دوافع ذاتية نابعة من التحريض المستمر على قتل الفلسطينيين, ومع وصول الصهيونية الدينية الى رأس الحكومة الصهيونية, ورفعها للواء القتل العمد للفلسطينيين مع سبق الإصرار والترصد, لا تكاد تتوقف جرائم الاحتلال, فلم يكفِهم قتل الفلسطينيين واعتقالهم والزج بهم في السجون, انما يتحولون في سياسة القتل من حالة الى حالة بشكل ممنهج, ووفق تعليمات من قادة الصهيونية الدينية ومجرمي الحرب النازيين الصهاينة, الجرائم الصهيونية تفوق في نازيتها وفاشيتها نطاق العقل, فعندما ترتكب جريمة بسكب مستوطنين للوقود في فم الفتي محمد أبو خضيرة بعد ان خطفوه من امام منزله واحرقوه حيا فهذا خارج النطاق البشري والعقلي, وعندما يتم حرق أطفال عائلة دوابشة وامهم وابيهم وهم نائمون في بيتهم على يد قطعان المستوطنين فهذا خارج نطاق الفعل البشري والتصور العقلي, وعندما يختطف جنود الاحتلال شيخاً فلسطينياً وهو عمر عبد المجيد أسعد (80 عامًا) من جلجليا، والذي استشهد بعد أن أوقفه جنود الاحتلال وقيّدوا يديه واعتدوا عليه بالضرب، ما أدى لإصابته بجلطة قلبية واستشهاده بين أيديهم, وعندما يدهس جيش الاحتلال بشكل متعمد شيخاً كبيراً الشيخ سليمان الهذالين (75 عاما) ويتم قتله تحت عجلات الجرافة العسكرية المرافقة للجيش الصهيوني فهذا فعل خارج النطاق البشري والعقلي تماما, وعندما يتم استهداف فتيات فلسطينيات اقل من 16 عاما برصاص الاحتلال لمجرد انهن فلسطينيات فهذا فعل نازي وغير ادمي خارج نطاق العقل, واليوم بات الاحتلال يذيقنا الوان الموت بكل بشاعة, ونحن نتجرعة ولا نكاد نستسيغه, فبات يقتل الاشقاء ليدمي قلوب أهلهم وذويهم, ويزيد من اوجاعنا وآلامنا, فالاحتلال يتغذى على قتلنا وسفك دمائنا وهو لا يؤمن بالسلام والتسوية والتعايش التي ينادي بها البعض.
فبالأمس ودعت جماهير غفيرة الشهيدين محمد يوسف مطير وشقيقه مهند نتيجة إقدام مستوطن صهيوني مجرم على دهسهما بالقرب من حاجز زعترة في محافظة نابلس، حيث كان خمسة اشقاء يستقلون سيارة مدنية وتوقفوا على جانب الطريق لإصلاح «عطب» أصاب إحدى عجلاتها, فباغتهم مستوطن صهيوني بسيارته ليقوم بدهسهم ما أدى الى استشهاد اثنين منهم ونجاة الاخرين بأعجوبة, ولاذ المستوطن الصهيوني بالفرار, فهو ينتظر وسام شرف وتكريم من بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش وقادة الصهيونية الدينية, وبالتأكيد سيجازي على فعلته ويتم ترقيته في الجيش «الأكثر أخلاقية في العالم» كما يصفه قادته النازيون, وقبل أيام قليلة قتل الجيش النازي الصهيوني الشقيقين جواد عبد الرحمن ريماوي (22 عاماً)، وشقيقه ظافر عبد الرحمن ريماوي (21 عاماً) بعد إطلاق جنود الاحتلال الصهيوني النار عليهما في بيت ريما قرب رام الله ما أدى لاستشهادهما على الفور, ومرت جريمة القتل مرور الكرام, وتعاملت السلطة ببلادة شديدة مع جرائم القتل الصهيونية في الضفة الغربية المحتلة, بل انها ساعدت وتساعد الاحتلال وفق التنسيق والتعاون الأمني على ارتكاب مثل هذه الجرائم, وتشارك في ملاحقة الفلسطينيين واعتقالهم, وتقديم معلومات عن تحركات «المطلوبين» للاحتلال, الامر الذي يسهل على الاحتلال مهمة ملاحقتهم واستهدافهم وتصفيتهم بدم بارد, كما ان السلطة تعمي على جرائم الاحتلال, وتمنع الفلسطينيين من الرد عليها, وترفض ملاحقة مجرمي الحرب الصهاينة في المحاكم الجنائية الدولية, لأنها تخشى من ردة الفعل الامريكية, ودعم دول الاتحاد الأوروبي لها, وهى تتعامل بمنطق الاستجداء والتوسل كطريقة للوصول لأهدافها ولا تلتقي مع رغبة الشعب الفلسطيني في مقاومة الاحتلال.
كل يوم نودع شهداء جدداً وفق سياسة القتل اليومي التي ينتهجها الاحتلال الصهيوني, ومواكب التشييع تشهد حالة غضب شعبي ضد الاحتلال, والشعب مستعد لتفجير براكين الغضب في وجه الاحتلال, وتفجير انتفاضة عارمة, لكن السلطة لا تريد ذلك, ولا تسعى اليه, فمنطق الاستجداء والتوسل يسيطر على عقول السلطويين, وليس هناك أي امل في ان تغير السلطة من سياستها ومساراتها, لأنها ارتبطت بمصالح خاصة مع الاحتلال, لكن مع اشتداد القبضة الحديدية التي يمارسها الاحتلال الصهيوني والسلطة الفلسطينية على حد سواء ضد الشعب الفلسطيني, لا يمكن ان نضمن النتائج, فحالة الحنق على السلطة تتزايد, ومواقع التواصل الاجتماعي تشهد هجوما عنيفا على السلطة الفلسطينية وأجهزتها الأمنية, وكلما استمر الاحتلال الصهيوني في القتل, كلما تزايدت القناعة لدى الشعب الفلسطيني ان السلطة متخاذلة ومتورطة فيما يتعرض له الشعب الفلسطيني من جرائم على يد الاحتلال, ونحن نتوقع ان تنفجر الجماهير الفلسطينية في وجه الاحتلال, إزاء الإجراءات التي قد يقدم عليها لاحقا, بعد ان تتسلم الحكومة الصهيونية الجديدة مهامها, فالأقصى يتعرض للتقسيم الزماني والمكاني, والحكومة الجديدة تتحدث عن ضم الضفة «يهودا والسامرة» وسياسة التهويد والتهجير تتسارع الى حد كبير, والانفجار الشعبي حتما قادم, ونحن نريده انفجاراً في وجه الاحتلال, وليس في وجه السلطة وأجهزتها الأمنية, ولا نريد ان تنحرف البوصلة الفلسطينية عن وجهتها نحو الاحتلال الصهيوني كعدو مركزي لشعبنا الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية, لذلك لا زال يحذونا الامل ان تتحرر حركة فتح من قيودها, وان تعدل مسار السلطة, وتنحاز لخيارات الشعب الفلسطيني, ففتح كحركة وطنية ثورية مقاتلة مطالبة بتصحيح المسار قبل فوات الأوان.