أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، أن المقاومة شرفٌ اصطفى الله سبحانه وتعالى شعبنا له، داعياً في السياق الدول العربية والإسلامية جميعها، لإسناد ودعم الفلسطينيين في المواجهة التي يخوضونها دفاعاً عن شرف الأمة وكرامتها وقبلتها الأولى (المسجد الأقصى المبارك).
جاء ذلك في خطبة الجمعة بالأمس، على منبر مسجد السلام، بمدينة رفح، جنوب قطاع غزة.
واستهجن الشيخ عزام بشدة، استمرار العالم العربي في موقف المتفرج إزاء ما يجري في فلسطين المحتلة، قائلاً بمرارة: "للأسف، لا مشكلة عند العرب أن يُمضي الفلسطينيون أزهى سنوات أعمارهم داخل سجون العدو"، مشيراً في السياق، إلى معاناة المناضل كريم يونس في الاعتقال على مدار 40 عاماً، ليتنسم بعد هذه السنوات المريرة والقاسية عبير الحرية.
وتابع الشيخ عزام حديثه: "لا مشكلة عند العرب في أن تشوي القذائف والصواريخ الإسرائيلية أجساد الفلسطينيين، وأن تفتتها!. المهم أن يكون الزعيم أو الملك أو الرئيس بخير مع الحاشية. هذا أهم من المسجد الأقصى!!، وأهم من حياة شعبٍ بأكمله، لا يجبره أحدٌ على المقاومة والمواجهة".
ولفت إلى أن "الدول العربية تزيد عن 25 دولة، والدول الإسلامية تتجاوز ال50، ورغم ذلك يشاهدون ما يجري في فلسطين دون تحريك ساكن"، متسائلاً: أين ترجمة أحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)، التي تحث على التراحم، والتعاضد، والنُصرة، وتفريج الكُربات فيما بين المجتمعات الإسلامية.
ونوه الشيخ عزام إلى أنه "حتى إذا قصرت الدول العربية والإسلامية في واجباتها تجاه شعبنا، فلا يجوز أن يؤثر ذلك فينا".
وزاد :"الحمد لله، الرايةُ لازالت مرفوعةً هنا، لكن نحتاج إلى مزيدٍ من التماسك، لنكون قادرين على مواجهة التحديات والمخاطر التي يفرضها علينا أعداؤنا، وأن نتدبر في آيات القرآن الكريم، ونُصغي أكثر لأحاديث النبي (صلى الله عليه وسلم)".
وواصل الشيخ عزام حديثه :"نحتاجُ إلى أن نرحم بعضنا أكثر، وأن نحب بعضنا أكثر، وأن نتماسك أكثر، والنبي (صلى الله عليه وسلم) يحدد لنا المعيار بقوله: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، موضحاً في السياق، أن علماء الحديث يقولون هنا: بأن الإيمان لا يكمل، ولا يستقيم، بل ولا يصح، ويبقى ناقصاً، إذا لم يحب الواحد فينا لأخيه ما يُحبه لنفسه.
وبيَّن أن المقصود بالأخ في هذا الحديث النبوي، ليس فقط الأخ بالنسب، فهذا مفروغ منه، بل الأخ هنا، هو الذي يشاركك الإيمان، وهو الذي يعيش معك هذا الجرح، وهو الذي يكتوي معك بنار المحتل.
وشدد الشيخ عزام على أن الأمر يتعلق بالشعور. بالقلب، مشيراً إلى أن الإسلام لا يقف عند حدود قتل الأخ لأخيه أو إيذائه أو التنغيص عليه، بل يطالبنا بما هو أكثر. يطالبنا بتنقية القلب، وأن نعيش شعور الحب للأهل، ولإخواننا في الدين، ولأبناء أمتنا في كل مكان.
واستطرد الشيخ عزام: "بهذه الصورة صهر الإسلام النفوس والقلوب، حتى لو تعددت القوميات. في هذا الخندق (الإسلام) وقف أبو بكر العربي، وصهيب الرومي، وسلمان الفارسي، وبلال الحبشي. وقفوا جميعاً متراصين. ووقف كذلك عمر الفاروق، الذي قال عن بلال الحبشي: "أبو بكر سيدنا، وأعتق سيدنا"، ليغدو هذا العبدُ الحبشي في ظلال الإسلام، سيداً للعربي العريق. كما أن عمر (رضي الله عنه) التفت في النزع الأخير حوله، وقال: "لو كان سالم حيّاً لاستخلفته"، وقد كان سالم من الموالي، ورغم ذلك يُعلن الفاروق عمر أمام التاريخ، أن هذا المولى أو الخادم، هو سيد -كما قال عن بلال- ويستحق أعلى منصب في دولة الإسلام".