هذه الحركة العملاقة التي آمنت مبكرا بخوض الكفاح المسلح
وبصناعة ثورة وزراعة الأمل بالتحرير والعودة،
ولا أدل على ذلك من ممارسته كطريق وحيد من معركة الكرامة في الأردن العام ١٩٦٨ مرورا بمعركة بيروت العام ١٩٨٢ وما قبلها وبعدها، أهلها لقيادة منظمة التحرير الفلسطينية.
حالها اليوم وسلطتها بعد إصرار العالم على تذويب المنظمة ولا ادل على ذلك من أن يحضر رئيس الولايات المتحدة الأمريكية بل كلينتون ووزير خارجيته مادلين أولبرايت لحضور جلسة المجلس الوطني الفلسطيني التي انعقدت في غزة في ديسمبر ١٩٩٨م للتصويت على شطب بنود من الميثاق الوطني الفلسطيني التي تدعو لقتال ونبذ إسرائيل.
بعد هذه الحقبة المريرة التي مرت منذ اتفاق أوسلو العام ١٩٩٣ وحال التيه والتخبط السياسي هو العنوان للأسف.
التغول الصهيوني الديني المتطرف ورؤيته التي تنسف بالمطلق أي شيء سوى السماح بالعيش دون سيادة ولا مستقبل ولا كرامة ولا قدس كمقدمة للتهجير والطرد، غدا اليوم الهوية والعنوان لهذا المشروع الصهيوني الإحلالى الاستئصالى التلمودى السرطاني الذي وصفته أدبيات حركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح وهو كذلك لم ولن يتغير الا بزواله.
المشهد يمكن توصيفه بالعبارة الشهيرة للأمير هاملت فى مسرحية هاملت - وليم شكسبير "أكون او لا أكون To be or not To be"
ماذا بعد؟!
هل الانتحار والاستسلام أمام الظلم والجبروت الصهيو-امريكي هو الخيار؟
أم البحث عن مبررات ومسوغات لاستمرار هذا المسار العبثي؟
أم العودة للمنطلقات والجذور والسير في طريق العزة والكرامة والعودة للكفاح المسلح والالتحام مع نبض الشعب وقواه المقاومة التي تتصدى ببسالة اليوم في كل أرجاء فلسطين.
الحالة الصحية للخروج من هذا النفق الحلزوني المظلم وقف الرهان على السراب والوهم والوعود الدولية وإبر البنج من الرباعية الدولية والمسكنات العربية الرسمية والأماني،
خيار المقاومة الشاملة مهما كانت كلفته سيكون أفضل من معيشة الذل والاستسلام والهوان،
حتى يأذن الله للشعب بالنصر والتمكين.
نسأل الله أن تكون مهرجانات انطلاقتها اليوم في الضفة والشتات وغزة العزة يوم خير وبركة وطمأنة للشعب والعالم أن فتح العملاقة لن تتخلى عن واجبها وثوابتها وحلمها والتي قدمت كل الممكن من أجل رفع الظلم عن الشعب وتعاطت مع كل المبادرات الدولية والاقليمية وصبرت على كل صنوف الأذى، والعدو وحلفاءه تنكروا لكل الوعود. اليوم فتح تتبرأ من كل ما حصل وتعلنها وليسمعها العالم أنها ستطبق كل القرارات الوطنية التى اتخذتها بسحب الاعتراف بالكيان الصهيوني ووقف كل أشكال التعاون الأمني والعودة للجذور والمنطلقات باعتباره الطريق والممر الإجباري الوحيد للتحرير والعودة.