✍️ د. محمد مشتهى
برنامج ما خفي أعظم الذي سيُعرَض اليوم الجمعة الساعة التاسعة مساءً على منبر الجزيرة الذي يعد أكثر المنابر الإعلامية إنتشاراً على المستوى العربي، هذا البرنامج عادةً يأتي بما هو جديد ولا يقدّم شيئ مكرر، وعادة ما يحمل مفاجآت تُبهر المشاهدين والمستمعين بالإضافة إلى إنه يحمل رسائل مهمة، وإن ظهور القائد العسكري لسرايا القدس أكرم العجوري "أبو محمد" في هذا البرنامج هو من أجل أن يقدّم شيئ جديد غير متداول عند عامة الناس، وبتقديري إن ظهوره ليس هو رسالة البرنامج بحد ذاتها كون أنه ظهر قبل ذلك في برامج مختلفة، لكن أهمية ظهوره اليوم تكمن بما سيقدمه من رسائل على مستويات عدة طبعا أهمها الجانب العسكري والأمني، إضافة لأن البرنامج بتقديري أنه سيحمل مفاجأة ربما تكون أمنية أو عسكرية أو كليهما، لذلك برأيي مطلوب من الكتاب والصحفيين والمحللين التركيز جيدا على رسائل ومحتوى البرنامج.
منبر الجزيرة هو منبر إعلامي مهم وجمهوره واسع، لذلك البرنامح يمثل فرصة لإرسال الرسائل كي تصل إلى أكبر شريحة من الناس، لكن الأهم هو البناء على تلك الرسائل من أجل استثمارها ايجابياً، البناء عليها من المسؤولين وليس من الكتّاب والمحللين، فالكاتب أو المحلل ليس مطالب بالجري وراء الفكرة التي يقدمها في مقاله وأيضاً ليس مطالب ببناء سياسات لأن هذا ليس مجال عمله أصلاً، فمجال عمل الكاتب هو تقديم أفكار خلاقة وفتح آفاق لمن يريد أن يستفيد من القراءة أو ينتفع بما يُكتَب، أما دور المتابعين والمسؤولين والسياسيين هو الجري وراء تلك الأفكار ومتابعتها لبناء سياسات، لذلك الاستفادة من تلك البرامج على المستوى الداخلي، الإعلامي، الفصائلي، والعلاقات الخارجية مهم، ومطلوب أن يكون هناك توزيع للأدوار كل حسب اختصاصه، أما في حال لم يُبنَ على رسائل البرنامج ثم اقتصر الأمر على الإعجاب به وكفى!!، فإن ذلك سيكون بمثابة قفزة في الهواء، فقيمة البرنامج هي بالرسائل وقيمة الرسائل تكمن في البناء عليها ومتابعتها ثم استثمارها.
إن البذرة بحاجة إلى رعاية حتى تُقطف ثمارها، وفي حال بُذِرَت دون رعاية فلن يكون هناك ثمار حتى تُحصد، وكذلك عند إرسال الرسائل مطلوب رعايتها ومتابعتها كل حسب اختصاصة كي يتم الحصاد في النهاية، والشخص المسيَّس والمسؤول والذي يريد أن يقطف الثمرة مطلوب منه متابعة الأفكار والرسائل.
الرسائل والأفكار كما الأبحاث العلمية، حيث كلنا يعلم حجم الأبحاث العلمية الجبارة في مختلف العلوم (الاقتصاد والتكنولوجيا والفقه والتاريخ والسياسة وأبحاث "أشكال وألوان") والتي كثير منها انتهى بها المطاف بلا قيمة على رفوف المكتبات ولم يتم الاستفادة منها؟!! لماذا؟ لأنه ببساطة لا يوجد من يتابع ما فيها، فالباحث في النهاية تعب واجتهد وقدم بحثاً وتوصيات، لذلك دور المسؤول وصاحب الاختصاص هنا هو متابعة تلك التوصيات واستثمارها، أليس كذلك؟
التطور لا يمكن أن يحدث فجأة أو بالمزاج أو بالتمني، التطور له ميكانزماته وحيثياته، والناس التي تريد أن تتطور أصبحت تموِّل أبحاث وكُتَّاب ومستشارين بحثا عن الفكرة، ولا فائدة للفكرة والرسالة دون متابعة واستثمار.
بإختصار إن دور الكاتب أو المحلل أن يساعد المستمع أو القارئ على الاستفادة وكذلك مساعدة صانع القرار على الاستفادة.
وبات واضحاً من إعلانات البرنامج أن طبيعته عسكرية وأمنية، ولأن أقدر شخص ممكن أن يتحدث في هذا المجال هو المسؤول العسكري لسرايا القدس، ونظراً لأهميته وقوة تأثيره، فمؤكد أنه سيقدم في هذا البرنامح معلومات ورسائل جديدة مهمة يمكن البناء عليها، كون أن القائد العجوري هو رمز من رموز المقاومة ورقم مهم في معادلة الصراع، كما أن لديه المعلومة الموثوقة والصادقة.
لذلك مهم التقاط الرسائل التي سيقدمها القائد أكرم العجوري في برنامج ما خفي أعظم ثم البناء عليها.