غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

تحليل فيديو منغيستو يحمل رسائل قوية لقادة الاحتلال.. فهل يُحرك المياه الراكدة لصفقة تبادل؟

أحد الجنود الإسرائيليين الأربعة المعتقلين لدى حماس في غزة
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

نشرت كتائب الشهيد عز الدين القسام الذراع العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، اليوم الاثنين، مقطع فيديو لم يتجاوز الـ 44 ثانية للجندي الإسرائيلي الأسير ابرهام منغيستو؛ لكنه وجّه رسائل قوية ومتعددة للاحتلال الإسرائيلي.

أهم رسائل الفيديو وفق ما يراه مراقبون لـ"شمس نيوز" موجهة لقائد أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد هرتسي هاليفي؛ بأن عليه تجاوز الفشل الذي لحق بسابقه كوخافي، إضافة إلى أن رسالة الفيديو تؤثر على المستوطنين الإسرائيليين في ظل توتر الأوضاع السياسية الداخلية للاحتلال.

صراع الرواية الصحيحة

المختص بالشؤون الأمنية والسياسية عبد الله العقاد، أشار إلى أن الفيديو يأتي في إطار صراع الأدمغة الذي تقوده المقاومة في غزة ضد جيش الاحتلال، من خلال الحفاظ على روايتها بشأن الجنود الأسرى، وفضح رواية الاحتلال.

وقال العقاد لـ"شمس نيوز": "إن الاحتلال منذ أن تمت عملية الأسر الأولى للجنديين هدار غولدن وشاؤول آرون، حاول جعل روايته بمقتل الجنديين خلال المعركة يقينًا لدى الإسرائيليين، ثم حاول زرع الشكوك بالصحة العقلية للجندي منغيستو باعتباره رجلًا مجنونًا وغير واعٍ".

وأوضح أن الفيديو الذي نشرته المقاومة أثبت بأن الجندي منغيستو يتمتع بصحة عقلية وبكامل وعيه، لافتًا إلى أن اهتمام المقاومة بما تملكه من جنود إسرائيليين معتقلين لديها يكشف مدى الاعتناء بهم من أجل مبادلتهم بأسرى فلسطينيين.

فيما يرى الكاتب والمحلل السياسي إياد القرا بأن فيديو منغيستو يعد خطوة جديدة من قيادة المقاومة للضغط على الاحتلال الإسرائيلي؛ بهدف تحريك ملف الجنود الأسرى الأربعة المعتقلين لديهم.

ويعتقد الكاتب القرا لـ"شمس نيوز" بأن هدف كتائب القسام من استخدام منغيستو في الرسالة المصورة هو كشف كذب ونفاق الإسرائيليين بأن الجندي ابراهام منغيستو يعاني من حالة نفسية صعبة، لافتًا إلى أن الفيديو كشف بأن منغيستو يتمتع بوضع صحي جيد، وحالته النفسية جيدة، ولا صحة للأخبار التي تشيعها وسائل إعلام الاحتلال.

وأشار إلى أن الرسالة الأخرى من الفيديو موجهة إلى عائلات الجنود الإسرائيليين وخاصة عائلة منغيستو؛ بضرورة التحرك والضغط على المستوى السياسي والعسكري لحكومة الاحتلال؛ لبدء عملية التفاوض لإتمام صفقة تبادل أسرى.

وأضاف القرا "إن الهدف الثالث من الفيديو هو رسالة موجهة إلى قائد أركان جيش الاحتلال الإسرائيلي الجديد هرتسي هليفي؛ بضرورة العمل لإتمام صفقة تبادل مع المقاومة بغزة للإفراج عن الأسرى، وإلا سيتحمل هو المسؤولية كغيره من قادة جيش الاحتلال عن فشل التبادل.

رسائل مهمة

يكمل القرا لـ"شمس نيوز": "هذا الفيديو حمل رسالة للاحتلال وجمهوره بأن المقاومة مصرة على كل ما تطلبه من صفقة مشرفة، لن تكون أقل من صفقة وفاء الأحرار، وأن الثمن الذي تمتلكه المقاومة يحتاج لذلك، وما يشيعه الاحتلال حول الأسرى غير صحيح".

ولفت إلى أن المقاومة حاولت خلال سلسلة متواصلة تأكيد رسالتها، وروايتها بأنها تملك جنودا دون الرد المباشر على رواية الاحتلال، من خلال رواية بديلة تبني رواية جديدة لدى الاحتلال.

وبالعودة إلى الكاتب العقاد الذي أشار إلى أن الرسالة من هذا الفيديو هي إحداث حالة إنجازات ونجاحات من خلال تراكم نقاط القوة، وتجميعها لتصل إلى مرادها.

وقال "قيادة الاحتلال تعيش حالة ضغط متواصل وتحدٍ أمني كبير، وهذا يثبت ويعزز قناعة الجمهور الصهيوني بهشاشة المنظومة الأمنية الإسرائيلية، وقدرة المقاومة على الاحتفاظ بالجنود لفترة طويلة دون الضغط عليها".

الاقتراب من صفقة تبادل

واعتقد المحللان بأن صفقة تبادل الأسرى كانت قريبة جدًا قبل الانتخابات الإسرائيلية الأخيرة؛ لكن الاحتلال أفشلها.

الكاتب العقاد ذكر أن الملف كان حاضرًا في فترة وجود كوخافي، وكادت أن تكون هناك صفقة مرحلية قبل الانتخابات الأخيرة التي فاز بها رئيس الحكومة الجديد بنيامين نتنياهو.

أما القرا يقول: "إن الحديث عن صفقة التبادل ضمن خطوط عريضة وضعتها قيادة حركة حماس في قطاع غزة، مرتبطة بشكل مباشر في الجنديين منغيستو وهشام السيد، بالإضافة لمعلومات عن هدار جولدن وشاؤول آرون، إن كانا أحياء أو أمواتا".

ويعتقد الفرا أنه إذا كان الجنديان جولدن وآرون أمواتا فإن المقاومة ستكتفي بالإفراج عن أسرى مرضى، وأطفال ونساء، وكبار السن، وأسرى قدامى، بينما إذا كان الجنديان أحياء فإن الثمن سيكون كبيرًا لصالح الأسرى الفلسطينيين المعتقلين في السجون الإسرائيلية.