غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

فلسطين تستقبل عميد الأسرى كريم يونس بعد 40 عامًا قضاها في سجون الإحتلال

الأسير المحرر كريم يونس (8).jfif
بقلم/ شريف الهركلي 

سنروي حكاية ألم  وحرمان من أغلى شيء في الوجود ألا وهي الحرية الحكاية استمرت فقط  أربعين عاماً في قطار العمر خلف قضبان فولازية  وفي عتمة الزنازين 
 الصهيوني،
توقف قلمي وإرتجفت الكلمات لا استطيع الكتابة والتعبير خوفاً أن لاتعطيه حقه، 
أفرجت اليوم الخميس سلطات الاحتلال عن الثائر الفلسطيني الأسير كريم يونس رغم ماتعرض له من تنكيل وظروف قاسية قال في تصريحه الأول بعد نيل الحرية "أنه على أتم استعداد لقضاء 40 سنة مرة اخرى أسيراً دفاعاً عن الوطن" 
عمت الفرحة ارجاء فلسطين الضفة الغربية وعرب 48 وقطاع غزة والشتات الفلسطيني. ونصبوا خيام الحرية في كل مكان استقبال المهنئين للحركة الأسيرة التي انتصرت على السجن والسجان.
سنروي عظمة ومناقب هذا الفارس الشجاع
 كان أحد أبرز الثوار الفلسطينيين، الذين التحقوا بالمسيرة النّضالية، منذ ما قبل الانتفاضة الأولى عام 1987، وهو عضو اللجنة المركزية لحركة التحرير الوطني "فتح". 
ولد الأسير يونس في 23نوفمبر عام 1958م، في بلدة (عارة) في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 1948م، 
درس الابتدائية والإعدادية في مدرسة( عارة وعرعرة)، والثانوية في (السالزيان) في مدينة الناصرة،  والتحق بجامعة "بن غوريون" في بئر السبع لدراسة الهندسة الميكانيكية، وفي السنة الثانية من دراسته، ومن على مقاعد الدراسة، اُعتقل  في 6 يناير 1983م، وتعرض  لتحقيق قاسٍ وطويل، وحكم عليه بالإعدام في بداية أسره، ولاحقا بالسّجن المؤبد (مدى الحياة)، وجرى تحديد المؤبد له لاحقًا لمدة (40) عامًا.
وفي عام 2013،  توفي والده الحاج يونس يونس، وبقيت والدته الحاجة (صبحية) تنتظم في زيارته في معتقل "هداريم"
وفي تاريخ 5 مايو 2022، رحلت والدته الحاجة صبحية يونس (أم كريم)، الأم الصابرة التي  انتظرته بكل ما تملك من قوة، ورحلت دون أنّ تحتفي بحريته. 
وفي أول رسالة له بعد وفاة والدته، "أمي زارتني في السجن ما يقارب الـ700 زيارة، كانت تقاتل لتصلني إلى السجن، لم تكل رغم ما نثره المحتل من أشواكٍ في دربها". 
وأكمل "برغم الألم والفقدان إلا أنني شعرت بسعادة وفخر عندما علمت أنَّ الحاجة لُفت بالعلم الفلسطيني الذي غُرز أيضًا على أرض مقبرة قرية عارة". 
على مدار 40 عامًا، بقي يونس المناضل الوفي لأبناء شعبه ورفاقه الأسرى، وكان مدرسة بالوحدة الوطنية، شارك على مدار أربعة عقود في كافة المعارك التي خاضتها الحركة الأسيرة، ومنها الإضراب عن الطعام الذي يعتبر أقسى هذه المعارك، وكان آخرها إضراب عام 2017 الذي استمر لمدة 42 يومًا. 
وشكّل يونس بما يحمله من فكر نضاليّ، مدرسة للأجيال التي دخلت وخرجت من الأسر، وهو صامد وقوي وثابت على مبادئه الأولى، وبقي الثائر الفاعل، في كل جوانب الحياة الاعتقالية، وأكمل دراسته داخل الأسر، وحصل على درجة البكالوريوس، والماجستير. الأسير يونس رفض الاحتلال  الافراج عنه في كل صفقات التبادل للأسرى الفلسطينيين،
اطلق يونس رسالة من داخل  زنزانته في "هداريم" قبل أيام من تنسمه الحرية بعنوان: سأترك  زنزانتي 
مقتطفات منها ،
ها أنا أُوشك أن أغادر زنزانتي المُظلمة، التي تعلمتُ فيها أن لا أخشى الظلام، وفيها تعلمتُ أن لا أشعرَ بالغربة أو بالوحدة، لأنني بين اخوتي، اخوةُ القيد والمعاناة، اخوة جمعنا قسمٌ واحد، وعهدٌ واحد.   
أُغادر زنزانتي، ولطالما تمنيتُ أن أغادرها منتزعًا حريتي برفقةِ اخوة الدّرب، ورفاق النّضال.
رسالة أديب 
سيغادر ويترك روحه باقيةٌ مع القابضينَ على الجمر .
عانق شمس الحرية وترك روحه في السجن تعد معهم أيام العمر المتبقية
عاشت فلسطين الحرية للأسرى الابطال

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".