قائمة الموقع

القائدان "مقلد حميد" و"نبيل أبو جبر".. أذاقا العدو طعم الذل والهوان

2022-12-25T11:03:00+02:00
الشهيدان مقلد حميد ونبيل أبو جبر
شمس نيوز - غزة

إنهم رجال سرايا القدس الذين بذلوا أرواحهم وأموالهم ليفدوا بهم الإسلام العظيم ووطنهم الغالي فلسطين، إنهم رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمضوا بخطوات الثبات نحو العزة والأمجاد، وتركوا الدنيا خلف ظهورهم، ولم يبالوا بالموت أو الأسر أو الجراح، إنهم القادة الشهداء، الشهيد القائد مقلد حميد، والشهيد القائد نبيل أبو جبر.

تهل علينا ذكرى شهداء قادة عاشوا بيننا وغادرونا إلى الحياة الأبدية بعد أن سجلوا لهم على هذه الأرض المباركة صفحات عز وفخر مدرسة لعاشقين حب لقاء الله ونصرة فلسطين والأسرى والمسرى، إنهم من أذاقوا العدو الويلات تلو الويلات وأذاقوه طعم الذل والهوان حتى أصبحوا في قاموس الاحتلال الرعب والموت.

ففي مثل هذا اليوم المبارك بتاريخ 25 - 12 تطل علينا ذكرى استشهاد القائدين مقلد حميد القائد العام لسرايا القدس في قطاع غزة، ورفيق دربه القائد نبيل أبو جبر قائد سرايا القدس في الوسطى، واللذين ارتقيا إلى علياء المجد والخلود في قصف صهيوني استهدفهما في شارع الصفطاوي شمال قطاع غزة بعد مسيرة حافلة من الجهاد والتضحية والعطاء.

الشهيد القائد/ مقلد حميد

ولد الشهيد القائد مقلد حميد حميد (أبو حمزة) في تاريخ 15 مايو من العام 1967م، في مخيم جباليا شمال قطاع غزة، وتربى الشهيد في أسرة فلسطينية محافظة، تعود أصولها إلى قرية "برير" الواقعة شمال شرقي قطاع غزة، حيث هاجرت الأسرة عام 1948م، ليستقر بها المقام في مخيم جباليا للاجئين، ودرس في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في مخيم جباليا، وحصل على دبلوم صناعي في وكالة الغوث، وترك خلفه أسرة مكونة من زوجته الصابرة والمحتسبة وثلاثة من الأبناء وثلاثة من البنات.

ولكل شهيدٍ منهم قصة عشقه للوطن وسجل عطاء بالدم لا ينضب، فالشهيد القائد مقلد حميد "أبو حمزة" بدأ مسيرة جهاده مع بداية انتفاضة الحجر التي لبى فيها شعبنا نداء الواجب، ثم كان انتمائه لحركة الجهاد الإسلامي مطلع عام 1989م، فكان من ضمن الشباب الأوائل الذين انضموا لحركة الجهاد الإسلامي في محافظة شمال غزة، الذين تشربوا فكر حركة الجهاد من المعلم الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي.

وتعرض الشهيد مقلد حميد في تلك الفترة العصيبة من تاريخ شعبنا لعدة عمليات اعتقال من قبل قوات الاحتلال الصهيوني ومن قبل الأجهزة الأمنية للسلطة الفلسطينية، وبعد خروجه من السجن ارتأت قيادة الجناح العسكري (قسم) آنذاك أن يكون له دور فيها نظراً لما كان يتمتع به من أخلاق وصدق انتماء للوطن وشجاعة منقطعة النظير، فكان أحد المجاهدين الذين يشار لهم بالبنان، ورفيقا دربه الشهيدين أيمن الرزاينة وأنور عزيز، فكانوا بالنسبة لمن عرفهم إخوة لا يفترقون في حياتهم وجهادهم.

الرعيل الأول

ويعتبر الشهيد القائد مقلد حميد من أوائل الذين وضعوا اللبنة الأولى لسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين في انتفاضة الأقصى المباركة، حيث عمل ليلاً ونهاراً على تأسيس جهاز عسكري يعمل على استيعاب الشباب المجاهد، ويعمل على توجيه الضربات للعدو الصهيوني ويكون نداً لهذه الغطرسة والصلف الصهيوني.

وللشهيد أبو حمزة بصمات واضحة في العمل الجهادي الطويل، حيث شارك وأشرف على الكثير من العمليات، منها عمليات إطلاق النار وقذائف (RBG) وتفجير العبوات الناسفة واقتحام المغتصبات الصهيونية المقامة فوق أراضينا المحتلة، وقصف المغتصبات بالقذائف والصواريخ، وكذلك العمليات الاستشهادية وإرسال الاستشهاديين وعمليات التصدي للاجتياحات الصهيونية التي تعرض لها قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال ومغتصبيه، والحديث عن بطولات هذا القائد الأشم يطول ويطول.

ومع بروز اسم الشهيد القائد مقلد حميد وبصماته على عشرات العمليات الجهادية، عرضه لعدة عمليات اغتيال صهيونية، كان أبرزها محاولة اغتيال تعرض لها بتاريخ الأول من ديسمبر من العام 2002م، حيث قامت طائرات العدو الصهيوني بقصف السيارة التي كان يستقلها على الخط الشرقي لمدينة غزة، ولكن تلك المحاولة باءت بالفشل بفضل الله ومعيته.

الشهيد القائد/ نبيل أبو جبر

ولد الشهيد القائد نبيل حسن أبو جبر (أبو بكر) بتاريخ 18 من يناير من العام 1975م، في مخيم النصيرات وسط القطاع، وعاش وترعرع في أسرة محافظة تعود أصولها إلى مدينة "بئر السبع" التي هجر أهلها منها في العام 1948م، وتتكون أسرته من ستة أخوة وستة أخوات وهو خامس أخوته الذكور. وتزوج الشهيد برفيقة حياته، وانتقل إلى الرفيق الأعلى تاركاً لها اثنين من الأبناء هما: بكر ومحمد.

بدأ الشهيد القائد نبيل أبو جبر رحلته الجهادية من مسجد الشهيد السيد قطب بمحافظة الوسطى، فتم اختياره ليكون في 1991م أحد أعضاء الجهاز العسكري للحركة في ذلك الوقت (كتائب سيف الإسلام) وشارك في عدة عمليات بطولية، مما جعله هدفاً مطلوباً لقوات الاحتلال الصهيوني حيث قامت بمداهمة منزله لتبدأ رحلة المطاردة من قبل المحتل الصهيوني والتي استمرت 11 عاماً، وكان يلقب بين إخوانه المجاهدين بأصغر مطارد حيث تعرض للمطاردة وعمره لا يتجاوز 17 عاماً.

ففي العام 1992م تم تأسيس الجناح العسكري السابق لحركة الجهاد الإسلامي (قسم) على يد الشهيد القائد: محمود الخواجا، حيث كان الشهيد نبيل أبو جبر من ضمن المشاركين في التأسيس، وأوكلت له مهمة قيادة الجناح العسكري للحركة في الوسطى، وأوكلت إليه العديد من المهام الجهادية.

ونظراً لعمله الجهادي البارز وعدم قدرة العدو الصهيوني على اعتقاله أقدم جهاز المخابرات العامة للسلطة الفلسطينية على اعتقاله 4 مرات بسبب نشاطه الجهادي ودوره البارز في عدة عمليات استشهادية، وتعرض لتحقيق شديد وقاسي، وبلغت سنين اعتقاله 5 سنوات كان أطولها الاعتقال الأخير الذي قضى فيه بسجون السلطة (سنتان ونصف).

وفي انتفاضة الأقصى المباركة ساهم في تأسيس سرايا القدس في قطاع غزة مع الشهداء القادة: محمود الزطمة ومقلد حميد، وتم تشكيل قيادة سرايا القدس في المنطقة الوسطى وقام بالتخطيط والإشراف على عدة عمليات جهادية منها عمليات إطلاق النار وقذائف (RBG) وتفجير العبوات الناسفة، وقصف المغتصبات الصهيونية بالقذائف والصواريخ، وإرسال وتجنيد الاستشهاديين وعمليات التصدي للاجتياحات الصهيونية التي تعرض لها قطاع غزة، والتي أدت إلى مقتل وإصابة العديد من جنود الاحتلال ومغتصبيه.

كانت آخر عملية أشرف عليها الشهيدين القائدين مقلد حميد ونبيل أبو جبر هي العملية المشتركة والتي نفذها الاستشهاديان أسعد العطي (من سرايا القدس) ومحمد مصطفى (من كتائب شهداء الأقصى) التي أدت لمقتل 3 جنود صهاينة بينهم ضابطان وإصابة آخرين، حيث كان باتصال مباشر مع الاستشهادي أسعد العطي من خلال جهاز اتصال خاص أثناء المعركة ومحاصرة القوات الصهيونية للشهيد أسعد الذي قال لشهيدنا القائد نبيل: لم أرى أجبن من الجنود الصهاينة وطلب منه أن يدعو له بالشهادة.

صعودهما نحو الجنان

في مساء يوم الخميس الأول من ذي القعدة 1424هـ، الموافق (25/12/2003م)، كان رفقاء الدرب على موعد مع لقاء الله عز وجل، والصعود نحو الجنان حيث الأنبياء والصديقين والشهداء وحسن أولئك رفيقا بعد مشوار جهادي مشرف، سطر من خلاله الشهيدان القائدان أروع ملاحم البطولة والفداء.

في ذلك اليوم كان الشهيدان مقلد حميد ونبيل أبو جبر يستقلان سيارة وعندما وصلا إلى شارع الصفطاوي بالقرب من نقابة العمال شمال قطاع غزة، قامت طائرات الاحتلال الصهيوني باستهداف السيارة بعدد من الصواريخ، ليتأكد الصهاينة من أنهم قد قضوا على القائدين، لعلمهم المسبق بخطورتهما على الكيان الصهيوني، وصعدت روحهما الطاهرة إلى بارئها بعدما أذاقا العدو طعم الذل والهوان وجرعوه كأساً مريراً من الهزائم.

اخبار ذات صلة