ساعات ثقيلة وهادئة تمر على الأقصى هذه الأوقات بعدما أقدم وزير الأمن الداخلي الإسرائيلي بن غفير على اقتحام المسجد الأقصى ، رغم التحذيرات من هذه الخطوة الاستفزازية وتأثيرها السلبي على المشاعر الفلسطينية .
وفي هذا الصدد اجتمعت مختلف الفصائل الفلسطينية لتخرج ببيان واحد ينتقد فيه هذه الخطوة ، بل وتؤكد أيضا إن أي زياره مقبلة لبن غفير سيكون لها ثمنا باهظا ، بيان تزامن أيضا مع بيانات حركات المقاومة جميعها وعلى رأسها حركة حماس ، خيث أصدر الناطق باسم الحركة ، عبد اللطيف القانوع بيانا قال فيه إن إعلان بن غفير المجرم عن نيته اقتحام المسجد الأقصى ، يعبر عن غطرسة الحكومة الاستيطانية الفاشية ونواياها بمزيد من الغارات على الأقصى وتقسيمه ، وستتحمل حكومة الاحتلال الصهيوني تبعاتها ، وعلى شعبنا. ستواجه هذه الاعمال الغبية والاستفزازية بشجاعة وعدم السماح بمرور خطط الاحتلال ".، وهو موقف رافض للزيارة تشاركت فيه مختلف الفصائل الفلسطينية بكافة توجهاتها المتعددة.
ما الذي يجري
بات من الواضح أن زيارة بن غفير يمكن أن تكون عاملا للوحدة بين مختلف الفصائل ، خاصة وأن وضعنا في الاعتبار بعض من النقاط الهامه ، أبرزها :
1- أن الشعب الفلسطيني بات ينظر للوحدة الآن بترقب أكثر من أي وقت مضى في ظل الحكومة الإسرائيلية الحالية.
2- هناك مشاعر شبابية فلسطينية لمستها من الأصدقاء وأولاد العم الفلسطينيين جميعها تحبذ وتدعو للوحدة اليوم قبل الغد ، والآن أكثر من أي وقت مضى
3- يعلم الجميع إن سياسات حكومة نتنياهو لها كثير من التداعيات الاستفزازية ليس فقط على الساحة الفلسطينية ، ولكن أيضا على الساحة الإقليمية بصورة عامة ، وهو ما يزيد من وجاهة المطالب بالوحدة والتخلي عن أي خلافات.
والحاصل فإن بيان الفصائل الأخير بصورة عامة وبيان حركة حماس الأخير كان واضحا واتسم بالمعقولية إلى حد كبير ، خاصة في ظل التطورات الجيوسياسية التي تعيشها المنطقة الآن .
والحاصل فإن حركة حماس كان لها موقفا سياسيا واضحا يتمثل في انها سترد على هذه الزيرة ، غير أن الحسابات الإقليمية والسياسية بالتأكيد سيكون لها اعتبار للحركة ، خاصة وأن الحركة تعرف أن أي تصعيد عسكري او استراتيجي سيكون له ثمنا استراتيجيا يتطلب اشراك بعض من الأطراف العربية به ، بداية من مصر وقطر وحتى الإمارات التي تعرف حدود تداعيات هذا التصعيد رغم الحركة الصبيانية بزيارة الأقصى من بن غفير .
الحاصل فإن تكتيك تعامل المقاومة مع هذه الخطوة حمل برغماتية واضحة وتعاطي بذكاء سياسي واضح حيث هدفت إلى التوضيح بأن:
أ- إاقتحام بن غفير للأقصى يمثل تصعيدا خطيرا واستفزازا لشعبنا الفلسطيني وينذر بحرب دينية بالمنطقة
ب- دعوة الفصائل لأبناء الشعب الفلسطيني في الضفة الغربية لتصعيد الاشتباك والمواجهة مع الاحتلال الصهيوني دفاعا عن الأقصى.
ج- دعوة السلطة الفلسطينية لوقف التنسيق الأمني مع الاحتلال
والواضح فإن المقاومة تعاملت بذكاء مع هذه الأزمة ، خاصة وإنها تعرف أن الاستفزازات الإسرائيلية لحكومة نتنياهو لن تتوقف ، وستتواصل خاصة وإنها تمتلك اجندات سياسية تسعى إلى استفزاز الفلسطينيين لكسب تأييد الشارع الإسرائيلي اليميني بقوة هذه الأيام.
بالإضافة إلى ذلك تعرف المقاومة أن الأوضاع السياسية والاقتصادية بالضفة الغربية صعبة للغاية ، الأمر الذي يزيد من دقة هذه الأزمة ويدفع حماس إلى التفكير قبل الخروج بأي جولة عسكرية مقبلة ضد إسرائيل .
تقدير استراتيجي
عموما ومع هذه التطورات فإن هناك استنتاجا استراتيجيا واضحا وهي أن وقت اشتداد الأزمات والجدال يدفعنا إلى ضرورة التفات جميع الفصائل إلى حقيقة واحدة وهي أن الوحدة باتت مطلوبة الآن أكثر من أي وقت مضى.
حفظ الله فلسطين ونصر شعبها المبارك في عموم الأرض.