لم يتوقع الصياد محمود نبيل مصلح، بأن يستيقظ في ساعات الصباح الباكر؛ ليجد نفسه وأبناءه الأربعة يسبحون بمياه الأمطار وسط حالة من البرد، فالرياح الشديدة مزقت النوافذ، والأمطار التي تسللت من بين الجدران والسقف وأسفل الباب كانت كفيلة لتدب الرعب والخوف في قلب محمود وأسرته التي تعاني من أوضاع اقتصادية صعبة جدًا.
يعيش محمود (31 عامًا) في الطابق الرابع والأخير من منزل عائلته في دير البلح وسط قطاع غزة، وفي ساعات مساء يوم الجمعة احتضن محمود أطفاله الأربعة ونام إلى جانبهم بسبب برودة الطقس؛ لكنه لم يتوقع أن تتساقط الأمطار بشكل غزير، وتسلل إلى فراش أبنائه؛ الأمر الذي أصابه بالذهول والخوف على حياتهم.
استيقظ محمود مفزوعا من غرق أطفاله صارخًا بأعلى صوته على أطفاله، ومناشدًا أهل بيته لإنقاذه فورًا، وعلى عجل حمل أطفاله، وأنزلهم إلى الطابق الأرضي حيث والدته ووالده، تاركًا خلفه الملابس وغرفة نومه تغرق بالمياه.
المشهد المروع والمفزع لم يكن تساقط الأمطار وغرق أبنائه فقط؛ إنما ما نطق به طفله محمد (9 أعوام) حينما قال: "بابا وقتيش اتحط الشبابيك والباب راح انموت من السقعة والمطر"، نزلت تلك الكلمات كالصاعقة على قلب محمود الذي لا يملك قوت يومه.
تحدث محمود عن مهنة الصيد الذي يعمل بها منذ صغره قائلًا: "أعمل في مهنة الصيد منذ الصغر؛ لكن الأوضاع صعبة جدًا وكل ما يدخل من المهنة يصرف على الأكل والشرب فقط، لا أستطيع مطلقًا توفير مبلغ للنوافذ أو للأبواب أو حتى لخزانات المياه وترتيب البيت".
ويقول محمود لـ"شمس نيوز" أخرج من المنزل في الصباح الباكر باحثًا عن مصدر رزق لي ولأسرته وأطفاله، بعض الأيام أعود إلى المنزل في ساعات المساء بـ 30 شيكل وغالبية الأيام أعود بلا شيء".
يُشار إلى أن حالة الطقس في فلسطين الليلة الماضية واليوم شهدت تساقطًا للأمطار في ساعات الفجر وساعات صباح اليوم السبت، مع توقعات باستمرار سقوط الأمطار بشكل تدريجي وصولًا إلى المنخفض الجوي الشتوي المتوقع قدومه يوم الاثنين المقبل.
فيما أشار الراصد الجوي قصي الحلايقة، مساء اليوم، إلى أن الأمطار متواصلة في عدة مناطق من الخليل وبيت لحم وقطاع غزة والنقب، وبعض مناطق الجنوب تشهد أمطارًا شبه متواصلة منذ الظهيرة وحتى اللحظة.