أكد الخبير المقدسي ورئيس مركز القدس الدولي د. حسن خاطر، أن ما يجري في المسجد الأقصى المبارك والمدينة المقدسة عملية هيمنة لحركة "التدين الصهيونية" على "الحاخامية اليهودية" الحقيقية.
وقال خاطر لـ"شمس نيوز": إن "الحاخامات اليهود أصدروا فتاوى منذ احتلال الجزء الشرقي للقدس بتحريم وتجريم الدخول لجبل الهيكل كما يسمونه؛ لأنهم ليسوا طاهرين بالدرجة الكافية، إذ كانت هذه الفتوى معلقة في أكثر من مكان على باب المغاربة والخليل والعديد من المداخل، ولكن اليوم وفي ظل هيمنة الحركات الصهيونية الدينية تعمل على عكس هذه الفتاوى وتغيير الأحكام والفتاوى الدينية بمواقف وفتاوى سياسية".
وأضاف "هذه الفتاوى الجديدة عبارة عن مواقف سياسية يحاول من خلالها إيجاد منهج وأحكام وأهداف جديدة؛ لتحقيق الهدف السياسي وهو السيطرة على المسجد الأقصى، وتهويد المدينة المقدسة، والأماكن الدينية فيها".
وبيّن خاطر أن حاخامات اليهود السابقين كانوا يعتقدون أن من علامات بناء "الهيكل"، هو ظهور البقرة الحمراء التي لا يوجد فيها أي عيوب أو شعر غير اللون الأحمر، ولكن المنهج الجديد من خلال الصهيونية الدينية تجاوز هذه الشروط والتفاصيل وقفز مباشرة لضرورة الذهاب باتجاه بناء الهيكل في ساحات الأقصى أو على أنقاضه؛ لاعتقادهم أن بناء الهيكل تأخر كثيرا، وأن المشروع الصهيوني بحاجة لإيجاد الرمز الديني بشكل مباشر وسريع.
وأشار إلى أن ما يحصل من تغييرات وتجاوزات في المدينة المقدسة يقودها شخصيات سياسية كبيرة وحاخامات صهاينة مدعومون من المستوى السياسي، لافتاً إلى أن الوضع يشهد حالة من التبدل من الحاخامية التقليدية إلى الحاخامية الصهيونية؛ إذ يحاولون تغليف دوافعهم السياسية بطابع ديني.
وحول الزيادة السنوية في أعداد المستوطنين المقتحمين للأقصى، شدد على رفضها ولو كان المقتحم مستوطنا واحدا؛ إذ تعتبر أمراً خطيرا ومرفوضاً، موضحاً أن اليهود المتدينين في المجتمع الصهيوني لو كان لديهم قناعة بهذه الاقتحامات لرأينا عشرات الآلاف كل شهر يقتحمون الأقصى لاعتبارات دينية وليس لاعتبارات سياسية كما يحصل الآن، وما يحصل من تزايد في زيادة أرقام المقتحمين تعتبر نسبة بطيئة مقارنة بالأعداد التي يطمح لها الصهاينة.
وتابع الخبير المقدسي: "ما يحدث في المدينة المقدسة هو صراع داخلي بين الحاخامية التقليدية والمتدينين؛ ما يشكل خطرا كبيرا على الأقصى؛ لأن هذه الفئة تحمل كل بذور التطرف، ويشكلون خطرا على الواقع في القدس وعلى المصلين".
وعُلقت عند مدخل باب المغاربة في الحرم القدسي الشريف مؤخرا، لافتات تشجع على صلاة اليهود في باحات المسجد الأقصى وقبة الصخرة، في انتهاك بارز للوضع القائم في الحرم، وذلك بعد إزالة لافتة وضعتها الحاخامية الرئيسية الإسرائيلية، منذ عشرات السنين، وتحظر على اليهود الدخول إلى الحرم.
وكُتب في إحدى اللافتات الجديد التي تشجع على خرق الوضع القائم في الحرم، "مديرية الصاعدين إلى جبل الهيكل ترحب بالحجاج" و"تتقبل صلواتكم بحسنات"، وفق ما ذكرت صحيفة "هآرتس" اليوم الإثنين.
وكان مكتوب في اللافتة التي وضعتها الحاخامية الرئيسية وتحظر دخول اليهود إلى الحرم، عند موقع التفتيش الأمني في باب المغاربة: "إعلان وتحذير: يحظر بموجب قانون التوراة على أي شخص الدخول إلى منطقة جبل الهيكل إثر قدسيته".
إلا أن رئيس الحكومة الإسرائيلية، بنيامين نتنياهو، سمح باقتحامات اليهود المتطرفين الاستفزازية للحرم، في العام 2015، عندما أعلن أن "جبل الهيكل هو مكان عبادة للمسلمين ومكان للزيارة لغير المسلمين". وأعلِن حينها أنه يحظر على اليهود الصلاة في الحرم.
