قائمة الموقع

أيام "الحانوكا" الثمانية محاولة لتأسيس واقع جديد في الأقصى

2022-12-18T12:53:00+02:00
اقتحام المسجد الأقصى
بقلم/ خالد صادق

خالد صادق

دعوات جماعات الهيكل المتطرفة لاقتحام المسجد الأقصى المبارك اليوم الأحد، بحجة الأعياد اليهودية في ظل سعيهم للسيطرة على المسجد الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين مسرى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ومعراجه الى السماء, الاحتلال يسعى لتغيير الواقع في الأقصى وتقسيمه زمانياً ومكانياً من خلال تكثيف الاقتحامات والصلوات التلمودية, بل ان الامر تعدى رؤية التقسيم الزماني والمكاني, بعد ان طالب الصهيوني المجرم ايتمار بن غفير بتحديد مكان لليهود داخل الأقصى باستطاعة اليهودي الدخول اليه في أي وقت يشاء وأداء الصلوات التلمودية داخله, الجماعات اليهودية المتطرفة دعت لموجة اقتحامات تبدأ من 18 حتى 26 ديسمبر وسخرت حافلات نقل مجانية لليهود الراغبين في اقتحام الأقصى لإقرار واقع جديد, بن غفير تعهد بإشعال الشمعدانات داخل الأقصى والتي سيدخلها بالقوة, حيث يعتبر اليهود ان اشعال الشمعدانات داخل الأقصى من أهم رموز هذا العيد الذي تضاء شعلة جديدة منه يوميا على مدار 8 أيام, ويشتهر عيد الحانوكا بطقس ذبح الدجاج لتكفير الذنوب والتلويح بدجاجة أو ديك فوق الرأس مع ممارسة طقوس خاصة يذبح بعده الطير، ويحرم أكله بعد ذبحه, لذلك سيحمل المستوطنون الطيور معهم لتحقيق الأسطورة, فالاحتفال بأعياد «الانوار» هذا العام مختلف عما سبقه, فهو يأتي في ظل حكومة نازية متطرفة تقودها الصهيونية الدينية, بعد ان قرر نتنياهو منح بن غفير حقيبة ما اسماه «بالأمن القومي» بصلاحيات واسعة تسمح له باستخدام القمع والقوة المفرطة بحق الفلسطينيين, وإقرار واقع جديد في الأقصى, وبات واضحا ان تغيير الوضع في الأقصى، وهذا العيد هو أول اختبار فعلي لقوته وقدرته على تنفيذ رؤيته ورؤية جماعاته المتطرفة داخل الأقصى».

امام هذه الاخطار المحدقة بالمسجد الأقصى المبارك، أكد سماحة الشيخ عكرمة صبري خطيب المسجد الأقصى المبارك، أن هذا الاقتحام هو تحدٍ للمسلمين لإثبات وجودهم في مدينة القدس، مشيراً إلى أنه «ومن خلال ملاحظتنا تم حشد عدد كبير للمتطرفين في المسجد الأقصى المبارك بمناسبة ما يسمونه بـ»عيد الأنوار», وأوضح أن قوات الاحتلال ومستوطنيها يسعون من خلال هذه الاقتحامات للسيطرة على المسجد الأقصى بطريقة تدريجية»، وهذا معناه ان المسلمين في شتى بقاع العالم ام اختبار حقيقي, وان الصمت على الفعل الصهيوني الشائن في الأقصى سيؤسس لواقع مر وصعب على المسلمين, لأن اليهود سيغيرون الواقع تماما في حال تمكنوا من أداء طقوسهم بحرية في الأقصى, لذلك اكد الشيخ عكرمة صبري أن المرابطين في القدس والمسجد الأقصى لا يكترثون لما يخطط له المدعو بن غفير والجماعات الاستيطانية من السعي لتقسيم المسجد الأقصى, وأن المقدسيين لن يمكنوا الاحتلال من تحقيق أحلامه ومطامعه، وأن مخططاته كلها مرفوضة ومكشوفة، مشدداً على أن غطرسة الاحتلال ستنقلب حتماً عليه, ونوه سماحة الشيخ إلى أن دعوة المقدسيين لشد الرحال هي دعوة قائمة ومستمرة في جميع الأيام ما دام المسجد الأقصى المبارك تُحدق به الأخطار، مطالباً بضرورة الانتباه واليقظة لكل ما يحيك المستوطنون المتطرفون من مؤامرات بحق الأقصى, لكن ما يجب التنبه اليه ان المقدسيين سيمنعون من الوصول للأقصى بسهولة طوال أيام «الحانوكاه» وسيمنع أهلنا في 48م من الوصول للأقصى أيضا, واهلنا في الضفة والقدس مطالبون بالتصدي للاحتلال, من خلال اشعال الميادين, والعواصم العربية والإسلامية مطالبة أيضا بالتحرك بتظاهرات مليونية للتصدي للاحتلال, وهو واجب ديني ووطني واخلاقي.

الخارجية الفلسطينية حذرت من المخاطر الحقيقية المحدقة بالأقصى وتداعياتها على المنطقة برمتها, وأدانت اقتحامات المستوطنين للمسجد الأقصى بشكل يومي وأداءهم طقوسا تلمودية في باحاته، بحراسة وحماية من شرطة الاحتلال وجنوده, كما نددت الوزارة برفع سلطات الاحتلال لافتات عند مدخل باب المغاربة لتشجيع المستوطنين على الاقتحامات, لكن السلطة لم تتخذ أي خطوة حقيقية لمواجهة الاخطار المحدقة بالمسجد الأقصى, ولم تدعُ الفلسطينيين للتصدي لمخططات الاحتلال في الأقصى, بل لا زالت تمنع الفلسطينيين من الاشتباك مع الجنود الصهاينة في الضفة, وتنسق وتتعاون امنيا مع الاحتلال لحفظ امن الجنود والمستوطنين الصهاينة, وتنظم حملة اعتقالات غير مسبوقة بحق الفلسطينيين في الضفة الغربية المحتلة, فلا رهان حقيقي على مواقف السلطة, التي لن تخرج من دائرة الشجب والاستنكار واستجداء المجتمع الدولي, والشكوى لدى الإدارة الامريكية, الاحتلال يعمل على طمس المعالم الدينية الإسلامية والمسيحية على أرض فلسطين، وتحويلها إلى مواقع دينية أو تاريخية يهودية؛ في محاولة لتزوير التاريخ, وهو يسعى لتقسيم الأقصى على غرار تقسيمه للحرم الابراهيمي الشريف فالاحتلال يسيطر على 63% من مساحة الحرم الابراهيمي ويبقي 37% للمسلمين, ويريد ان يستنسخ هذا الامر في المسجد الأقصى المبارك, تمهيدا للسيطرة الكاملة عليه, وهدمه لإقامة الهيكل المزعوم على انقاضه, ويبدو ان «إسرائيل» تعتبر نفسها قريبة جدا في تحقيق حلمها في الأقصى, خاصة بعد ان تخلى عنه العرب والمسلمين, وتركوه فريسة للاحتلال, بل ومنهم من يتآمر على الأقصى, ويدعم مطالب الاحتلال في ممارستهم التلمودية داخله, ووصل الامر بالبعض لتجنيد «رجال دين» من المسلمين للتشكيك في وجود المسجد الأقصى في القدس, وان الأقصى في السعودية في منطقة تسمى «الجِعرانة» فهل ادركتم حجم المؤامرة وحاجة الأقصى اليكم؟!.

اخبار ذات صلة