غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الذهب والدولار خلال 2022.. هل اقتنص الفلسطينيون الفرصة؟

الذهب والدولار خلال 2022.jfif
شمس نيوز - محمد الخطيب

شهد العام 2022 تقلبات كبيرة على العملة الخضراء والذهب الأصفر؛ بسبب اندلاع الحرب الروسية -الأوكرانية، الأمر الذي أوجد فرصا عديدة لاقتناء الذهب، أو الاستفادة من تذبذبات أسعار الدولار، من قبل المواطنين.

ورغم هذه الفرص إلا أن الفلسطينيين كانوا الأقل استفادة، فالأوضاع الاقتصادية الصعبة في الأرض المحتلة، والحصار المتواصل على غزة، جعل هذه الفرص تُغتنم من قبل فئات محدودة، أما عن الغالبية فينطبق عليهم المثل ""العين بصيرة واليد قصيرة".

"يا ريت معنا"

المواطنة نهى علي، كانت واحدة من الذين ينطبق عليهم المثل الشعبي، فهي تعرف جيدًا معنى اغتنام هكذا فرصة، لكنها لا تقف عاجزة عن شراء الذهب.

وكتبت المواطنة علي في منشور على صفحتها الشخصية فيسبوك قائلةً: "فرصة ممتازة للأشخاص إلي بقدروا يشتريو ذهب وسعر الغرام مغري 35.5 للي قادر ما يقصر، يا ريت الواحد معاه الذهب زينة وخزينة". 

أما المواطنة نور أحمد فحاولت اغتنام الفرصة قدر الإمكان، فتقول لمراسل "شمس نيوز": شاهدنا انخفاضا كبيرا على الذهب خلال العام الجاري، وكانت هناك فرصة جيدة للشراء والاقتناء، اشتريت قطعة صغيرة لكن فعليا لن أحصل على فائدة كبيرة لاحقًا.

أما المواطن فؤاد ناصر فعبر عن استيائه من الوضع المادي قائلاً: "إذا توفرت نقود أصرفها على أبنائي وأسرتي، ولا يمكنني شراء عملة أو ذهب؛ بسبب الالتزامات الملقاة على عاتقي، على الرغم من وجود فرص جيدة للشراء والبيع ولكن ما باليد حيلة".

المواطن هشام حسن كان من الذين اقتنصوا الفرصة إذ قال: " خلال العام الجاري لاحظنا الكثير من التقلبات على عملة الدولار، إذ وصلت في بعض الأوقات 3.25 ووصلت في أوقات أخرى ل 3.60 الأمر الذي جعلنا نستغل هذه الفرصة لشراء العملة ثم بيعها عند وصولها لنسبة بيع ممتازة؛ ليتسنى لنا شراء الذهب وهو في مستويات منخفضة".

فرصة لا تعوض

الخبير في الشأن المالي والاقتصادي أحمد أبو قمر، يرى أن عام 2022 كان العام الأبرز لمؤشر الدولار عالميا، إذ تمتعت العملة الخضراء بقوة لم نرها منذ أكثر من 20 عاما، والتي استفادت بشكل كبير من الحرب الروسية الأوكرانية وكانت العملة الأولى والوحيدة المستفيدة من هذه الحرب، خصوصا بعد الاضطرابات التي شهدتها عملة الدولار في ظل جائحة كورونا.

وقال أبو قمر لـ"شمس نيوز": "وصل الدولار لمستويات كبيرة، وكانت ذروته في شهر أكتوبر واستفادت بشكل كبير من الحرب واضطرابات العملات الرقمية، حيث في بداية العام كان مأساويا على الدولار شيكل وكانت قوة على الشيكل وانخفاض على الدولار مقابله، ووصلنا لمستويات تاريخية بقيمة 3.05 تقريبا هذه المستويات لم نرها منذ عام 1999".

وأضاف "مع بداية الحرب في نهاية فبراير الماضي رأينا كيف تصاعد مؤشر الدولار، وأثر على الدولار شيكل، وأصبح الشيكل يخترق مستويات كبيرة جدا لم نكن نتوقعها، وبعد منتصف الربع الثالث في العام وصل ذروته 3.60، وثم وجدنا بدء انخفاضه تدريجيا للأربعينات وحاليا 3.50".

وأوضح أبو قمر أن الدولار أدى أداءً ممتازا جدا خلال العالم الجاري، أمام جميع العملات وخصوصا الشيكل، واستعاد الكثير من المستويات التي خسرها"

وعلى صعيد الذهب بين أن المعدن الأصفر غالبا ما يتأثر عكسيا مع عملة الدولار الأمريكي، إذ تضرر من الحرب الروسية الأوكرانية، وكان عزوفا من المستثمرين، والذهاب لشراء الدولار، إذ كانت مستويات الذهب منخفضة وكانت مستويات شرائية جيدة.

وأشار إلى أن الأونصة وصلت خلال بداية الحرب الروسية إلى أكثر من 2000 دولار، وثم انخفضت تدريجيا إلى 1600 دولار تقريبا.

وذكر أن الذهب حاليا يقف عند نسبة 1800 دولار للأونصة، ولا تزال هناك فرصة للارتفاع بشكل أكبر، موجهًا نصيحة للمواطنين الذي اشتروا الذهب خلال الأشهر الماضية بأن هناك فرصة لبيعه، أو الانتظار لارتفاعه خلال الأيام المقبلة، والمرجح أن تصل الأونصة إلى 1900 دولار.

حالة من الرضى

وحول إقبال المواطنين في غزة على شراء الذهب خلال العام 2022، بين الخبير المالي أنه كان هناك سيولة في الأسواق؛ بسبب انتظام الرواتب، ولم يكن هناك انقطاع أو عقوبات خصوصا لموظفي السلطة، وانتظام لرواتب موظفي غزة، والدخل الذي يعود على عمال "إسرائيل".

ورجح أن السيولة في الأسواق ذهبت لأمرين وفق الأبحاث: الأول وهو شراء العقارات، والأمر الثاني اقتناء الذهب الأصفر لهذا شاهدنا حركة على شراء الذهب؛ ما أدى لارتفاع سعره قليلا.

وتابع: "الذهب يتأثر كثيرا بالطلب والعرض، وأسعار الذهب في غزة أصبحت متقاربة بشكل كبير مع الضفة، والسبب الأساسي يعود لعمال إسرائيل، الذين أعطوا بعض الانتعاش وزيادة الطلب على الذهب في الأسواق، وهناك حالة من الرضا لدى البائعين الذين كانوا يعانون من الركود والكساد في السنوات السابقة".