أكد الإعلامي الرياضي الفلسطيني إيهاب ربيع أبو الخير، أن حضور بطولة كأس العالم لكرة القدم هو حلمٌ لجميع عشّاق هذه اللعبة، لافتاً إلى انه بالنسبة لأهالي قطاع غزة في فلسطين المحتلّة فهو أمرٌ أبعد ما يكون عن الواقع، بسبب ما يواجهونه من حصارٍ مستمر وتضييق الخناق وعدوان مستمر من الاحتلال الإسرائيلي.
وأشار المحاضر الجامعي ايهاب أبو الخير في لقاء مع «الوطن»، إلى انه ومنذ أكثر من عشرين عامًا، تعرّض منزله للقصف والتدمير أكثر من 3 مرّات في الحروب التي شهدها قطاع غزة، إلا أن ذلك لم يحدّ من أمله وسعيه للحياة. وكأحد عشّاق كرة القدم، بدأ الأمل يتسرب إليه في تحقيق حلم كأس العالم، بعد الإعلان عن استضافة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022، ليصطدم هذا الحلم بواقع مرير بسبب الظروف وصعوبة التنقل خارج قطاع غزة.
وأشار إلى انه منذ أن وطئت قدمه أرض قطر لحضور المونديال، فقد لاحظ حضور القضية الفلسطينية في أغلبية الفعاليات المصاحبة لبطولة كأس العالم ورفع العلم الفلسطيني في المدرجات من قبل المشجعين من ابناء الوطن العربي، كذلك رفع العلم الفلسطيني من قبل لاعبي المنتخبات العربية التي حققت انتصارات في مباريات البطولة، كذلك الاحتفالية والمسيرة الكبيرة الفلسطينية التي أقامها المشجعون وزوار درب لوسيل.
وأشار إلى ان الشعب الفلسطيني ينظر إلى البطولة نظرة إكبار وإجلال، كما أنه ينظر إلى دولة قطر المنظمة للبطولة نظرة حب وإمتنان على هذا الدعم الكبير خلال هذا المونديال العالمي، والذي عرف الكثير من شعوب دول العالم التي زارت قطر بسبب البطولة بعدالة القضية الفلسطينية وحقق شعبها المهدور، حيث قامت تلك الفعاليات وهذه البطولة وهذا الدعم مكان وسائل الإعلام الدولية التي تجاهلت عدالة القضية على مدار سنوات ماضية طويلة.
ولفت إلى أن وقع مثل تلك الفعاليات على الشعب الفلطسيني في الأراضي المحتلة كبير للغاية، حيث إنها دلالة على أن القضية الفلطسينية مازالت تحظى بدعم الشعوب العربية، كما أنها حاضرة في قلوبهم وأفئدتهم، كما أنها تعطي انطباعا لدى الفلطسينيين انهم ليسوا وحدهم وأن وراءهم أمة عظيمة، تقف خلفهم في نضالهم لنيل حقوقهم في أرضهم التاريخية.
وأوضح ان الحلم أصبح حقيقة بعد أن تمكّن من الانضمام إلى المتطوعين الدوليين في الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) لتنظيم البطولة في قطر، مؤكداً ان قطر لطالما كان لها موقف داعم للقضية الفلسطينية، وهي الدولة المستضيفة لهذه البطولة، حيث يترقب جميع أهالي قطاع غزة هذا الحدث العالمي بفارغ الصبر، فقد انعكس حضوري لهذه البطولة على شعوري بسعادة كبيرة كوني أحد المساهمين فيه، حيث يعتبر استضافة قطر لهذا الحدث الرياضي العالمي هو فخرٌ لكلّ العرب.
وبين ايهاب أبو الخير، انه من أبرز الجوانب التي تميّزت بها هذه النسخة من كأس العالم هو الحضور البارز لفلسطين والتضامن الذي شهدته مع القضية الفلسطينية، وبالنسبة لأبو الخير يقول: بات العلم الفلسطيني علامة فارقة وأيقونة في مونديال قطر حيث أصبح وجوده أمرا طبيعيا في كلّ مكان سواء في الاستادات أو الأسواق أو الأماكن العامة، وباتت عبارة «فلسطين حرّة» تتردد على لسان جميع المشجعين سواء من العرب أو الغرب، حتى أن الكثير من وسائل الإعلام الغربية وصفت فلسطين أنها تبدو كفريق غير رسمي في البطولة.
وقال إنه كان أبرز المشاركين في الفعاليات التي تنظمها مؤسسة قطر لدعم الثقافة الفلسطينية بالتزامن مع بطولة كأس العالم ضمن حملة فلسطين تنور قطر، والتي تلقي الضوء على القصص الفلسطينية الملهمة وتقديمها للعالم. وفي هذا الصدد، يقول أبو الخير: تُشكّل مثل هذه الفعاليات خلال المونديال نقلة نوعية بالنسبة لنا كفلسطينيين ومفترق طرق من حيث إبراز الهوية الفلسطينية على الساحة الدولية لأكبر قدر ممكن من الجمهور في ظل التوافد الكبير من الجماهير من كلّ دول العالم هنا إلى قطر.
يضيف: لقد بات أثر هذا التضامن واضحًا وملموسًا وأتي بنتائجه الآن، لقد فتحت لنا هذه الفعاليات خلال البطولة فرصةَ لنا للقاء أشقائنا العرب وأهلنا من المدن الأخرى في فلسطين، والتعريف بثقافتنا الفلسطينية وأسماء مدننا وما نمتلكه من تاريخ وحضارة وفن وعلم للمتواجدين هنا من الجماهير العربية والأجنبية. ويختتم: لقد تعدّت هذه النسخة من كأس العالم نطاق كرة القدم وأصبحت رسالة للشعوب كلها تحمل معاني السلام والمحبة والإخاء، وهذا ما شهدناه في افتتاح البطولة، وأيضا رسالة وطنية بامتياز لإيصال القضية الفلسطينية لكل العالم.
وكان أقام عدد من المشجعين وزوار درب لوسيل مسيرة وإحتفالية كبيرة بدولة فلسطين المحتلة، حيث تجمع العديد من الزوار العرب والاجانب على الاحتفالية، مؤكدين دعمهم للشعب الفلسطيني في الأراضي العربية المحتلة، استمرت الفعالية عدد من الساعات شملت الأغاني الفلسطينية الشعبية والرقصات التراثية للشعب الفلسطيني.
وبين عدد من الفلسطينيين والعرب ان فلسطين حاضرة وبقوة للمرة الأولى في نسخة كأس العالم العربية التي تقيمها دولة قطر على أراضيها، لافتين إلى ان قطر من أولى الدول التي دعمت الشعب الفلسطيني خلال نضاله ضد دولة الاحتلال منذ سنوات.
وبينوا ان تلك الفعالية تهدف للتعريف بالقضية الفلسطينية لزوار ومشجعي كأس العالم الذي قدموا من جميع أنحاء العالم لحضور كأس العالم، لافتين إلى انهم التقوا الكثيرين من مختلف بلاد العالم والذين تساءلوا عن علم دولة فلسطين الذين نرفعه، حيث وجدنا تضامنا كبيرا من الجميع مع القضية الفلسطينية.
ومن الجدير بالذكر انه ومع استضافة دولة قطر لكأس العالم FIFA قطر 2022TM، تدعم مؤسسة قطر الجهود الوطنية لإبراز الثقافة الغزيرة والمتنوعة للعالم العربي من خلال تسليط الضوء على أصوات وقصص فلسطينية واعدة خلال البطولة، حيث تقيم المؤسسة برامج وفعاليات لإلقاء الضوء على فلسطين وتقديمها للعالم.
ومن ضمن فعاليات معرض «جووولز»، الذي يعرض باقة متنوعة من القصص عن تجارب أشخاص من مشارب مختلفة مع كرة القدم وعلاقتها بالثقافة والمجتمع، تستضيف المؤسسة الناشطة الفلسطينية من حي الشيخ جراح بالقدس منى الكرد في فعالية تركز على رواية القصص والشعر، حيث ساعدت منى مع أخيها التوأم، محمد الكرد في جذب أنظار العالم إلى ضم المستوطنين غير القانوني لمنازل الفلسطينيين في حي الشيخ جراح، وقد كانت من أبرز منتقدي التهجير الإسرائيلي.