته في الحياة ويقتفي أثره سيحقق ما حقق بإذن الله تعالى..
الجهاد سبلينا وهو طريق الصواب وبه تتحقق الأمنيات وهو غاية كل إنسان لإعلاء راية الله لتكون هي العليا ، والجهاد طريق المخلصين ودرب الصادقين، واول غايات الجهاد الجهاد في سبيل الله.
الموت في سبيل الله أسمى أمانينا ، نعم من مات في سبيل الله يعلم ان نهايته في عليين من الجنة مع الانبياء والصديقين ، ومن كان الموت اسمى أمانيه لا يخشى التهديد أو الرصاص أو الاغتيال أو اي شكل من أشكال و اسباب الموت، ويقدم على المقاومة بقلب أصلب من الحديد كونه على علم أن الحياة والموت بيد الله، وأن لكل أجل كتابا، وهي قضية إيمانية راسخة في القلب وجزء من العقيدة والتربية الدينية.
وعليه من يردد هذه العبارات عن عقيدة وإيمان راسخ سينتصر وسيحقق يوما مسعاه ، سيضحك كثيرا على الجهلاء وغير المؤمنين بما يؤمن، سيكون له ما يريد بحق وعن اقتدار، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون.