كشف تحقيق استقصائي نشرته صحيفة "فلسطين" أول أمس عن مستويات خطيرة في حجم انحسار شاطئ بحر غزة على مدار عشرين عامًا.
وعرض التحقيق الذي أعده الصحفي يحيى اليعقوبي صورًا جويةً حصرية تُظهر نسبة التآكل، بهدف "قرع الجرس الإنذار أمام الجهات المختصة لإنشاء حلول جذرية قبل زوال شواطئ أخرى في غضون خمس سنوات."
وبحسب ما ورد في التحقيق، يبلغ طول شاطئ قطاع غزة نحو 40 كيلومترًا، يمتد على طوله 15 لسانًا بحريًّا، ويبلغ معدل التآكل السنوي فيه (2م/ سنة)، وهناك خمس مناطق تتعرض للتآكل الكبير.
وكشف التحقيق أن المساحة المتآكلة من الشاطئ بلغت نحو 200 ألف متر مربع من حرم الشاطئ خلال 20 عامًا مضت.
ويتأثر شاطئ قطاع غزة بثلاثة موانٍ، الأول ميناء العريش الذي أنشئ قبل خمس سنوات على السياج الفاصل بين رفح ومصر ويبلغ طول لسانه 200 متر، وهو ما أثّر في شاطئ مدينتي رفح وخانيونس.
والميناء الثاني، ميناء خان يونس، ويبلغ طول لسانه 160 مترًا داخل البحر، وهو ما أثر في شاطئ القرارة والزوايدة ودير البلح ووصل تأثيره إلى شاطئ مدينة الزهراء، والميناء الثالث مرفأ الصيادين بمدينة غزة، ويبلغ طول لسانه 450 مترًا، وقد وصل تأثيره إلى مخيم الشاطئ وجباليا وبيت لاهيا.
وتُظهر صور جوية حصرية نشرها التحقيق، أن عمق الاهتراء (التآكل) بمنطقة مخيم الشاطئ للاجئين بلغ 38 مترًا، وهو أعلى مستوى للتآكل، على حين تبلغ مسافة الاهتراء والتضرر 2000 متر باتجاه الشمال بسبب ميناء غزة، وقد بدأت هذه المشكلة عام 1994.
كذلك تُظهر الصور الجوية أن مساحة الأرض المتشكلة بسبب إنشاء ميناء غزة تبلغ نحو 680 دونمًا، على حين تظهر الصور أن عمق الاهتراء بمنطقة شمال غزة بلغ 12 مترًا .
وتظهر الصور أن مسافة الاهتراء والتضرر بلغت 900 متر، وعمق التآكل والاهتراء بمنطقة دير البلح ومنطقة القرارة بلغ 13 مترًا، ومسافة الاهتراء والتضرر 1000 متر بسبب ميناء خانيونس الذي بدأت مشكلته تظهر مع إنشائه عام 2014.
كما كشفت الصور الجوية أن عمق الاهتراء والتآكل في رفح بلغ 25 مترًا، لمسافة اهتراء 700 متر.
وعرض التحقيق مخطط للمشاريع والحلول منذ عدة عقود وحتى الآن، وأسباب عدم حل المشكلة بشكل جذري.