أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيروت د. طلال عتريسي أن مقطع الفيديو الذي نشره الإعلام الحربي للمقاومة الإسلامية في لبنان يحمل رسائل قوية من ناحيتي (التوقيت والدلالة)، مع إشارته إلى انَّ تلك الرسائل موجهة في معظمه للعدو الإسرائيلي، وجنوده ومستوطنيه داخل فلسطين المحتلة.
وأوضح د. عتريسي في حوار لـ"شمس نيوز" أن فيديو (قسما قادرون.. سنعبر) تزامن مع بداية العام الجديد 2023 وتشكيل حكومة الاحتلال اليمينية الأكثر تطرفًا وتشددًا، إضافة إلى أنه تزامن مع دعوات إسرائيلية للتشدد بملف الموضوع الإيراني وحزب الله اللبناني.
وأشار إلى أن حكومة الاحتلال الجديدة تحاول تقديم نفسها كأكثر الحكومات قسوة وتشددًا تجاه محور المقاومة ككل، باعتبار أنها تريد استعادة قوة الردع للجيش الإسرائيلي التي تآكلت بسبب ضعف الحكومات السابقة.
وشدد د. عتريسي إلى أن توقيت فيديو (قسما قادرون.. سنعبر) هو رسالة من حزب الله لتجديد القسم والعهد للتمسك بالثوابت التي أعلنت سابقًا بالاستعداد لدخول الجليل المحتل في أي معركة قادمة مع الاحتلال، لافتًا إلى أن تشدد حكومة الاحتلال القادمة لن يُجدي نفعًا بتغير استراتيجية حزب الله بتحرير الأراضي المحتلة.
وقال: "إن الرسالة الثانية هي أن المقاومة اللبنانية جاهزة لأي معركة قادمة، وعلى العدو إعادة حساباته جيدًا؛ لأن مشروع دخول الأراضي المحتلة هو مشروع حقيقي وجدي وملزم لعناصر حزب الله؛ لن يتغير ولن يتبدل مهما تغيرت حكومات الاحتلال أو الأشخاص".
ولفت إلى أن فيديو (قسما قادرون.. سنعبر) يأتي في إطار الحرب النفسية للمستوطنين المحتلين للأراضي الفلسطينية بأن هذا المكان غير آمن لكم وستتعرضون للاستهداف المباشر، ما يدعو المستوطنين للهروب من فلسطين المحتلة في أسرع وقت قبل اندلاع المعركة الكبرى.
وبين أن الفيديو أثبت أن العدو لم يعد يمتلك زمام المبادرة، فهو أضعف بكثير بالنسبة للمقاومة لأسباب متعددة؛ منها خلافاته الداخلية وتطور المقاومة بشكل كبير جدًا، على كافة المستويات لا سيما بجهوزية المقاتلين من للدخول إلى الأرض المحتلة.
وعن مشاهد إطلاق النار صوب نجمة داود الحمراء والمركبات ودخول الأحراش والمستوطنات، أكد د. عتريسي أن هذه الرسالة تأتي لتُراكم القلق والخوف الذي يشعر به المستوطنين بسبب عمليات المقاومين في الضفة والقدس وغزة بعد معركتي (سيف القدس)، و(وحدة الساحات) وما تلاها من عمليات إطلاق نار في جنين ونابلس".
"فلا استقرار ولا أمان للمستوطنين داخل الأراضي الفلسطينية المحتلة وعلى الحدود أيضًا مع لبنان، فلن يتمكن جنود جيش الاحتلال من تقديم الحماية لكم بعد الآن" وفقًا لقول د. عتريسي.
ولم تتوقف رسائل فيديو حزب الله (قسما قادرون.. سنعبر)، وفقًا لرأي د. عتريسي الذي أكد أن الفيديو يحمل رسالة خاصة لأجهزة الاحتلال الأمنية لما يمتلكه من معلومات كافية عن الأماكن والمراكز والحواجز العسكرية داخل فلسطين المحتلة.
ويرى أن رسالة الفيديو واضحة بأن حزب الله يملك المعلومات اللازمة لأي معركة قادمة، فهو يعرف جيدًا أين تقع المؤسسات العسكرية والحواجز الأمنية والتجمعات السكنية للمستوطنين بشكل دقيق.
وفيما يتعلق بالرؤية الاستشرافية لعام 2023 أو للمستقبل القريب قال د. عتريسي: "أكثر ما يخشاه العدو هو المواجهة على جبهات مختلفة لذلك بدأ بمناورات تحاكي الحرب على أكثر من جبهة خاصة أن فصائل المقاومة داخل أو خارج فلسطين تتحدث عن أن أي مواجهة مقبلة ستكون مواجهة مفتوحة مع أطراف محور المقاومة ولن تكون محصورة في منطقة معينة".
ولفت إلى أن أي معركة من هذا القبيل لن تتحمله "إسرائيل" مطلقًا، فليس هناك استعداد كافِ لمثل هذه المواجهة.
وبين أن الضغوط التي تحاول أطراف أمريكية وغربية وإسرائيلية فرضها على محور المقاومة سواء بإحداث القلق والارتباك والتخريب داخل إيران أو فرض ضغوط سياسية وأمنية داخل لبنان أو ضد المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، لن تُجدي نفعًا ولن تؤثر بسياسة محور المقاومة، مشددًا أن المعركة مع العدو مفتوحة وأن جميع الساحات ستكون موحدة لمواجهة الاحتلال.