"إن هذه المياه ليست بمياه البحيرات أو البحار، وليست بمياه الأنهار، بل هي مياه الأمطار والسيول والفيضانات التي غمرت منازل الغزيين"، للوهلة الأولى يبدو أن هذه الكلمات لا تحمل أي إشكالية أو إثارة للجدل؛ لكن الحقيقة التي يدركها سكان قطاع غزة أن تلك الكلمات تحمل رسالة مهينة ومذلة لهم؛ عبر استغلال معاناتهم بهدف "التسول"، كما يقول بعض النشطاء.
وانتشر مقطع فيديو لمجموعة من الشباب كالنار في الهشيم على منصات التواصل الاجتماعي، إذ أظهر الفيديو تجول شبان في مياه الأمطار التي غمرت بيوت الغزيين في دير البلح، يدعون مفتي سلطنة عمان وأهل الخير في دول الخليج لتقديم المساعدات إلى أهالي قطاع غزة بعدما غمرت مياه الأمطار منازلهم ودمرت ممتلكاتهم.
ووصف نشطاء التواصل طريقة الشبان في طلب المساعدات من أهل الخير بـ"التسول" الذي يشوه أبناء شعبنا الفلسطينيين المتعففين الذين يقدمون الغالي والنفيس من أجل حياة كريمة دون مد اليد أو طلب المساعدة بطريقة مذلة ومهينة تستهدف كرامتهم وعزتهم.
وتنشط الجمعيات الخيرية بشكل ملحوظ في قطاع غزة إضافة إلى ظاهرة التسول عبر الانترنت ومنصات التواصل الاجتماعي، ما أثار حالة من الغضب لدى الكثير من أبناء قطاع غزة باعتبارها نوعا من الإهانة على حساب كرامتهم إضافة إلى عدم توزيع تلك المساعدات بطريقة صحيحة.
وتساءل النشطاء عن الأموال التي تدخل إلى قطاع غزة من خلال (التسول) عبر بعض الجمعيات الخيرية وبعض نشطاء منصات التواصل إذ تساءل الأسير المحرر فهمي كنعان: "أين المليارات التي يتم التبرع بها والتي يمكن أن تحل المشاكل التي يعاني منها قطاع غزة منذ 15 عامًا؟"، ليجيب بنفسه: "ذهبت إلى بطونهم وجماعاتهم"، على حد وصفه.
فيما رد الناشط محمد السوافيري على منشور للصحفي علاء الحلو قائلًا: "الحق مش عليهم، الحق على اللي بيخليهم يشحتوا وبيسمح الهم يشحتوا بهذه الطريقة المقززة، احنا ابنستاهل كل اللي بصير فينا، حسبي الله ونعم الوكيل يا شيخ".
وعلق الصحفي علاء الحلو على حسابه مرفقًا مقطع الفيديو: "خدو راحتكم هيك هيك أنا عامل عرض على الجوال والراوتر والنت في ليلة رأس السنة"، ملاحظة، الحقو أبو الجاكيت البني مكربج من البرد".
وطالب الناشط هيثم أبو شمالة في تعليق نشره على حسابه في فيسبوك بوقف طريقة جمع المساعدات لما لها من إساءة لأبناء شعبنا إذ قال: "اوقفوا ابن طنبورة وأمثال هؤلاء الذين يسيئون لشعبنا ويمتهنون الشحدة والاسترزاق علي حساب أوجاع الناس، بكفيكم دجل بحجة المساعدة استحوا خزاكم الله بكفي اوقفوهم وارفعوا قضايا ضدهم".
فيما علق المهندس أمين السقا على مقطع الفيديو المتداول حيث كتب على حسابه في الفيسبوك: "إن هذه المياه ليست بمياه البحيرات والأنهار، فضحتونا، الله يخزيكوا".
يُشار إلى أن مدينة دير البلح وسط قطاع غزة تعرضت لدمار كبير جراء الفيضانات والسيول بسبب فتح قوات الاحتلال الإسرائيلي بشكل مفاجئ لعبارات المياه التي تشكلت بسبب الأمطار ما أدى لغرق عشرات المنازل والطرق في المناطق الشرقية للمدينة.