غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

البسوه بدلة الإعدام 275 يوما وسجنوه 40 عامًا.. كريم يونس يعانق الحرية

الأسير المحرر كريم يونس (8).jfif
شمس نيوز -

ساعات قليلة، للإفراج عن عميد الأسرى الفلسطينيين الأسير كريم يونس (66 عامًا)، بعد 40 عاما قضاها في سجون الاحتلال الإسرائيلي.

وتعمل عائلة الأسير يونس، على وضع اللمسات الأخيرة لاستقبال ابنها المقرر الإفراج عنه غدًا الخميس، في حين لم يتم تحديد موعد ومكان تحرر الأسير يونس من سجون الاحتلال.

وقالت العائلة إنها اتمت التحضيرات لاستقبال أبنها الأسير كريم، كما أنها قامت بتجهيز بيت خاص به ليسكن به ويؤسس عائلته، كما ستنظم العائلة مراسم الاستقبال في بيتها.

وتتخوف العائلة من محاولات الاحتلال للنيل من سعادتها بتحرر الأسرى، عبر المماطلة والإجراءات الاستفزازية بما في ذلك التضليل بالمعلومات المتعلقة بمكان الافراج عنه، كما درجت العادة مع الأسرى سابقًا.

محاولات للتنغيص

من جانبه، توجه وزير الداخلية الإسرائيلي، أرييه درعي، للمستشارة القضائية للحكومة، غالي بهاراف - ميارا، وطلب منها العمل على "ممارسة سلطته بموجب قانون المواطنة"، لسحب الجنسية من الأسيرين كريم وماهر يونس، بحجة إدانتهما بقضايا "إرهابية" ومخالفات تخص "أمن الدولة".

وكتب درعي في توجهه الرسمي للمستشارة القضائية للحكومة الإسرائيلية أنه "من غير المعقول أن يستمر هؤلاء الأشخاص في حمل الجنسية "، مدعيا أن "سحب الجنسية سيبعث برسالة مهمة لأولئك الذين يستخدمون جنسيتهم لإلحاق الأذى بدولة إسرائيل ومواطنيها".

ووقع درعي طلبا رسميا بعث به للمستشارة القضائية للحكومة في هذا الشأن، بحسب ما كشفت القناة 12 الإسرائيلية مساء الثلاثاء، وطالبها بـ"مباشرة العمل على سحب الجنسية" من الأسيرين كريم وماهر يونس، "من خلال التوجه إلى محكمة الشؤون الإدارية".

عن كريم يونس

واعتُقل الأسير كريم يونس، يوم 6 كانون الثاني/ يناير 1983، وفرضت عليه سلطات الاحتلال الحبس المؤبد الذي حدّد فيما بعد بـ40 عاما، وكان يفترض أن يُفرج عنه ضمن الدفعة الرابعة وفق التفاهمات التي أبرمتها السلطة الفلسطينية مع "إسرائيل"، والتي تقضي بالإفراج عن كافة الأسرى القدامى المعتقلين قبل اتفاقيات أوسلو، ولكن حكومة الاحتلال تنصلت من الإفراج عن الدفعة الرابعة والتي كانت تتضمن 30 أسيرا منهم 14 أسيرا من لأراضي 48 وهم الأقدم في السجون.

ولد يونس في قرية عارة في أراضي 48، يوم 24 كانون الأول/ ديسمبر 1956، ودرس المرحلتين الابتدائية والإعدادية فيها، ثم انتقل للناصرة لدراسة الثانوية العامة، واعتُقل خلال دراسته في جامعة “بن غوريون” في بئر السبع.

ويقبع الأسير كريم يونس في سجن “هداريم”، إذ اعتقل في الـ23 من العمر بزعم اختطاف وقتل جندي إسرائيلي والانتماء لحركة فتح والانخراط بالمقاومة المسلحة، يوم 6 كانون الثاني/ يناير 1983.

وغيّب الموت والدة عميد الأسرى، الحاجة صبحية يونس (أم كريم) عن عمر ناهز 88 عاما، يوم 5 أيار/ مايو 2022، والتي كانت تتوق لاحتضانه ومعانقته على الرغم من طول انتظار فك أسره بعدما مضى على اعتقاله نحو 40 عاما، لغاية يوم وفاتها.

مسيرة عميقة

وبهذا الصدد يقول عيسى قراقع رئيس المكتبة الوطنية، ورئيس هيئة شؤون الأسرى والمحررين السابق: “إن الحديث عن كريم يونس يطول، وهو مليء بالشجون والعواطف والمواقف الإنسانية، وقد اعتقل كريم في العام 1983 هو ومجموعة من الشبان من داخل مناطق الـ48، بتهمة تنفيذ عملية عسكرية أدت إلى مقتل جندي إسرائيلي”.

وأضاف: “حكم عليه آنذاك بالإعدام وألبسوه “بدلة الإعدام الحمراء” على مدى 275 يومًا، بانتظار تنفيذ الحكم حيث يصحو كل صباح طيلة هذه المدة في انتظار من يقوده إلى المقصلة، إلى أن تغير القرار حيث لم تنجح اسرائيل من فرض قانون الإعدام في أنظمتها، ليستبدل الحكم بالمؤبد وبعد سنين حدد حكم المؤبد لأسرى الداخل المحتل بأربعين سنة”.

وأكمل: “نحبس الأنفاس انتظارًا لها، وليعود كريم ذلك الشاب الذي كان عمره لحظة اعتقاله (27عامًا) بعد أربعين عامًا من التغييب والتعذيب والقهر والظلم والحرمان إلى منزله الذي تركه في قرية عارة الواقعة بالمثلث الشمالي في مدينة حيفا، لتستقبله الجماهير الغفيرة التي تنتظره على أحر من الجمر”.

وقال قراقع في حديث للقدس دوت كوم: “إن الأسير كريم يونس هو أول أسير فلسطيني، وعلى صعيد العالم أجمع يمضي أربعين سنة بشكل متواصل وبهذه الطريقة، رغم وجود أسرى أمضوا أكثر من ذلك ولكن بشكل متقطع، كالأسير نائل البرغوثي الذي أمضى حتى الآن 43 سنة، ولكن أطلق سراحه وأعيد للاعتقال من جديد، أما الأسير ماهر يونس ابن عم كريم والذي اعتقل معه ولكن بعده بشهرين أو ثلاثة فسيكون قد أمضى أربعين عامًا بعد انتهاء هذه المدة وسيكون على موعد مع الحرية، وكذلك الأسير وليد دقة الذي سيمضي أربعين عامًا بعد عدة أشهر وسيطلق سراحه حينها أيضًا”.

وتابع قراقع: “إنني وفي كتاباتي أطلقت عليه لقب الجبل، وهو لقب يليق به نظرًا لما يتمتع من صفات لا يمكن وصفها، فظل طيلة هذه المدة قويًا وشامخًا ومبدئيا وقائدًا وحكيمًا، لم يستسلم ولم يضعف ولم ينهار حتى في أصعب المواقف”.

وأضاف: “عندما توفيت والدته المرحومة صبحية يونس عن عمر يناهز الـ88 عامًا في شهر أيار الماضي، وكانت تنتظره على أحر من الجمر لتلتقيه وتحتضنه، ولكن القدر كان أسرع بلحظة الفراق من لحظة اللقاء، ظل شامخًا وقويًا رغم جسامة الحدث، وهذا انطبق على والده الحاج يونس فضل يونس الذي رحل قبل نحو 10 أعوام وهو في عمر الـ87 عامًا، وقد رفض الاحتلال السماح له حتى لو لساعتين، للمشاركة في تشييع جثمان أيا منهما”.

وأكمل: “كما أن اسرائيل كانت ترفض إدراج اسم كريم يونس في أي من صفقات التبادل التي نفذت على مدار العقود الماضية، كما أن اسمه كان في الدفعة الرابعة للإفراج عن قدامى الأسرى، والتي جرت برعاية وزير خارجية الولايات المتحدة جون كيري في حينها وذلك قبل تسعة أعوام”.

إن كريم يونس وحسب قراقع فقد اجتاز كل المراحل، وهو المثقف والكاتب والقائد والانسان ويحبه كل من عرفه، وهو الوحدوي الذي لا يرى فلسطين من خلال فصائلها بل من خلال شعبها وحدودها وتضاريسها وعروبتها، ولهذا فقد كان فوق كل هذه الفواصل والحدود فليس غريبًا أن تنتظره فلسطين بكل جماهيرها على أحر من الجمر.