قائمة الموقع

فلسطين تفوز في مونديال قطر

2022-12-19T13:33:00+02:00
IMG_٢٠٢٢١٢١٩_١٣٣٣١٧.jpg
بقلم الكاتب الأسير: هيثم جابر

لم يسبق للمنتخب الفلسطيني أن وصل إلى تصفيات كأس العالم، لكن فلسطين وصلت بالفعل وكانت هي المشارك الرئيسي والمؤثر في هذا المونديال الذي أقيم في قطر للمرة الأولى في التاريخ، وربما للمرة الأخيرة يقام في دولة عربية اسلامية فرضت بالفعل قوانينها وفكرها ومعتقداتها وأجبرت العالم بأسره أن يحترم معتقداتنا وأخلاقياتنا.

لا أريد أن أتطرق الى السياسة القطرية أو موقفها السلبي من أزمة سوريا ولا أريد أن أستعرض محاسن أو مساوئ الأنظمة لهذا البلد العربي أو ذاك، بل أريد فقط أن أتحدث عن فلسطين اليتيمة التي تركت دون أب ودون أخ تركت هي وشعبها لقمةً سائغة للمحتلين، لكنها ظلت تكبر وتحيا في قلوب شعوبنا العربية الحية، أتحدث عن فلسطين المنتصرة في مونديال قطر، فلسطين المحتلة التي لم يبق منها سوى اسمها وشعبها الحر الذي لا يعرف الاستسلام ولا الموت.

لقد حاول المحتلون على مدار سنوات الارهاب والقهر قتل روح فلسطين فينا وتفريغ شعبنا من محتواه النضالي والعربي والاسلامي، وخداع الجماهير العربية بما يسمى بالسلام والعيش المشترك واتفاقيات التطبيع من خلال الأنظمة التي تحالفت مع المحتل ومع القتلة ومدت أيديها لسارق الأرض ومنتهك الحرمات ومرتكب الجرائم، وحاولت أن تحمي نفسها من شعوبها، لكنها فشلت هي الأخرى وستفشل لأن أبناء أمتنا الحية وشعوبها العربية الواعية لا يمكن خداعها وتضليلها، وما جرى في مونديال قطر، لهو دليل واضح على فوز فلسطين في قلوب أبناء هذه الأمة العربية التي لا تموت.

لقد كانت فلسطين هي الفائز بلا منازع في قلوب الجماهير والمنتخبات العربية الحرة، التي أثبتت أن شعوبنا لا يمكن أن تساق كالقطيع، ولا يمكن لملك أو زعيم أو رئيس أن يفرض عليها خدعة التطبيع وخدعة ما يسمى بالسلام مع هذا العدو المجرم الذي ازداد تطرفاً واجراماً، حيث أصبحت الاعدامات الميدانية لأطفالنا تمارس بشكل يومي، وسط ترحيب وتصفيق جماهير المحتل الذين انتخبوا الفاشيون الجدد في الانتخابات الأخيرة.

من تونس حتى المغرب حتى الخليج كانت فلسطين اللاعب رقم 12 في المنتخبات العربية التي أثبتت أيضاً أننا كأمة عربية نستطيع أن نصنع المستحيل ولا ينقصنا شيء لصنع المستحيل. اللاعب الغربي ليس أفضل منا لا بالجسم ولا بالمال، وأننا إن أردنا فعل شيء نصنع التاريخ.
لقد استطاعت تونس أن تهزم فرنسا حامل اللقب، وتأهل المنتخب إلى النصف النهائي لأول مرة في التاريخ، ولولا الحظ أحيانا لكان نهائي الكأس مغربي بامتياز، ورغم ذلك فقد انتصر المغرب العظيم الرائع والأمة العربية برمتها ولم نعد ضعفاء أبداً نقلد الغرب كما يقلد المهزوم المنتصر.

لقد فرضنا عليهم احترام عقيدتنا وقيمنا، لقد ارتدوا الكفيات واللباس العربي التراثي وكنا عرباً عن جدارة هذه المرة، وكان علم فلسطين يرفرف عالياً خفاقاً على الأرض في المباريات والمنافسات التي جرت على أرض الملعب كما رفرف في قلوب الملايين من قبل.

التحية لشعوبنا العربية العظيمة التي تستحق أن يضحي أبناؤها بدمائهم من أجل هذا الشعب العظيم وهذه الأمة العظيمة التي تنهض كالعنقاء من رمادها كلما تعثرت أو غرقت في أزماتها ومشاكلها. فلسطين كانت ولا زالت وستبقى قضية الأمة، والمحتل إلى زوال ومن يتدثر به كذلك.

اخبار ذات صلة