قائمة الموقع

بالفعل فإن الأمور قد تخرج عن السيطرة

2022-12-20T14:22:00+02:00
مستوطنون - اقتحام الأقصى.jpg
بقلم/خالد صادق

لقاء وفد من قيادة حركة حماس المبعوث الأممي الخاص لعملية السلام في الشرق الأوسط تور وينسلاند كان يحمل عنوانا واحدا هو خروج الأمور عن السيطرة في ظل ممارسات الاحتلال العنجهية بحق شعبنا ومقدساته، في ظل الحكومة الصهيونية المرتقبة ومخططاتها العنصرية الفاشية، وأن السياسات والإجراءات الاستفزازية في القدس والأقصى ستدفع باتجاه عدم السيطرة على الأوضاع, فهناك حالة غليان يشهدها الشارع الفلسطيني جراء ممارسات الاحتلال واقتحاماته المستمرة للمسجد الأقصى المبارك لفرض امر واقع جديد, قيادة حماس، طالبت المجتمع الدولي، من خلال المبعوث الأممي الخاص، بالكفّ عن سياسة الكيل بمكيالين، واتخاذ إجراءات عملية لوقف العدوان على شعبنا ومقدساته, وفي تحرك اخر للسلطة الفلسطينية طالب رئيس الوزراء محمد اشتية، طواقم الأمم المتحدة المتواجدة في فلسطين نشر دوريات مراقبة على الطرقات وفي مناطق الاستهداف، لرصد تصرفات الجيش والمستوطنين، وتوثيقها لغرض محاكمتهم. ولفت إلى أن الأمم المتحدة لديها أكثر من 400 مركبة، وألف موظف، ويمكن تدريبهم لرصد تصرفات الجيش والمستوطنين تمهيدًا لمحاكمتهم, وتأبى السلطة ان تخرج من مربع المناشدات والاستجداء وتفرط في أوراق القوة التي بيدها "انتفاضة عارمة" للضغط على الاحتلال وانتزاع حقوق الشعب الفلسطيني منه, ويبدو ان الجميع بات يدرك اننا اصبحنا اليوم امام مرحلة جديدة من المواجهة مع الاحتلال الصهيوني, لكن موقفنا في مواجهة الاحتلال لا زال منقسما, فالسلطة متمسكة بالتسوية الى ما لا نهاية, وفصائل المقاومة الفلسطينية تسعى لتشديد ضرباتها للاحتلال الصهيوني من خلال ثورة شعبية تأخذ اشكال مختلفة, والاحتلال مجمع على تصعيد كبير ضد شعبنا, والأمور تنذر بالمزيد من العنف.

الحكومة اليمينية المتطرفة التي يقودها بنيامين نتنياهو والمحكومة بسياسات الصهيونية الدينية سيتم طرحها الأربعاء والمصادقة عليها, وتشير التقديرات إلى أن الأسبوع المقبل سيشهد تنصيب حكومة نتنياهو السادسة والأكثر تطرفا، وذلك مع استبعاد إمكانية أن يطالب نتنياهو بفترة التمديد المتبقية بجعبة ما يسمى برئيس الدولة إسحاق هرتسوغ, حيث يفضل نتنياهو الإعلان عن نجاحه في تشكيل حكومة, وتجنب المزيد من التأخير، خشية من أن يرفع شركاؤه من سقف مطالبهم في اللحظة الأخيرة ومحاولة الاستفادة من ضغوط الوقت, حيث  سيكون أمام رئيس الكنيست الصهيوني ما يصل إلى أسبوع لعقد جلسة للهيئة العامة التي سيطلب منها التصويت للمصادقة على الحكومة, وسط تباين في المواقف منها وتحذير من سطوة الأحزاب الدينية الصهيونية عليها, فقد حذر ما يسمى بقائد أركان جيش الاحتلال الصهيوني الأسبق، غادي آيزنكوت، من تنفيذ حكومة نتنياهو المقبلة عدة خطوات من شأنها أن تؤدي إلى حل السلطة الوطنية الفلسطينية, وأوضح أن الائتلاف الإسرائيلي القادم، الذي قرر اقتطاع صلاحيات وزير الجيش بالضفة ومنحها لوزير يميني، وكذلك المسؤولية عن الإدارة المدنية، من شأن ذلك أن يتسبب في نهاية المطاف لاتخاد قرار بحل الإدارة المدنية وبالتالي حل السلطة الفلسطينية, وخلال كلمة ألقاها آيزنكوت في الكنيست، قال: "أقول لكم كقائد أدرت عمليات عسكرية هجومية للغاية في الضفة الغربية إن الائتلاف الحكومي يقوم بخطوات متدحرجة تبدأ بالمسؤولية عن الإدارة المدنية ومنسق أعمال الحكومة, والمرحلة الثانية تتمثل في إضعاف المؤسستين (الإدارة المدنية والمنسق)، بينما ستكون الخطوة الثالثة حلهما، وفي النهاية الوصول إلى واقع سيئ في الضفة الغربية، وبالتالي حل السلطة" فهل تدرك السلطة ذلك.

وامام هذا المشهد "المرعب" الذي تصنعه إسرائيل, وتحللها من كل القيود, واصرارها على المضي في سياسة الضم والتهويد والتهجير والقتل والتوسع الاستيطاني وفرض الحصار على قطاع غزة, حذر وفد حماس المبعوث الاممي الخاص من تداعيات هذه السياسات العنجهية الصهيونية, وانها قد تؤدي الى تفجير الأوضاع على الساحة الفلسطينية, لان الفصائل الفلسطينية المقاومة لن تسمح بتمرير مخططات الاحتلال الصهيوني, وهذا ما يدركه الاحتلال الصهيوني جيدا وعبر عنه ايزنكوت بالقول "أن هذه الخطوات بالإضافة لمنح بن غفير المسؤولية عن ما تسمى قوات حرس الحدود بالضفة، تشكل مجازفة غير محسوبة وتعرض الأمن الإسرائيلي لخطر كبير, مضيفا قد يكون الهدف النهائي لكل هذه التغييرات حل السلطة والتراجع عن اتفاقيات أوسلو وإعادة السيطرة العسكرية المباشرة على كامل الضفة الغربية", فمن سيسمح "لإسرائيل" بذلك, وهل يمكن للفصائل الفلسطينية الصمت على سياسة الاحتلال, وهل تراهن "إسرائيل" على التباين في المواقف بين الفصائل الفلسطينية المقاومة و"إسرائيل", بالفعل فان الأمور قد تخرج عن السيطرة, والمعركة مع الاحتلال تطرق أبواب كل الفلسطينيين, لأننا مطالبون بالدفاع عن انفسنا ووطننا ومقدساتنا وحقنا في الحرية والاستقلال والانعتاق مع عبودية الاحتلال لشعبنا واغتصابه لأرضنا ومقدساتنا, فتضحيات شعبنا لن تذهب هدرا, وكل هذا التغول الصهيوني لن يخيفنا ويدفعنا للتراجع عن ثوابتنا قيد انملة, نحن ندرك جيدا طبيعة الصراع مع هذا الاحتلال الغاصب ومستعدون دائما لكل الاحتمالات, فنحن امام عدو صهيوني مجرم ونازي ومتغول على شعبنا الفلسطيني لا يؤمن بالسلام, ولا يقدم حقوقا مجانية, انما تنتزع منه الحقوق انتزاعا, وشعبنا قادر على الصمود في وجهه وافشال جميع مخططاته.

اخبار ذات صلة