غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بلا مساحيق.. القدس والمسجد الأقصى

مدينة القدس.jpg
بقلم/ أسعد جودة

القدس منذ العام ١٩٦٧ والعدو لم يتوقف للحظة في العمل على   تغيير معالمها الديمغرافية والطوبغرافية، والحفريات تحت أساسات المسجد الأقصى لم تتوقف لتصل للحظة التي ينهار ويرفع الهيكل المزعوم.

هذه الاستراتيجية ثابته ومستمرة ولم يطرأ عليها أي تغيير سواء الحكم كان لليسار أو اليمين أو مجتمعين أو للديني المتطرف، جمعيهم يعملون على تحقيق وتجسيد اكتمال الحلم الصهيوني بالعاصمة المقدسة اورشليم موحدة ووجود الرمز الديني المعبد.

اليوم المشهد فيه جراءة ووقاحة وعلى المكشوف لأن الإجماع الرسمي العربي والإسلامي باستثناء بعض الدول، تراجع بل بدأ بالتطبيع وبناء العلاقات، والحالة الفلسطينية الرسمية أغلقت على نفسها وعادت أسيرة لاتفاق أوسلو الكارثي الذي أعطى أهم ورقة وتعتبر كنز اعتراف بشرعية الوجود للكيان المغتصب (دولة إسرائيل) على ٧٨% وقبول التفاوض على٢٢% المتبقية، وترحيل القضايا الجوهرية لأكثر من ثلاث عقود، تنكر العدو لكل الوعود وجرد هذا الاتفاق من كل شيء سوى التنسيق الأمني وربط المقاصة بالأمن.

العدو اليوم وبعد ما يزيد عن ٧٤ عام تتشكل لديه حكومة من عتاة المتطرفين الدينيين والذين يعتقدون أنهم معنيين بحسم مسألة الوجود والعاصمة الموحدة وحل هزيل للفلسطينيين فى حكم ذاتي على  أضيق مساحة ممكنة تمهيدا لخنقهم وإجبارهم على التفكير بالهجرة والرحيل .

بالمقابل المقاومة اليوم يشتد عودها  وتتصلب إرادتها وتقوى شكيمتها وتعمل بكل ما تملك لتشعل الأرض تحت أقدام الغزاة المحتلين .

هذا الوضع يستدعي  مزيد من الوعى وتبنى إستراتيجيات وسيناريوهات تعمل مجتمعة على تعزيز   صمود  المقاومة فى مشاغلة العدو ضمن الأداء الثلاثى، استفزازة لاستنفارة بغية استنزافة .

مع التركيز على تبنى استراتيجية الهجوم طويل النفس فى الضفة والقدس  ،والدفاع والهجوم من غزة تستهدف مستوطنات الغلاف لإجبارهم على النزوح أو الملاجئ .

هذا قدر شعبنا أن اصطفاه الله ليكون رأس حربه وطليعة الأمة فى المكان الاستثنائي لمواجهة عدو استثنائي فى زمان استثنائي .

استمرارية المقاومة والردود الصهيونية سيحقق جملة مسائل ،إجبار السلطة لتغيير مهامها وسحب الإعتراف بالعدو ،تعرية أنظمة التطبيع واحراجها مع شعوبها،خلق تناقض وتضاد بين القوى العالمية والكيان الصهيونى .

العدو الصهيوني فى مأزق الواقع العالمى سيجبره على قبول  حلول وهم الذين يطرحون دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران وعاصمتها القدس ،هذا يثبت حقيقة راسخة ان كلفة المقاومة مهما كانت ستكون أقل من الاستسلام للواقع السكوني الذى يعمل العدو لتثبيته بكل الوسائل ليكمل مشروعة ويشغلنا فى أزمة المعيشة ما دون الحد الأدنى .

هذا الواقع هو ما سيعيد الوضع إلى أصولة وتعود فلسطين والمسجد الأقصى القضية المركزية للأمة ،وأن هزيمة هذا الكيان هو الممر الإجباري والمقدمة لدورة حضارية يكون الإسلام هو الرائد والقائد.

 "إِنَّهُمْ يَرَوْنَهُ بَعِيدًا وَنَرَاهُ قَرِيبًا" المعارج

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".