غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

لقاءٌ على الطريقة (اليوسفية اليعقوبية)

الثمانينيّة أُم مَاهر يُونِس.. "الحضن الأول" بعد 40 عامًا من الاعتقال ومفاجأة من نوعٍ خاص!

أم ماهر يونس
شمس نيوز - مطر الزق

تنظر إلى عينيها فتجد تجاعيد الكِبر قد غطت وجهها، وبحر الدموع قد جف من عينيها، ولم يبقَ منه سوى قطرات ساخنة مليئة بالشوق والحنان، تُمسك بين ذراعيها صورة نجلها التي لم تفارقها منذ 40 عامًا، أما لسانها فيتمتم: "يا ابني هـ السنين إلي قضاها ماهر في السجن قضيناها احنا بالصبر والإيمان بقضاء الله وقدره -الحمد لله- على كل حال".

لم تتوقف أم ماهر يونس (88 عامًا) خلال مكالمة هاتفية مع مراسل "شمس نيوز" من نشر الضحكات وتوزيع الابتسامات، ولم يُسعفها طول العمر من استعادة التفاصيل الدقيقة عن لحظات اعتقال نجلها؛ لكن كل ما تتذكره أن نجلها ماهر المعتقل منذ (40 عامًا) كان يتمتع بالحب والسلام وتمسكه بأرضه ووطنه، وتقول: "والله ضيَّعنا يا خالتي".

أيامٌ قليلة تفصلنا عن فرحة أم ماهر باحتضان نجلها لأول مرة بعد اعتقال دام (40 عامًا) في سجون الاحتلال، كأطول اعتقال في العالم، تقول أم ماهر: "يا رب يطلع ماهر وأكحل عيوني فيه وأحضنه وأزوجه"، إذ أنه من المقرر أن يتم الإفراج عن ماهر يوم الخميس 19 يناير 2023 بعد نحو أسبوعين من حرية كريم يونس الذي قضى نفس مدة اعتقال ابن عمه.

تتحدث أم ماهر لـ"شمس نيوز" عن استعدادها لاستقبال نجلها، والفرحة والضحكات لا تفارقها مطلقًا، وتقول: "أعصابي هادئة جدًا، والانفعال الشديد يؤثر عليَّ؛ لذلك سأنتظر ماهراّ على أعصاب هادئة، - إن شاء الله ربنا بصبرنا وبثبتنا عند اللقاء-".

وتحاول أم ماهر استعادة رشاقتها قبل عشرات السنوات عندما كانت صبية يافعة، بكلمات تخرج من قلبها، علها تُلامس قلب نجلها: "سأزوجه وأفرح به قبل أن تصعد روحي إلى السماء، سأشير عليه بزوجة صالحة والقرار النهائي له".

وعن بيت ماهر للزواج، أوضحت والدته أن العائلة تمتلك بيوتاً كثيرة، وأراضي واسعة، وله الحق أن يختار المنزل المناسب، سواء كان منزلًا حديثًا أو على الطراز القديم، أو حتى قصرًا، تقول والضحكة تعلو شفتيها وممزوجة بفرحة كبيرة: "يمكن بنت الحلال اتغير عقلوا ويسافر برا البلد وبعدين يرجع".

لم تُلقِ أم ماهر بالًا للتهديدات الإسرائيلية بمنع الاحتفال بالإفراج عن ماهر بعد 40 عامًا من الاعتقال؛ لكنها أكدت في الوقت ذاته، أنها فلسطينية أبًا عن جد، فإذا لم ترفع علم فلسطين عاليًا خلال استقبال نجلها هذا لا يعني أنها ليست فلسطينية، إنما مجاراة للواقع الصعب الذي تعيشه العائلات الفلسطينية في الداخل المحتل.

"الناس لن تستجيب لتهديدات الاحتلال بعدم استقبال ماهر وتهنئته بعد 40 عامًا من الاعتقال، فبيوتنا مفتوحة للعالم كله، وأهلًا وسهلًا لمن أراد أن يهنئ ماهر" تقول والدته الثمانينيّة مستدركة بالقول: "فرحتنا بماهر لازم تكون بحذر؛ فالاحتلال غدار ونعيش في الداخل المحتل تحت سطوة المتطرفين، لذا لا نريد لهذه العصابات أن تفرح بقمعنا وكسر فرحتنا بماهر".

أمعنت أم ماهر النظر في صورة نجلها مرة أخرى، وعبر الهاتف شرحت مشاعرها، تقول: "عندما أنظر إلى ماهر في الصورة التي أمامي بعد 40 عامًا من الاعتقال، واللقاء المرتقب يوم الخميس القادم، أستذكر قدرة الله -عز وجل-؛ فكل من يملك الإيمان بالقضاء والقدر يسخِّر الله له الدنيا لتساعده وتقف إلى جانبه"، متمنية الفرج القريب لجميع المعتقلين في سجون الاحتلال.

وولد الأسير ماهر يونس في قرية عارة في المثلث الشمالي في فلسطين المحتلة، عام 1958 ميلاديًا ويُعد واحدًا من أقدم الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إذ اعتقل بتاريخ (6-1-1983) خلال فترة دراسته الأولى في جامعة "بن غوريون" بمدينة بئر السبع؛ وقد أدين بقتل جندي إسرائيلي مطلع ثمانينيات القرن الماضي، ضمن مجموعة ضمت كلا من الأسير المحرر الراحل سامي يونس، والأسير ماهر يونس الذي تحرر قبل أسبوعين بعد قضاء 40 عامًا في سجون الاحتلال.