أكد مختصان في شؤون الأسرى، اليوم الثلاثاء، أن جرائم الاحتلال ضد الحركة الأسيرة في السجون، لم تكن لتحدث لولا تقاعس المؤسسات الدولية والانسانية والحقوقية عن دورها الحقيقي والطبيعي في حماية الإنسان وتوفير العلاج والغذاء اللازمان لاستمرار حياته.
وقال المختصان لـ"شمس نيوز" إن استشهاد الأسير المريض بالسرطان ناصر أبو حميد، جريمة تضاف إلى سجل الجرائم التي ترتكبها إدارة مصلحة سجون الاحتلال بحق الحركة الأسيرة.
وشددا على أن استشهاد الأسير أبو حميد يتطلب تكاتف جميع الفلسطينيين رسميًا وفصائليًا وشعبيا، لوضع استراتيجية عاجلة للرد المناسب والشجاع على جريمة الاحتلال وانقاذ الأسرى في السجون لاسيما الأسرى المرضى.
وكانت إدارة مصلحة سجون الاحتلال أعلنت فجر اليوم الثلاثاء (20-12-2022) استشهاد الأسير ناصر أبو حميد (50 عامًا) في مستشفى "أساف هاروفيه" نتيجة الإهمال الطبي المتعمد من قبل إدارة مصلحة السجون على مدار (20 عامًا) من اعتقاله حيث نتج عنها إصابته بمرض السرطان.
الأسير المحرر كفاح العارضة عبر عن حزنه الشديد لاستشهاد رفيق دربه في سجون الاحتلال قائلًا: "عشت مع ناصر أبو حميد 3 سنوات كانت كفيلة بأن توضح لي شخصية ناصر حيث يمتلك الإرادة والقوة والعزيمة الصلبة التي لا تلين دفاعًا عن حقه وحق شعبنا وقضيتنا".
ووجه الأسير المحرر التعزية والمواساة لعائلة الشهيد ناصر أبو حميد قائلًا: "أعزي أهل ناصر أبو حميد خارج السجون وداخل السجون فهناك أربعة أشقاء لناصر في سجون الاحتلال".
وأضاف العارضة لـ"شمس نيوز": "إن الجرح النازف والمأساة التي نعيشها اليوم يجب أن يكون لها ردة فعل قوية؛ ليحاسب الاحتلال الإسرائيلي على جريمته بحق الاسرى، إذ يرتكب الجرائم بشكل يومي ضد الأسرى سواء من حرمانهم للعلاج، أو الغذاء، أو التفتيشات والاعتداءات والانتهاكات واطلاق الرصاص الحي عليهم".
واستذكر العارضة حديثًا سابقًا بينه وبين الأسير الشهيد ناصر أبو حميد في أواخر عام 2003 حينما أخبره ناصر بتفاؤل كبير: "سأخرج من السجن في صفقة تبادل أسرى قريبة"، هذه الكلمات لا يمكن أن أنساها فقد كان ناصر متفائلا بالحرية".
ولفت إلى أن ناصر يمتاز بشخصية وطنية كبيرة، وباستشهاده فقدت الحركة الأسيرة قائدًا عنيدًا صلبًا لا يساوم على حقوق الأسرى داخل السجون ولا ينكسر أمام مغريات الاحتلال الإسرائيلي للتراجع عن جهاده المقدس.
وأكد أن الجريمة الكبيرة بحق الأسير الشهيد أبو حميد تتطلب من جميع الجهات الرسمية والفصائلية لتقول كفى للاحتلال وللمؤسسات الدولية الصامتة التي تكيل بمكيالين في التعامل بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي.
من جهته، أكد المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة أن استشهاد ناصر أبو حميد جريمة تضاف إلى سلسلة الجرائم التي تقترف إدارة مصلحة السجون ضد الحركة الأسيرة في السجون.
وقال فروانة لـ"شمس نيوز": "الرد الأمثل على جريمة الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسير الشهيد أبو حميد هو تدويل قضية الأسرى في المحافل الدولية لمحاكمة الاحتلال الإسرائيلي؛ لكي لا يُضاف رقم ناصر أبو حميد إلى قائمة أرقام شهداء الحركة الأسيرة في سجون الاحتلال".
وشدد فروانة على ضرورة توحيد الجهود لتكون ردة الفعل مختلفة تمامًا عن الردود السابقة، بهدف منع الاحتلال الإسرائيلي من تكرار الجرائم بحق الأسر، لافتًا إلى أن غياب المحاسبة محليا وعربيا ودوليا شجع الاحتلال لارتكاب الجرائم.
وأضاف: "علينا أن نبحث عن أدوات ووسائل جديدة تؤلم الاحتلال، لتشكل بداية لمرحلة جديدة لردود الفعل على جرائم الاحتلال داخل السجون"، مؤكدًا على ضرورة توحيد الجهود والبرنامج النضالي لوضع حد لسياسة الاهمال الطبي.
وطالب المختص في شؤون الأسرى عبد الناصر فروانة المؤسسات الدولية والحقوقية والانسانية لإنقاذ الأسرى في سجون الاحتلال لا سيما الأسرى المرضى، بتوفير العلاج والرعاية الصحية اللازمة للأسرى.
وتوقع فروانة أن تتصاعد الأوضاع داخل سجون الاحتلال كرد فعل أولي على جريمة اغتيال القائد ناصر أبو حميد، معبرًا عن أمله بان تنطلق الفعاليات الغاضبة ضمن برنامج وطني وحدوي للدفاع عن حقوق الأسرى وانهاء سياسة الاهمال الطبي التي تنتهجها إدارة مصلحة السجون ضد الأسرى.