أكدت حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، اليوم الأربعاء، أن فلسطين من بحرها إلى نهرها هي أرض الشعب الفلسطيني، مشددة على أنها ستمضي في التمسّك بها كاملة، وبحقّنا المشروع في الدّفاع عنها وتحريرها بكل الوسائل، وفي مقدّمتها المقاومة المسلّحة، خياراً استراتيجياً حتى ردع الاحتلال وزواله عنها.
كما وأكدت حماس في بيان بمناسبة الذكرى الـ35 لانطلاقتها، أن القدس والمسجد الأقصى المبارك هما قلب الصراع مع العدو الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة فيهما للاحتلال، ولن تفلح كل محاولاته في التهويد وتغيير المعالم.
وقالت حماس، إن شعبنا سيواصل رباطه ومقاومته حتى تحريرهما من دنس الاحتلال، متوجهة بالتحية لأهلنا في القدس وللمرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى الذين ضربوا مثلاً في الذود عن الأقصى والمقدسات.
وأبرقت حماس بالتحية، لأسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات، معبرة عن اعتزازها بصمودهم وثباتهم وتضحياتهم في مواجهة إجرام السجّان الصهيوني، فمسؤولية تحريرهم ستبقى على رأس أولوياتنا، فنحن على العهد والوفاء لهم، فما وفاء الأحرار الأولى إلا محطة في تلك المسيرة، حتى تحريرهم جميعاً من براثن السجان.
وشددت الحركة على، أن بناء شراكة وطنية حقيقية وجادة قائمة على برنامج نضالي موحّد، هي السبيل القادر على مواجهة الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية، ولن يتأتى ذلك إلا بالمُضي في تنفيذ إعلان الجزائر وما سبقه من وثائق سياسية وتفاهمات، تفضي إلى استعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني، على أسس وطنية وديمقراطية على قاعدة مواجهة الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة.
وأضافت " إن حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجّروا منها قسراً، هو حقّ مقدّس غير قابل للتنازل، نجدّد رفضنا لكل مشاريع التوطين، وندعو كل الدول والمؤسسات إلى توفير الحماية والحياة الحرّة الكريمة لهم، وإلى تعزيز صمودهم إلى حين عودته".
وأشادت حماس بمقاومة شعبنا الباسلة، وبرجال المقاومة الميامين، وعلى رأسهم أبطال كتائب عزّ الدين القسّام والغرفة المشتركة، الذين أبدعوا في الإعداد ومراكمة القوّة والإثخان في العدو وجيشه وتحقيق الانتصار عليه، في محطات يشهد لها تاريخ نضال شعبنا المشرّف.
وأعربت حماس عن فخرها ببطولات شبابنا الثائر في عموم الضفة المحتلة والقدس وكل المرابطين من أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة والشتات، وإلى أبطال عرين الأسود وكتيبة جنين، داعية اياهم إلى مواصلة ملاحم البطولة والفداء والتضحية دفاعاً عن الأرض والمقدسات.
وجددت حماس التأكيد على ايمانها واعتزازها بالعمق العربي والإسلامي، باعتباره العمق الاستراتيجي والحاضنة الأساسية لمشروع شعبنا في التحرير والعودة، وندعو إلى إبقاء فلسطين ونضال شعبها وقضيتها العادلة حاضرة في كل المحافل والمناسبات، والعمل على رفض وتجريم ومقاطعة كل محاولات إدماج العدو الصهيوني في جسم الأمَّة عبر مشاريع التطبيع وتلميع صورة الاحتلال الإجرامية، وندين كل المشاريع والخطوات والسياسات التي تسعى لذلك.
ودعت حماس، السلطة الفلسطينية إلى تعزيز عوامل صمود شعبنا الفلسطيني، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والكف فورا عن محاربة المقاومة، وإتاحة الحريات السياسية والعامة، ووقف ملاحقة النشطاء والطلبة وقادة الرأي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
وطالبت حماس الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإنصاف شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة بدعم حقه في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على كامل ترابه الوطني، والكفّ عن نهج الكيل بمكيالين، وسياسة الانحياز إلى الاحتلال ضدّ عدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة.
وفيما يلي نص البيان كاملًا
بسم الله الرحمن الرحيم
بيان صحفي
(نحو القدس .. آتون بطوفانٍ هادر)
في الذكرى الـ 35 لانطلاقة حركة حماس: ماضون على طريق المقاومة والوحدة والتمسك بالثوابث حتى التحرير والعودة وزوال الاحتلال
في مثل هذا اليوم، وقبل خمسة وثلاثين عاماً، انطلقت حركة المقاومة الإسلامية (حماس) من رحم شعبها الفلسطيني الأبيّ، ومن عمق أمَّتها العربية والإسلامية الوفيّة، ومن ضمير أحرار العالم أجمع؛ لتكون كما أعلنت في ميثاقها التأسيسي المنشور عام 1988م، وأكدته في وثيقتها السياسية عام 2017 بأنها "حركة تحرّر ومقاومة وطنية فلسطينيَّة إسلاميَّة، هدفها تحرير فلسطين ومواجهة المشروع الصهيوني"، ومنذ ذلك الحين، بقيت حماس ثابتة في مبادئها، محافظة على قيمها وهُويتها ونصاعة مقاومتها، وفيّة لدماء الشهداء وتضحيات الأسرى، حاضنة لآلام وآمال وتطلعات شعبنا الفلسطيني في كل ساحات الوطن وفي مخيمات اللجوء والشتات، تذود بدماء أبنائها عن أرضنا وشعبنا ومقدساتنا، وفي القلب منها القدس والمسجد الأقصى المبارك، ماضية بكل إيمان ويقين في مشروعها المقاوم، حتى التحرير الشامل وتحقيق العودة بإذن الله.
إنَّ مسيرة حركة المقاومة الإسلامية حماس الحافلة بالإنجازات الوطنية، والمعمّدة بتضحيات رجالها وقادتها وأبنائها وحرائرها شهداء وأسرى وجرحى ومعبدين على طريق التحرير، والتي جاءت انطلاقتها المباركة امتداداً لمسيرة مقاومة شعبنا وكفاح أمتنا ضد المستعمرين الغاصبين، وعلى رأسهم الاحتلال الصهيوني الغاصب، لتستمر بعون الله في طليعة مشروع التحرير والعودة وهي عصية على كل محاولات التضييق والعدوان والظلم والحصار، والتشويه والتدجين والتصفية والتغييب، لتمثل بذلك رأس حربة المقاومة دفاعاً عن ثوابت شعبنا وحقوقه، وطلباً لتحرير مقدساتنا وأسرانا وأرضنا.
تأتي انطلاقة حماس في ظل ثورة شعبنا المتصاعدة في وجه المحتلين الصهاينة في القدس والضفة رباطاً ومواجهةً وتصعيداً، وفي غزة تمسكاً بخيار المقاومة إعداداً ومراكمةً وفرضاً للمعادلات، وفي الداخل المحتل صموداً في الأرض وتمسكاً بالهوية وتحدياً لسياسات العدو، وفي الشتات تمسكاً بالعودة ومقارعةً للمحتل في كل المحافل، كما أنها تأتي في ظل تصعيد صهيوني وحكومة فاشية تخطط وتتوعد بالمزيد من الجرائم والفظائع بحق مقدساتنا وأسرانا وأرضنا لتفرض بذلك جملة من التحديات الكبرى أمام شعبنا وأمتنا.
والحركة اليوم، وهي تحيي مع جماهير شعبنا الفلسطيني وأمتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم ذكرى انطلاقتها الخامسة والثلاثين، لتوجه تحية الإجلال لأرواح شهداء شعبنا وأمتنا الذين ارتقوا على طريق تحرير فلسطين، وفي مقدّمتهم الإمام المؤسس الشهيد الشيخ/ أحمد ياسين، وكل قادة الحركة الوطنية الشهداء، الذين كانت دماؤهم الزكيَّة وقوداً لثورة شعبنا، ومسيرتهم ملهمة للأجيال في مقاومة المحتل، كما توجه التحية للأسرى الأبطال الذين يخوضون معركة الكرامة والعزة، ونسأل الله تعالى الشفاء لجرحانا الميامين الذين ضربوا مثالاً في التضحية ضد الإجرام الصهيوني، متمنين لهم الشفاء العاجل، كما تتوجه حماس في يوم انطلاقتها بتحيّة الامتنان والفخر إلى جماهير شعبنا في كل شبر من أرض فلسطين المباركة وخارجها، القابضين على زناد الصبر والتضحية والرّباط والمقاومة، وتبعث بتحيّة الشكر والتقدير إلى جماهير أمَّتنا العربية والإسلامية وأحرار العالم، الأوفياء لفلسطين تضامناً وتأييداً ونصرة ودفاعاً، ونجدّد عهد الوفاء معهم جميعاً، على المضي قدماً في طريق المقاومة حتى زوال الاحتلال.
إن حركة المقاومة الإسلامية حماس وفي الذكرى الخامسة والثلاثين لانطلاقتها، تؤكّد ما يلي:
أولاً: إنَّ فلسطين من بحرها إلى نهرها هي أرض الشعب الفلسطيني، سنمضي في التمسّك بها كاملة، وبحقّنا المشروع في الدّفاع عنها وتحريرها بكل الوسائل، وفي مقدّمتها المقاومة المسلّحة، خياراً استراتيجياً حتى ردع الاحتلال وزواله عنها.
ثانيًا: إنَّ القدس والمسجد الأقصى المبارك هما قلب الصراع مع العدو الصهيوني، ولا شرعية ولا سيادة فيهما للاحتلال، ولن تفلح كل محاولاته في التهويد وتغيير المعالم، وسيواصل شعبنا رباطه ومقاومته حتى تحريرهما من دنس الاحتلال، ونتوجه بالتحية لأهلنا في القدس وللمرابطين والمرابطات في باحات المسجد الأقصى الذين ضربوا مثلاً في الذود عن الأقصى والمقدسات.
ثالثاً: نبرق بالتحيّة لأسرانا الأحرار وأسيراتنا الماجدات، ونعبّر عن اعتزازنا بصمودهم وثباتهم وتضحياتهم في مواجهة إجرام السجّان الصهيوني، فمسؤولية تحريرهم ستبقى على رأس أولوياتنا، فنحن على العهد والوفاء لهم، فما وفاء الأحرار الأولى إلا محطة في تلك المسيرة، حتى تحريرهم جميعاً من براثن السجان.
رابعاً: إنَّ بناء شراكة وطنية حقيقية وجادة قائمة على برنامج نضالي موحّد، هي السبيل القادر على مواجهة الاحتلال الصهيوني وحكومته الفاشية، ولن يتأتى ذلك إلا بالمُضي في تنفيذ إعلان الجزائر وما سبقه من وثائق سياسية وتفاهمات، تفضي إلى استعادة الوحدة وترتيب البيت الفلسطيني، على أسس وطنية وديمقراطية على قاعدة مواجهة الاحتلال وتحقيق تطلعات شعبنا في التحرير والعودة.
خامساً: إنَّ حقّ عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أرضهم التي هجّروا منها قسراً، هو حقّ مقدّس غير قابل للتنازل، نجدّد رفضنا لكل مشاريع التوطين، وندعو كل الدول والمؤسسات إلى توفير الحماية والحياة الحرّة الكريمة لهم، وإلى تعزيز صمودهم إلى حين عودتهم.
سادساً: نشيد بكل آيات التقدير والاعتزاز بمقاومة شعبنا الباسلة، وبرجال المقاومة الميامين، وعلى رأسهم أبطال كتائب عزّ الدين القسّام والغرفة المشتركة، الذين أبدعوا في الإعداد ومراكمة القوّة والإثخان في العدو وجيشه وتحقيق الانتصار عليه، في محطات يشهد لها تاريخ نضال شعبنا المشرّف، كما نعرب عن فخرنا ببطولات شبابنا الثائر في عموم الضفة المحتلة والقدس وكل المرابطين من أبناء شعبنا في فلسطين المحتلة والشتات، وإلى أبطال عرين الأسود وكتيبة جنين، وندعوهم إلى مواصلة ملاحم البطولة والفداء والتضحية دفاعاً عن الأرض والمقدسات.
سابعاً: نجدّد إيماننا واعتزازنا بعمقنا العربي والإسلامي، باعتباره العمق الاستراتيجي والحاضنة الأساسية لمشروع شعبنا في التحرير والعودة، وندعو إلى إبقاء فلسطين ونضال شعبها وقضيتها العادلة حاضرة في كل المحافل والمناسبات، والعمل على رفض وتجريم ومقاطعة كل محاولات إدماج العدو الصهيوني في جسم الأمَّة عبر مشاريع التطبيع وتلميع صورة الاحتلال الإجرامية، وندين كل المشاريع والخطوات والسياسات التي تسعى لذلك.
ثامناً: ندعو السلطة الفلسطينية إلى تعزيز عوامل صمود شعبنا الفلسطيني، ووقف التنسيق الأمني مع الاحتلال، والكف فورا عن محاربة المقاومة، وإتاحة الحريات السياسية والعامة، ووقف ملاحقة النشطاء والطلبة وقادة الرأي، وإطلاق سراح جميع المعتقلين السياسيين.
تاسعاً: نطالب الأمم المتحدة والمجتمع الدولي بإنصاف شعبنا الفلسطيني وقضيته العادلة بدعم حقه في إنهاء الاحتلال وتقرير المصير وإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس على كامل ترابه الوطني، والكفّ عن نهج الكيل بمكيالين، وسياسة الانحياز إلى الاحتلال ضدّ عدالة القضية الفلسطينية وحقوق شعبنا الفلسطيني المشروعة.
وإنَّه لجهادٌ نصرٌ أو استشهاد
حركة المقاومة الإسلامية "حماس"
الأربعاء: 20 جمادي الأولى 1444 هـ
الموافق: 14 كانون الأول/ ديسمبر 2022م