غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

حقيقة حديث النبي عن جبال السعودية الخضراء

جبال مكة تكتسي بالاخضر (4).jpg
شمس نيوز - الرياض

تداول نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي حقيقة حديث النبي عن جبال السعودية الخضراء

وجاء تداول هذا الحديث في ظل الأمطار التي شهدتها جبال السعودية خلال الأيام الأخيرة والتي حولت الجبال إلى مناطق خضراء وعشبية ونبتت فيه العديد من أنواع الأشجار والأشتال.

وتداول المغردون الأحاديث النبوية الشريفة:

قال (لا تقوم الساعة حتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا، وحتى يسير الراكب بين العراق ومكة لا يخاف إلا ضلال الطريق-أي أن يضيع الطريق-وحتى يكثر الهرج) قالوا وما الهرج يا رسول الله؟ قال: (القتل).

جبال مكة تكتسي بالاخضر (3).jpg
 

وعنه أن رسول محمد قال (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا)

وعن معاذ بن جبل قال: خرجنا مع رسول الله ﷺ عام غزوة تبوك ، فكان يجمع الصلاة، فصلى الظهر والعصر جميعا، والمغرب والعشاء جميعا، حتى إذا كان يوما أخر الصلاة، ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا، ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا، ثم قال {إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك، وإنكم لن تأتوها حتى يضحى النهار، فمن جاء منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي} فجئناها وقد سبقنا رجلان، والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء، فسألهما رسول الله ﷺ {هل مسستما منها شيئا} قالا: نعم فلامهما النبي ﷺ ، ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء، وغسل رسول الله فيه يده ووجهه، ثم أعاده فيها، فجرت العين بماء منهمر غزير حتى استقى الناس، ثم قال {يوشك يا معاذ إن طالت بك الحياة، ان ترى ما هاهنا ملئ جناناً} أي عمرانا وبساتين.

وفي حقيقة حديث النبي عن جبال السعودية الخضراء فإن ظاهر الحديث عند المسلمين يعني: أن صحراء شبه الجزيرة العربية ستغطيها المروج ـ أي المراعي ـ والأنهار، في آخر الزمان قبل قيام الساعة، وقول النبي: «حتى تعود» يدل على أنها كانت كذلك في وقت سابق، وأنها ستعود إلى حالتها الأولى، وأن طبيعتها الصحراوية الجافة هي حالة طارئة عليها.

ولا بد من الإشارة إلى أن الواقع يتضمن حقيقة ونبوءة وإعجازا خبريًّا وآخر علمياً عند المسلمين.

حقيقة حديث النبي عن جبال السعودية الخضراء

كما أن الحقيقة: أن شبه الجزيرة العربية كانت في الماضي أرضا ذات مراع وأنهار، ثم طرأت عليها الحالة الصحراوية الراهنة.

والمعجزة الإخبارية: أن الأنهار والمسطحات الخضراء ستعود ثانية إلى شبه الجزيرة العربية في آخر الزمان قبل قيام الساعة.

وقد استغرق هذا الحديث أربعة عشر قرنا من الزمان لكي يفهم على هذا الوجه الصحيح، حدث ذلك بعد التقدم الهائل في علوم الجيولوجيا والتاريخ المناخي والفلك وغيرها، وبعد العديد من أعمال الحفر والتنقيب بصحراء شبه الجزيرة العربية، والتي يعتبرها المسلمون دليلا على صدق النبي محمد.

من أشراط الساعة عودة جزيرة العرب مروجاً وأنهاراً

ومع شرطٍ من أشراط الساعة، يُقلّب سجلاّت الماضي، ويكشف عن حقائق المستقبل، يرويه لنا أبو هريرة رضي الله عنه، أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قال: (لا تقوم الساعة حتى يكثر المال ويفيض، حتى يخرج الرجل بزكاة ماله فلا يجد أحدا يقبلها منه، وحتى تعود أرض العرب مروجا وأنهارا) رواه مسلم.

إن كلّ من عاش "قسوة الحاضر" يُدرك المناخ الصحراوي لشبه الجزيرة العربيّة، وذلك بسبب وقوعها بين خطّي عرض 12-32 شمال خطّ الاستواء، ونتيجةً لهذا الموقع كانت السمة العامّة لهذه المنطقة قلّة الأمطار وندرتها، وارتفاع درجات الحرارة، وغياب الغطاء النباتي الطبيعي، ووجود بيئةٍ صحراوية قاسية، لا تجد فيها مفرداتٍ لغويّة تنبيء عن الخصوبة والبرودة والوفرة المائيّة.

حديث النبي عن جبال السعودية الخضراء

وهذه السمة المناخيّة طويلةٌ في تاريخ المنطقة، تمتدّ جذورها ضاربةً في أعماق التاريخ القديم، وإننا نجد ذلك واضحاً عند تأمّل القرآن الكريم، فالآية التي تتحدّث عن هروب موسى عليه السلام إلى مدين –وهي واقعةٌ في شبه الجزيرة- تقول: { ولما ورد ماء مدين وجد عليه أمة من الناس يسقون ووجد من دونهم امرأتين تذودان} (القصص:23)، ولولا الجفاف لما كان الازدحام على الآبار. وفي نذارةِ هودٍ عليه السلام لقومه بالأحقاف دليلٌ على المناخ الصحراوي، قال تعالى: {واذكر أخا عاد إذ أنذر قومه بالأحقاف} (الأحقاف:21)، والأحقاف كما يقول المفسّرون: " جبالٌ من الرمل"، كما نجد في دعاءإبراهيم عليه السلام وصفاً للمشهد المناخي في زمانه: { ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرم} (إبراهيم:37).

ولكن ماذا عن الماضي السحيق؟ يقول النبي –صلى الله عليه وسلم-: (حتى تعود أرض العرب مروجاً وأنهاراً) أي أنها كانت كذلك في السابق، والمرج عند أهل اللغة: الأرض الواسعة ذات نبات كثير تمرج فيه الدواب، أي: تسرح مختلطة كيف شاءت.

وكلّ دارس للجيولوجيا يعلم ما شهدته الكرة الأرضيّة في فجر التاريخ من عصرٍ جليدي شديد البرودة وما تلاه من ذوبانٍ لذلك الجليد، وبحسب التوزيع الحراري يقتضي ذلك أن شبه الجزيرة وفي وقتٍ لاحقٍ كانت معتدلة المناخ دافئةً نسبيّاً، الأمر الذي يشير إلى تهيّؤ ظروفٍ ساعدت على نزول الأمطار الغزيرة ونشوء الغابات وجريان الأنهار.

جبال مكة تكتسي بالاخضر (4).jpg
 

ويدور حديثٌ في الأوساط العلميّة خصوصاً عند علماء الجيولوجيا عن وجود قرائن على حقبةٍ مطيرةٍ في الجزيرة العربيّة، وتم أخذ القرائن من خلال بعض الصور التي التُقطت بالأقمار الصناعيّة للمنطقة، إضافةً لبعض الأدلّة الأركيولوجيّة (الأحفوريّة) التي تؤكّد هذا التصوّر، وبغض النظر عن قوّة تلك القرائن أو ضعفها، إلا أننا نجزم بأن هذا الواقع الجغرافيّ السابق لشبه الجزيرة العربيّة هو حقيقةٌ علميّة نستمدّها من الوحي الصادق الذي يُخبرنا عمّا لا نعلم.

أما المستقبل فيُشير إلى العودة الثانية للغطاء النباتي المكلَّل بالأنهار لشبه الجزيرة العربيّة، لكن يبقى السؤال: هل الحديث يشير إلى العودة الكاملة الطبيعيّة لهذه المظاهر؟ أم أنها بسبب الجهود الزراعيّة وتدخّل الإنسان؟ هنا نقف على مفترق طرق،فالإمام القرطبي يرى أن هذه المظاهر ستكون بفعل التدخّل البشري وجهوده في الاستصلاح ، وفي ذلك يقول: " وتنصرف دواعي العرب –أي آخر الزمان- عن مقتضى عادتهم من انتجاع الغيث والارتحال عن المواطن للحروب والغارات، ومن عزة النفوس العربية الكريمة الأبية إلى أن يتقاعدوا عن ذلك، فيشتغلوا بغراسة الأرض وعمارتها وإجراء مياهها، كما قد شوهد في كثير من بلادهم وأحوالهم".

جبال مكة الخضراء

بينما يشير المشتغلون بعلم الأرصاد والمناخ، والدارسون للعلوم الطبيعية، أن معالم الفترة الجليدية القادمة قد بدأت، وما يستلزمه ذلك من التغيّر المناخي لمنطقة شبه الجزيرة العربية، ويصب في ذات الاتجاه الكلام عن الاحتباس الحراري الذي يؤدي إلى ذوبان الجليد والتأثير على الجزيرة العربية، ولكن على المدى البعيد.

إلى هنا نكون متابعينا الكرام قد وصلنا إلى ختام مقالنا عن حقيقة حديث النبي عن جبال السعودية الخضراء، نأمل أن يكون قد نال إعجابكم