قائمة الموقع

نعم.. نحن نستطيع

2022-12-19T13:29:00+02:00
مونديال فلسطين
بقلم الكاتب الأسير: هيثم جابر

في الحقيقة لم أكن مغرماً كثيراً بالمنافسات الكروية أو الدوريات التي تجري هنا أو هناك، ولكن هذا المونديال، وهذا العرس الكروي الكبير الذي يجري كل أربع سنوات كان له طعمه ورونقه الخاص، فقد تابعته من ألفه إلى يائه ولعدة أسباب كان أبرزها الاعتداد بالنفس العربية الأبية نعم كأمة عربية نستطيع أن نصنع المعجزات، ونفعل ما يفعله غيرنا من شعوب الأرض. نستطيع أن ننظم أضخم عرس كروي يجري على مستوى العالم رغم عنصرية الغرب الذي لم يبرأ من صليبيته وعدائه للإسلام والعرب حتى اللحظة.

حاولوا افشال هذا المونديال والتشكيك في عدم القدرة على تنظيمه أو حتى المشاركة فيه وخروج المنتخبات العربية من المنافسات الأولى، وإثارة شبهات حول حصول قطر على هذا الدور الكبير وعلى أي دولة عربية أو اسلامية. هذه الشبهات والانتقادات حول حقوق الانسان وغيرها دائما كانت سيفاً مسلطاً على كل من يحيد عن الخط الغربي أو الفلك الغربي والاستعماري أو القيم التي يريدون أن نقلدهم بها رغم أنوفنا دون مراعاة لعقائدنا وقيمنا الدينية والأخلاقية.

لا أريد أن أتحدث عن عظمة التنظيم والأعداد والافتتاح لهذا المونديال فقد شاهد العالم هذه الانجازات وهذه التحضيرات التي لم تحدث في مواسم سابقة. بل أريد أن أتحدث عن النفس والروح العربية التي أراد الغرب الاستعماري أن تشعر بالدونية، وأن يزرع في نفوسنا تفوقهم علينا.
نعم، تم تنظيم مونديال عربي إسلامي بامتياز ولم يخضع للإملاءات الغربية الشاذة والقذرة التي لا ترى في حقوق الانسان إلا الشواذ ومن يدور في الفلك الغربي فقط. ترى أوكرانيا ولا ترى فلسطين، ترى المرأة الإيرانية المنتحلة، ولا ترى المرأة الفلسطينية التي تعدم في الشوارع وتهان في السجون.

إنهم يرون ويشاهدون ما يريدون ومن خلال عدساتهم المنحرفة، ونحن في هذا المونديال علمناهم أننا لم نعد تبعاً لهم ولشذوذهم ومعتقداتهم الشاذة والمنتحلة. لقد أجبرناهم على احترام ديننا وقيمنا وعاداتنا وتقاليدنا رغم أنوفهم، علاوة على ذلك لقد صنعت المنتجات العربية التاريخ لأول مرة في التاريخ كتبته بالمثابرة والتعب والدم والتمسك بالقيم.

سيكتب التاريخ بأحرف من ذهب أن المنتخب العربي المغربي صنع العجب، وسيكتب التاريخ أن المنتخب التونسي يهزم دولة متعالية دائما رأت نفسها الراعي الأول للاستعمار الأوروبي، حتى إنهم يحتجزون شهدائنا وأبطالنا من الجزائر حتى اللحظة، وهي الدولة الأوروبية الأكثر عداء للإسلام وللمسلمات اللواتي منعن من ممارسة أبسط حقوقهن الانسانية في اختيار ما تبلس المرأة، ثم يأتوا ليزايدوا علينا بحقوق الانسان وحقوق شواذهم.

نعم نحن نستطيع أن نتأهل بل ونستطيع أن نفوز، ولولا الحظ كنا نستطيع أن نفوز بكأس العالم أيضاً والذي يقول غير ذلك هو مهزوم نفسياً فقط. هزيمتنا في السابق كانت ولا زالت نفسية، البعض من المهزومين كان يعتقد بتفوق الرجل الغربي الأبيض، وبالمناسبة أغلبية أفراد المنتخبات الأوروبية من السود وليس من البيض، فمن كان يعتقد بتفوق الغربي علينا هو الذي كان عقبة في طريق انجازاتنا ونهضتنا.

نحن لا ينقصنا شيء لا في الجسم ولا في المال، تصرف ملايين الدولارات على النوادي الرياضية فلماذا لا نفوز ولا نتأهل في شبابنا ورجال أمتنا الذين تربوا وترعرعوا في الصحراء، فعندما تخلص المنتخب العربي المغربي من عقدة النقص بتفوق اللاعب الغربي ومن هزيمتنا النفسية انتصر وفاز وانتصرت الأمة بأسرها التي وقفت تشجعه في الشوارع والساحات العامة بالدعاء والصلاة كما في اندونيسيا تلك الدولة الاسلامية.

المنتخب المغربي العربي كتب التاريخ بحروف من ذهب، وفاز بالكأس حتى لو لم يفز واقعياً. والانجاز الأول والكبير في هذا المونديال العربي الكروي العظيم، أننا كالعرب تخلصنا من عقدة النقص ومن هزيمتنا النفسية، وأثبتنا للعالم أننا أمة لها تاريخ ومعتقد وقيم وقادرون على الانجاز، وقادرون أن ننتصر وننهض من بين الركام ونصنع التاريخ كما صنع المنتخب المغربي العربي العظيم، ونستطيع أن نكون نداً لهم.
 
نعم نحن نستطيع

اخبار ذات صلة