قائمة الموقع

خبر "الأسرى المرضى".. أعداد تتزايد وعناق الجثث كابوس يلاحق الأمهات

2015-04-08T09:30:46+03:00

شمس نيوز/عبدالله مغاري

لم يكتفِ ذلك السجان بأكواب المر التي يسقيها يوميا لآلاف الأسرى الذين كبلت أياديهم داخل زنازينه المعتمة, ليخط بعدها بقلمه السياسي توقيعه الظالم على قائمة تجاوزت العشرة آلاف فلسطيني ممن حكم عليهم بالموت البطيء داخل سجون الاحتلال الإسرائيلي .

"1500" هذا هو الرقم الأخير الذي توصلت إليه مراكز الأبحاث والدراسات الخاصة بالأسرى, في إحصائية لأعداد الأسرى المصابين بالأمراض المزمنة داخل السجون الإسرائيلية, والتي تقبل الازدياد طالما استمرت مصلحة إدارة السجون في سياسة الاستهتار الطبي ومنع إجراء العمليات والفحوصات اللازمة للأسرى .

تزايد أعداد الأسرى المصابين بالأمراض وتردي حالتهم الصحية, جعل كابوس الخوف من الرحيل قبل عناق الأحبة يلاحق أحلام ذوي الأسرى ويزيدهم قلقا, كعائلة الأسير "معتز عبيدو" التي تتخوف من فقدان ولدها قبل رؤيته ,والذي لم يبقَ سوى سبعة أشهر للإفراج عنه، ليقول والد الأسير لـ"شمس نيوز": وضع معتز الصحي يزداد سوءً من وقت لآخر، وفي آخر زيارة له قال لي لا تزوروني بعد اليوم لأنني لن أتمكن من القيام عن سريري".

وأضاف: بقي سبعة أشهر لانتهاء محكومية معتز، ونتخوف من أن يصيبه مكروه قبل أن نراه في منزلنا وبيننا".

أريده حيا

لم تتمالك والدة الأسير "يسري المصري" أعصابها عندما شاهدت فلذة كبدها وقد أنهكه مرض السرطان, لتسقط أرضا في قاعة الزيارة داخل سجن نفحة, على بعد أمتار من ولدها الذي منعه الفاصل الزجاجي من عناقها لتذرف دموعها خلال حديثها لمراسل "شمس نيوز"، وتقول: حالة يسري صعبة، فهو مصاب بمرض السرطان في الغدة بالإضافة للالتهاب بالأمعاء, ويعاني من مشكلة في العامود الفقري وضعف شديد في النظر".

ما تتمناه والدة الأسير يسري والمحكوم عشرين عاما قضا منها اثنتي عشر، هو رؤيتها لأبنها حيا والجلوس معه حتى لو كلفها ذلك عمرها. وتردف بالقول: أنا أريد رؤية يسري قبل أن أموت، أريد أن أراه حيا وأضمه بين يديّ".

وتطالب والدة الأسير الجهات المعنية والمسئولون والمجتمع الدولي بضرورة العمل على الإفراج عن الأسرى من سجون الاحتلال الإسرائيلي وخاصة الأسرى المرضى وعدم انتظار إقامة بيوت العزاء لهم بدلا من خيام الاستقبال.

الاحتلال يتحمل المسؤولية

 الخبير في شؤون الأسرى رأفت حمدونة، أرجع سبب تزايد أعداد الأسرى المصابين بالأمراض في سجون الاحتلال الإسرائيلي, إلى استهتار إدارة مصلحة السجون في تقديم الرعاية الطبية اللازمة للأسرى بجانب منع دخول الوفود الطبية من الخارج.

وقال حمدونة لـ"شمس نيوز": يوجد في السجون الإسرائيلية حوالي 1500 حالة مرضية من بينهم مصابون بأمراض مزمنة كالقلب والسكري والضغط، وهذا التزايد الكبير ناتج عن حالة الإهمال الطبي للأسرى".

ونوه حمدونة إلى الاستهتار الكبير الذي تمارسه إدارة مصلحة السجون بحق الأسرى, بجانب عدم إجراءها الفحوصات الطبية اللازمة لهم, مشيرا إلى أن كثيرا من الأسرى قضوا محكومياتهم دون الخضوع لأي عملية فحص طبي طوال فترة الاعتقال.

ولفت الخبير في شؤون الأسرى إلى خطورة استمرار سياسة الاستهتار الطبي على حياة الأسرى، مما ينذر بتفاقم أوضاعهم الصحية أو استشهاد بعضهم.

ودعا حمدونة القوى الوطنية والإسلامية, والجهات الحقوقية والإعلامية إلى تفعيل قضية الأسرى, وعدم جعلها قضية موسمية يتم تفعيلها في يوم الأسير الفلسطيني فقط, لافتا إلى ضرورة استثمار انضمام فلسطين لمحكمة الجنايات الدولية في محاكمة الاحتلال وإنهاء معاناة الأسرى.

وقال: يجب أن يكون هناك حشد يوازي معاناة الأسرى في سجون الاحتلال, وأن لا تكون قضية الأسرى قضية موسمية، ومن الضروري العمل على المستوى الحقوقي والإعلامي إلى جانب القوى الوطنية والإسلامية".

وأشار "حمدونة "إلى أهمية التعاون مع الجهات العربية والدولية والمتعاطفين مع قضية الأسرى لإنهاء معاناتهم داخل السجون الإسرائيلية, منوها إلى ضرورة استخدام الصحفيين لأساليب جديدة تنقل الواقع الحقيقي للأسرى وتواجه الرواية الإسرائيلية التي تظهر الأسرى بأنهم مجرمون وأيديهم ملطخة بالدماء.

وكانت نتائج  دراسة معمقة أجراها مركز الأسرى للدراسات على عينة مكونة من 180أسيرا ممن يعانون حالات مرضية مختلفة، أظهرت ارتفاعا كبيرا للإصابة بمرض القلب بين الأسرى بنسبة 15 % ، والمعدة 14 % ، والضغط 12% ، والصدرية 12.7% ، والعظام 11.6% ، والعيون 8.3 % ، والكبد 6.1 % ، والكلى 5.5% ، والسكر 2.7 % ، والجلدية 2.7 % ، وأمراض أخرى بنسب متفاوتة .

اخبار ذات صلة