قائمة الموقع

احتجاز الجثامين جريمة ليس لها مثيل

2022-12-22T16:22:00+02:00
مقابر الارقام
بقلم: أ. خالد صادق

قرار عائلة الأسير الشهيد ناصر أبو حميد عدم فتح بيت عزاء لابنها الشهيد جاءت وفق تقديراتها ان الحكومة الصهيونية المجرمة لن تفرج عن جثمان الشهيد ناصر وستقوم باحتجازه, وهى تطالب بحقها في تسلم جثمان ابنها ودفنه وإقامة سرادق عزاء له, لكن الاحتلال الصهيوني يمارس نازيته بأبشع صورها, ويحتجز جثمان الشهيد ناصر أبو حميد للمساومة عليه في أي صفقة تبادل, او لاستخدام اعضائه بغير رغبة ذويه, وكنوع من العقوبة لذوي الاسرى على نضال ابنهم وتضحياته حتى بعد وفاته, فالاحتلال الصهيوني المجرم لا تتوقف عقوباته عند حد الوفاة, انما تمتد لما بعد الموت, فهذه طبيعته التي جبل عليها, وهذا جزء من لا اخلاقيته ودمويته وحيوانيته, فهو احتلال خارج على الاطار الادمي, ويتعامل بقوانينه الذاتية التي تعبر عن طبيعته الاجرامية, فمصادر عبرية، كشفت الأربعاء أن وزير الحرب الصهيوني بيني غانتس قرر عدم إعادة جثمان الأسير الشهيد ناصر أبو حميد لذويه.

ووفقاً للقناة 12 العبرية، فقد أوصى المسؤولون الأمنيون بعد تقييم للوضع، بعدم تسليم جثمان أبو حميد لذويه, وبالطبع هذا القرار اللاإنساني الصادر عن سلطات الاحتلال الصهيوني, لن يلتفت له احد فإسرائيل والمجتمع الدولي يغض الطرف عن سياسة إسرائيل البربرية, والدول العربية الشقيقة مستمرة في مسلسل التطبيع والتحالف مع الكيان الصهيوني المجرم, اما السلطة الفلسطينية راعية الدار ومحددة المسار فلن تتخلى عن التنسيق والتعاون الأمني مع الاحتلال, وستبقى رهينة للسلام المزعوم, تأتمر بأمر «إسرائيل» وتتعاطى مع سياسة الامر الواقع, وتدافع عن ضعفها وانهزاميتها بالتقوقع في دائرة الضعف والهزيمة, والمزيد من الاستسلام, لان منطقها يندرج في اطار «البحث عن السلامة وتجنب الوصول للندامة».

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي داود شهاب، قال، إن القرار «الإسرائيلي» بعدم تسليم جثمان الشهيد ناصر أبو حميد لذويه، إمعان في الجريمة بهدف معاقبة الأسير حتى بعد استشهاده، وهو يعكس عنصرية الاحتلال وتعديه على كل القيم الإنسانية والأخلاقية مستغلاً عجز الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والمجتمع الدولي الذي يمارس ازدواجية المعايير ويصمت عن ممارسات الاحتلال الإسرائيلي، .وحول تبرير غانتس القرار بارتباطه بملف مفاوضات الأسرى، قال شهاب :» هذا التبرير بحد ذاته يُمثل انتهاكاً للقيم الإنسانية، ويفضح حجم الاستغلال والتوظيف السياسي لقضية جثمان الشهيد الأسير أبو حميد، الذي بات رهينة لدى الاحتلال», فأي قبح هذا الذي تبديه «إسرائيل» امام العالم الذي ينظر الى افعالها نظر العاجز او المتواطئ او الخائف, والكل يتجنب الاصطدام معها, ويخشى ردة الفعل الامريكية تجاهها, حتى الدول العربية باتت تمنع وسائل اعلامها من اظهار جبروت إسرائيل وانتهاكاتها لأبسط قواعد الإنسانية واجرامها بحق الفلسطينيين, فبأي مبرر يمكن تسويق فعل «إسرائيل» التي تمنع تسليم اسير فلسطيني استشهد داخل سجونها لذويه, واستخدام ذلك كوسيلة عقاب لعائلة أبو حميد المناضلة التي قدمت شهيدا وثلاثة اسرى في سجون الاحتلال الصهيوني, رئيس نادي الأسير الفلسطيني قدورة فارس قال أن « عدم تسليم جثمان الشهيد الأسير ناصر أبو حميد، جريمة جديدة لا يقترفها إلا عدو حاقد، وينفرد بها قادة الاحتلال «الإسرائيلي» عن العالم أجمع. وهو قرار يعبر عن «انحطاط قيمي وأخلاقي وسياسي»، يحتاج إلى تحرك فلسطيني فوري لتحرير جثامين الشهداء ودفنها بطريقة كريمة، فهل تتحرك سلطة أوسلو لتطالب بتسليم جثامين الشهاء المحتجزة لدى الاحتلال، ام ستبقى «كالشاخص» الذي لا روح فيه ولا حياة؟!.

عائلة الأسير الشهيد ناصر أبو حميد، طالبت أمس الأربعاء، الرئيس محمود عباس وكتائب شهداء الأقصى للقيام بواجبهم من أجل الإفراج عن جثمان ابنهم المحتجز لدى سلطات الاحتلال، ودعا ناجي أبو حميد خلال مؤتمر صحفي عقد برام الله، المستوى السياسي والشعبي وجميع المؤسسات للنضال من أجل استرداد جثمان شقيقه ناصر المحتجز في ثلاجات الاحتلال. وقال:» نطالب كتائب شهداء الأقصى وكتيبة جنين وعرين الأسود في نابلس والمسلحين في مخيمي قلنديا والأمعري بالقيام بواجبهم تجاه قضية أبو حميد». كما طالب، الرئيس عباس باتخاذ خطوات فعلية وعملية على الأرض من أجل استرداد الجثمان، حتى لا يكون احتجاز الجثامين سابقة أقرها الاحتلال وسلم بها الشعب الفلسطيني. بدوره، قال شقيقه باسل أبو حميد إن الاحتلال يريد أن يعاقب ناصر وعائلته والشعب الفلسطيني من خلال الإبقاء على جثمانه. وأضاف أبو حميد، «لن نرفع الراية البيضاء ولن نسلم للاحتلال، وقادرون على استرجاع جثامين الشهداء», والحقيقة ان قضية الأسرى من أكثر القضايا التي تُحرك الشعب الفلسطيني، وهي من أولى القضايا أهمية وأولوية بالنسبة للمقاومة الفلسطينية، والحقيقة فإن الشعب الفلسطيني لن ينسى ولن يغفر ، وفاتورة الحساب تتسع، والمقاومة الفلسطينية قادرة على حماية الأسرى, وستعمل كل ما عليها من واجبات تجاه هذه القضية, فالشعب الفلسطيني يغلى ويقف على بركان وقد ينفجر البركان في أي لحظة.

اخبار ذات صلة