تعرضت مستوطنة شاكيد القريبة من جنين في الأشهر الأخيرة، لعدة عمليات إطلاق نار، أدى بعضها لتضرر منازل المستوطنين، الذين بدأوا يخشون على حياتهم، خاصة وأن بعض الطلقات اخترقت نوافذ منازلهم، وهو ما يعني أن إمكانية سقوط قتلى وجرحى، هي مسألة وقت لا أكثر، في ضوء أن عمليات إطلاق النار باتجاهها أصبحت شبه أسبوعية إن لم يكن يومية.
اليوم الجمعة، تعرضت المستوطنة لإطلاق نار أدى لاختراق نوافذ منازل المستوطنين، كما يتضح من الصور التي نشرها إعلام الاحتلال، وقد تبنت كتيبة جنين التابعة لسرايا القدس الذراع العسكرية لحركة الجهاد الإسلامي المسؤولية، فيما بدأ الاحتلال عملية بحث في عدة قرى فلسطينية مجاورة للمستوطنة.
في 16 من الشهر الماضي، تعرضت المستوطنة لإطلاق نار، أدى أيضا لتضرر منازل المستوطنين، وفي نفس الشهر تعرضت المستوطنة لعدة عمليات إطلاق، بعضها تسبب بأضرار، وفي 18 أكتوبر تضرر منزلين بالمستوطنة نتيجة إطلاق النار، وقد تم توثيق لحظة استهداف المستوطنة بالفيديو من كتيبة جنين في سرايا القدس.
ماذا عن المستوطنة؟
تأسست مستوطنة شاكيد عام 1981 على يد حركة الاستيطان "بيتار" المعروفة التي تنتمي للحركة الصهيونية التصحيحية، وانبثق عنها حزب الليكود الإسرائيلي الذي يتزعمه بنيامين نتنياهو.
تقع المستوطنة على هضبة في منطقة جبلية في ارتفاع 436 م عن سطح البحر. وسميت شاكيد بسبب كثافة أشجار اللوز في المنطقة، حيث أن "ِشاكيد" بالعبرية تعني اللوز.
تعرّف المستوطنة نفسها بأنها "تعاونية"، وفي عام 2021 بلغ عدد سكانها حوالي 1100 مستوطن، معظمهم من الأزواج الشابة، إذ أن المستوطنة تستقطب بشكل أساسي المستوطنين الشباب.
تضم المستوطنة عددا من الشركات الناشئة، ومراكز لتنشئة المستوطنين الشباب، وأماكن يمارس فيها المستوطنون طقوسهم الدينية، وكذلك منطقة صناعية.
استهداف شاكيد.. وغضب المستوطنين
الاستهداف المتكرر لمستوطنة شاكيد دفع قادة المستوطنين لشن هجوم على المستوى السياسي الإسرائيلي، حيث هاجم رئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة الغربية، يوسي داغان، في وقت سابق، حكومة الاحتلال، وقال إن الوقت قد حان لشن عملية عسكرية واسعة ضد الفصائل الفلسطينية.
داغان قال في إحدى المرات التي تم فيها استهداف المستوطنة: "عملية إطلاق نار أخرى باتجاه مستوطنة شاكيد، تنطلق عمليات إطلاق النار المتكررة من القرى القريبة، وقبل عامين قتل مستوطن هنا، وهذا يؤكد أهمية القيام بعملية واسعة".
وحذر داغان من أن استمرار عمليات إطلاق النار باتجاه المستوطنة يعني أن وقوع قتلى أو مصابين هي مسألة وقت، وقال إنه "يجب على الحكومة أن تشن عملية عسكرية اليوم وليس غدا، وأن تجمع كل الأسلحة، بما يحقق الردع".
الإعلام العبري بدوره أصبح معتادا على خبر استهداف مستوطنة شاكيد، فتجده في عناوين أخباره يكتب: مرة أخرى، فلسطينيون يطلقون النار باتجاه مستوطنة شاكيد". فيما يبدو أن المستوطنة هي أكثر المستوطنات تضررا من تصاعد المقاومة في شمال الضفة الغربية.