ما أن انتهى برنامج (ما خفي أعظم) الذي بثته قناة الجزيرة -القطرية-، من عرضِ رسائل حركة الجهاد الإسلامي وذراعها العسكري "سرايا القدس"، قررت المؤسسة الأمنية للاحتلال الإسرائيلي حظر النشر والتداول بكل ما عُرض في البرنامج، ما يُدلل على خطورة ما تم كشفه وتأثيره على الجبهة الداخلية للاحتلال.
"إخفاقات أمنية وعسكرية تتعلق بضربة قاسية للشاباك، مفاجآت بتطور أداء المقاومة بالضفة، تهديدات استراتيجية على لسان أرفع شخصيات المقاومة الفلسطينية"، هذه الرسائل التي أخفتها وسائل إعلام الاحتلال عن المستوطنين تلفت الانتباه إلى مدى الارتباك والقلق الذي أصاب الكيان من قدرات المقاومة.
تأثيرات أعمق من المستوى العسكري والامني
الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور أشار إلى أن برنامج "ما خفي أعظم" أكد على ثبات واستمرارية نهج حركة "الجهاد الإسلامي" في مواجهة الاحتلال منذ تأسيسها وصولًا إلى عملية نفق الحرية، ومعركة وحدة الساحات.
ويرى الكاتب العمور لـ"شمس نيوز" أن الرسائل التي حملها برنامج "ما خفي أعظم" ليست أمنية أو عسكرية فقط مع أهميتها الكبرى، بل هي سياسية أيضًا تمثلت بفكرة حركة الجهاد والاشتباك ومشاغلة العدو، إضافة إلى أن الرهان على ترويض قضية فلسطين عبر الهرولة للتطبيع غير وارد على الاطلاق في مكونات الشعب الفلسطيني في كل الساحات، مع الإشارة إلى أن أبناء شعبنا يُراهنون فقط على خيار المقاومة.
ويعتقد الكاتب السياسي أن المعادلة التي رسخها المقاتلون في مخيم جنين ومدن الضفة المحتلة بمقارعة العدو أثبتت أن الكيان أوهن من بيت العنكبوت، وأن سياسة العدو بالقتل والتهجير باتت غير مجدية، أمام الإصرار والعزيمة التي يمتلكها الشبان.
وأشار إلى أن المقاتلين في جنين أفشلوا محاولات العدو بترويضهم من خلال الاعتقالات أو الاغتيالات، ووقفوا سدًا منيعًا أمام مخططات دايتون من خلال مشاغلة العدو ووقف، مؤكدًا أن كتيبة جنين وأخواتها من الكتائب المنتشرة بالضفة المحتلة شهدت نقلة نوعية في الأداء والمواجهة.
غزة حاضرة بتفاصيل الضفة
وفي السياق ذاته أكد الكاتب السياسي أن مشاغلة العدو في الضفة المحتلة لا يعني مطلقًا أن غزة خارج الاشتباك، ففي الوقت الذي تطورت فيه المقاومة بالضفة، كان هناك مقاومة من نوع آخر في جبهة غزة، قادتها سرايا القدس من خلال تجنيد عميل لصالحها داخل جهاز الشاباك الإسرائيلي.
وقال: "إن ما فعله جهاز الأمن في سرايا القدس هو انجاز أمني غير مسبوق، فقد تمكن المجند 106 من كشف نقاط ميتة، وحصل على أسماء عملاء، وقدم معلومات أمنية شكلت صربة استباقية للعدو".
ولفت إلى أن "ما خفي أعظم" مرر منظومة أمنية وعسكرية وسياسية متماسكة لحركة الجهاد الإسلامي في الساحات كافة، فقد ظهرت ساحة سوريا وغزة والضفة وحدة واحدة في مشاغلة العدو وضربه في مقتل.
وفيما يتعلق بحظر الاحتلال لعرض برنامج "ما خفي أعظم" على الوسائل الإعلامية قال الكاتب السياسي ثابت العمور: "إن ما عُرض في البرنامج أربك حساباتهم وشكل فضيحة أمنية وعسكرية لهم".
ضربة قاسية
وأشار إلى أن عرض البرنامج سيشكل ضربة قاسية للجبهة الداخلية للاحتلال التي كانت تنتظر نجاحًا أمنيًا للاحتلال في الضفة، وما عرض يثبت بالدليل القاطع أن هناك اخفاق أمني وعسكري للاحتلال ضد المقاتلين في كتيبة جنين وجميع المقاتلين بالضفة.
وبين أن الجبهة الداخلية للاحتلال كانت تعتقد أن المقاومة في غزة لا تستطيع أن تحقق أي نجاحات أو إنجازات ضد الجيش، وما عرض في البرنامج يثبت بالأدلة القطعية وجود انجاز أمني لسرايا القدس بكشف صور ضابط الشاباك لأول مرة.
وختم الكاتب ثابت العمور حديثه لـ"شمس نيوز" بالتأكيد على أن برنامج "ما خفي أعظم" أكد أن كل محاولات الاحتلال الإسرائيلي لإخراج حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين من المعادلة باء بالفشل ولم ينجح مطلقًا رغم كل الاعتقالات والاغتيالات إلا أن المقاومة بالضفة تتمدد وفي غزة تُبدع وتحقق الإنجازات.