قائمة الموقع

خبر في خيمة الصليب الأحمر.. جفت الدموع بانتظار فلذات الأكباد

2015-04-06T11:30:34+03:00

شمس نيوز/سماهر البطش

تصوير/حسن الجدي

يجتمعن في خيمة الاعتصام الأسبوعي داخل مقر اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي غرب مدينة غزة كل يوم اثنين، لتصدح حناجرهن بشعارات ربما يحفظها الكثيرون، فهي طالما دوّت مجلجلة تخترق أنّات الألم النازف من شرايين القلب شوقا لفلذات أكبادهن الذين غيبهم ظلام الزنازين لسنوات وربما لعشرات السنين.

الخيمة تضم أمهات وآباء وأبناء لأسرى خلف قضبان سجون الاحتلال، لا حول لهم ولا قوة، إلا أنهم يجدون في هذا اليوم مؤنسا لهم، وفرصة للاجتماع على شعار واحد وهم واحد وجرح واحد، ووجوه ممزوجة بالألم والأمل, فهنا تجلس أم أسير وهى تحتضن صورة ابنها وعلامات الحزن تملأ ثنايا وجهها، وأخرى اجتمع عليها ألم الفراق مع أمل بعوده الغائب خلف أسوار السجن. ولكن رغم شده الألم تراهن ثابتات كالجبال يضربن أروع الأمثلة للام الفلسطينية في الصمود.. فهكذا هو حال أمهات الأسرى.


ننتظر صفقة جديدة

لم تكن الابتسامة حاضرة على وجه والداه الأسيرين خالد ومحمد ابوعمشة والمحكوم عليهما بالسجن مدى الحياة, وهى تشارك في الاعتصام الأسبوعي للتضامن مع الأسرى, فلوعة الاشتياق لولديها بدت واضحة على تقاسيم وجهها وتعابير عينيها، لتقول متحدثة لـ"شمس نيوز":  نار في قلبي تحرقني كل يوم وكل ساعة على أولادي، أحيانا أضرب عن الطعام لكي أشاركهم معاناتهم".

وتضيف: بين الحين والآخر يتم نقل ابنيّ إلى المستشفى بسبب تردي حالتهما الصحية".

وبعيون دامعة، طالبت والدة الأسيرين أبو عمشة المسئولين بأن يولوا قضية المعتقلين مزيدا من الأهمية ويتحركوا لتحريرهم من سجون الاحتلال عبر صفقات تبادل".


لم أزره في السجن

وفى زاوية أخرى من الخيمة تجلس أم رياض أبو عطايا وهى تضم صورة ابنها الأسير محمد  "33 عاما"، والمحكوم علية بالسجن عشر سنوات".

وأوضحت أم رياض لـ"شمس نيوز" أنها تأتي لهذا المكان كل يوم اثنين وتشارك في خيمة الاعتصام ولا يصيبها الملل , فأنا أم وقلبي يتقطع على حال ابني، خاصة عندما يكون في العزل الانفرادي، والأصعب من ذلك أنه مريض وبحاجة لعملية جراحية، وإدارة السجن تهمل وضعه، ولا تقدم له سوى المسكنات". مشيرة إلى أنها لم تحصل على تصريح لزيارة ابنها في السجن.

لوعة الاشتياق

أمام صورة ابنها، جلست والدة الأسير عمر وادي، المحكوم بالسجن ثمانية عشر عاما، وكأنها تحاوره بكلمات قلبها المكلوم" اصبر يمّا وإن شاء الله بتطلع وأشوفك أحلى عريس يا مهجة قلبي، وإن شاء الله الفرج قريب".

وقالت لـ"شمس نيوز": عمر ابني البكر، وأتمنى أن يخرج  قبل أن أموت, لتجف دموعي وأفرح به".

وأشارت إلى أن ابنها يعانى من مشاكل في الأعصاب نتيجة إصابة تعرض لها قبل الاعتقال وإدارة السجن لا تقدم له سوى المسكنات.

ووجهت أم عمر رسالة إلى المقاومة طالبتهم خلالها بأسر جنود إسرائيليين لمبادلتهم بالأسرى الفلسطينيين، مطالبة المسئولين بإيجاد حلول لإيقاف معاناة الأسرى، وطرح الخلافات جانبا.

كلهم أولادي

وشاركت الحاجة السبعينية أم إبراهيم بارود، والدة المحرر إبراهيم، أمهات وذوي الأسرى اعتصامهم الأسبوعي، رغم وضعها الصحي الحرج، حيث أنها كانت أحد رموز هذه الوقفة التضامنية، قبل أن يفرج عن ابنها الذي قضى في سجون الاحتلال 27 عاما متتالية وتم الإفراج عنه قبل عامين تقريبا.

وقالت بارود لـ"شمس نيوز": أفتخر أننى من المشاركات الفاعلات في الاعتصام وسأظل اعتصم في الخيمة حتى الرمق الأخير، لأن جميع الأسرى أولادي، ونصرة قضية الأسرى واجب على كل فلسطيني وكل عربي مسلم".

ويقبع في سجون الاحتلال نحو 5000 أسير فلسطيني، يقضي العشرات منهم أحكاما عالية، ومنهم من هو محكوم بالسجن مدى الحياة.

ولا يجد أهالي الأسرى وأبناؤهم حبل نجاة إلا التعلق بأمل أن تبرم المقاومة الفلسطينية صفقة تبادل جديدة يتم بموجبها الإفراج عنهم، كما حصل في صفقة وفاء الأحرار.

أنقذوا اليرموك

 وفي لفتة لأهالي الأسرى، رفع المشاركون اليوم خلال اعتصامهم بخيمة اللجنة الدولة للصليب الأحمر صورا لمخيم اليرموك المحاصر، كتب عليها شعارات تطالب بإنقاذ المخيم الذي يرزح تحت ويلات الاشتباكات والقصف العنيف منذ أسبوع.


 

اخبار ذات صلة