تزامناً مع زيارة الممثلة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة المعنية بالأطفال والنزاع المسلح، فرجينيا غامبا إلى فلسطين المحتلة للتحقق من جرائم جنود الاحتلال ضد الأطفال الفلسطينيين، لرفع نتائجها التي ستتوصل إليها إلى الأمم المتحدة، وهل القتل متعمد, أقدم جنود الاحتلال الصهيوني الليلة الماضية على جريمة قتل جديدة بحق الطفلة الفلسطينية جنى مجدي زكارنة (16 عامًا) وذلك اثناء اقتحام قوات الاحتلال الصهيوني المدججة بكل أنواع السلاح والعتاد لمدينة جنين شمال الضفة الغربية المحتلة, الجريمة التي ارتكبتها الطفلة جنى انها كانت تقف فوق سطح منزلها, فلا ادري ان كان هذا فعلا يعاقب عليه قانون الأمم المتحدة بالقتل ام لا, وهل الممثلة الخاصة فرجينا غامبا ستعتبره فعلا متعمداً يهدف الى القتل, ام ان استخدام اسطح المنازل محرم دوليا وهو نوع من الإرهاب الذي يعاقب عليه القانون الدولي, وهو الأمم المتحدة جادة في خطواتها لمحاسبة إسرائيل على جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين, وهل لا زالت الجرائم التي ترتكبها إسرائيل بحق الأطفال الفلسطينيين غير واضحة ان كانت متعمدة ام لا, ام هو استخفاف بعقولنا, واستهانة بدمائنا, واستسهال لقتلنا, هل كان قتل الشهيد الطفل محمد الدرة خطأ, وهل كان قتل الشهيد الطفل فارس عودة خطأ وهل كان قتل الطفلة الرضيعة ايمان حجو خطأ, وهل كان حرق الشهيد الطفل محمد أبو خضير بعد سكب البنزين في فمه واشعال النار فيه من قبل مستوطنين خطأ, وهل حرق أطفال عائلة دوابشة وهم نائمين في منازلهم خطأ, وما مصير الطفلة الشهيدة فلة المسالمة (16 عاما) التي قتلها جنود الاحتلال على حاجز عسكري في الخليل، وهل الطفلة جنى زكارنة التي قتلها جنود الاحتلال بالأمس كانت تحمل سلاحا او تمثل خطراً على حياة الجنود وهى داخل منزلها.
انه الانحياز السافر للاحتلال الصهيوني, والعجز الاممي الفاضح عن اتخاذ أي خطوة ضد «إسرائيل» الباغية, انه تمييع لجرائم القتل التي ترتكبها «إسرائيل» عن عمد ومع سبق الإصرار والترصد بحق أطفال فلسطين, الأمم المتحدة ستبقى تشكل لجاناً الى الابد دون ان تخرج بنتائج, ودون ان تتخذ خطوة تصعيدية واحدة بحق «إسرائيل» فمنذ مجازر الصهاينة في دير ياسين وكفر قاسم وبحر البقر وقانا, والمجتمع الدولي والأمم المتحدة تحقق في هذه الجرائم, وتبقى نتائج التحقيق سرية, او مجرد حبر على ورق, المجتمع الدولي بمؤسساته الحقوقية والإنسانية, يفقد مصداقيته تماما, و»إسرائيل», لا تلقي بالا للمجتمع الدولي ولا تنشغل بقراراته ولجان تحقيقه لأنها تدرك انها ستظل مجرد حبر على ورق, لذلك أقدمت «إسرائيل» على قتل الزميلة الصحفية شيرين أبو عاقلة, واعدمتها امام شاشة الكاميرا واعتدت على جثمانها اثناء تشييعها, ولم تأبه للأمم المتحدة ومؤسساتها الحقوقية, ولم تأبه للسفراء المشاركين في جنازة التشييع, ولم تأبه للصحافة العالمية التي كانت تغطي الحدث, «إسرائيل» هدمت برج الجلاء الذي يضم قنوات إعلامية ومواقع إخبارية عالمية امام العالم, ولم تستمع لتوسل دول ومؤسسات دولية لعدم هدم البرج, والهدف كان يتلخص في منع تصدير صورة بشاعة القصف الصهيوني لقطاع غزة, والتدمير الهائل الذي يحدثه القصف وصور الشهداء والجرحى, فإسرائيل اعتادت على تصدير روايتها فقط للعالم دون أي رواية أخرى, او دون تفنيد لصحة او عدم صحة الرواية الإسرائيلية, وتفعل ذلك بمنطق البغي وانكار حق الاخر في الدفاع عن نفسه من بغي الاحتلال, وعلى المجتمع الدولي بكل مؤسساته الحقوقية والدولية تقبل منطق «إسرائيل» بإرادته او رغما عنها, لان إسرائيل تعتبر نفسها فوق القانون.
المسئولة الأممية ستلتقي مع مندوبين عن جيش الاحتلال وشرطته، ووزارة الخارجية الصهيونية، كما يتوقع أن تلتقي مع رئيس أركان الجيش الصهيوني، أفيف كوخافي, فهل ستلتقي اسر الشهداء الأطفال الضحايا, وتستمع الى الضحية قبل ان تستمع للجلاد, ام ان منطق الأمم المتحدة يمنع ذلك, غامبا التي سبق ان حذرت «إسرائيل» في تقرير لها، من أنه إذا لم تغير ممارساتها تجاه الأطفال الفلسطينيين، فإنها ستدرس إمكانية إدخال «إسرائيل» إلى القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال في تقرير العام المقبل, فهل ستبقى تهديداتها في دائرة التصريحات الجوفاء كما اعتدنا سابقا, ام ان هناك جديداً في تصريحات غامبا, خاصة بعد ان استقبلت «إسرائيل» زيارتها بقتل الطفلة الفلسطينية جنى زكارنة, موقع «واي نت» الإلكتروني قال أن «إسرائيل تتعامل مع زيارة غامبا بجدية وتولي أهمية كبيرة للموضوع، وستزعم أمامها أن «إسرائيل تعمل بموجب القانون الدولي ويجب عدم إدخالها إلى القائمة السوداء», والوقائع على الأرض تكذب تماما الرواية الإسرائيلية, واليوم توضع مؤسسة من مؤسسات الأمم المتحدة الحقوقية والإنسانية امام اختبار جديد, فهل تستطيع غامبا تطبيق قوانين الأمم المتحدة وتدين «إسرائيل» على جرائمها بحق الأطفال الفلسطينيين وتدخل «إسرائيل» ضمن القائمة السوداء للدول التي تستهدف الأطفال, ام انها ستبقى رهينة التصويتات الامريكية المنحازة كليا لصالح «إسرائيل».