بداية رأس السنة الكنعانية الفلسطينية :
إلى الباحثين في هذا المجال ، هذه فكرتي وعلينا استكمال البحث في هذه الفكرة .
ظهرت الحضارة الكنعانية قبل ميلاد المسيح بسبعة ألاف عام أي قبل تسعة ألاف عام تقريبا . مدينة أريحا الكنعانية تجاوز عمرها عشرة ألاف عام وتعد من أقدم مدن العالم كما يرى كثير من الباحثين ، وكذلك مدينة غزة التي دخلت الألفية الثامنة من عمرها . طبعا في هذه المنطقة التي هي فلسطين ولبنان وأجزاء من غربي سوريا والأردن ، هي أرض كنعان ، لكن كاتب التوراة ، العهد القديم ، استبدل كلمة كنعان بكلمة سورية أو فلسطين أحيانا ، وقد طالب كاتب التوراة بإبادة الكنعانيين ثم إبادة الفلسطينيين أيضا ، رغم ذلك استولى اليهود على مفردات الحضارة الكنعانية الفلسطينية ونسبوها لهم ، مثل استخدام الشقلة . هنا تداخلت الحضارات وتبادلت المعارف ، مثلا وحدة الوزن الشقلة أو الشاقل هي عملة سومرية أشورية كنعانية ، حتى أننا نجد الفلاح الفلسطيني يستخدم كلمة شقلة في كثير من الأحيان للتعبير عن وحدة كفة ميزان.
كذلك اعتمدت الحضارة السومرية والأشورية والكنعانية أشهر السنة التي كان معمول بها لدي الكنعانيين والتي هي أصلا شهور يمنية كان معمول بها في اليمن قبل الهجرات القبائلية من اليمن التي يحدد زمانها البعض بعشرة ألاف سنة قبل الميلاد ، ولا زال معمول بهذه الشهور بنفس الأسماء لدى القبائل اليمنية - لكن الحكومة تستخدم أسماء الشهور اللاتينية الميلادية : يناير وفبراير - وكانت هجرت هذه القبائل اليمينة العربية إلى الشام والعراق ومصر وشمالي أفريقيا وإلى أماكن أخرى كثيرة ،وبما أن اليهود أصلا هم قبائل يمنية وقد هاجرت من اليمن فقد اشتركت مع القبائل العربية في استخدام أسماء شهور التوقيت اليمني مع بعض التغييرات البسيطة ، وقد تحول التقويم عندهم إلى القمرية وليس الشمسية كما هو في الأصل اليمني. هنا احتفظ الكنعانيون الفلسطينيون بإرثهم اليمني القديم والتي عملت بها أيضا الحضارات الآشورية والسومرية وقبيلة كنعان الفلسطينية وهي الأشهر التالية : نيسان ، أيار ، حزيران ، تموز ، آب ، أيلول ، تشرين الأول ، تشرين الثاني ،كانون أول ، كانون ثاني ، شباط ، آذار . نلاحظ أن الكنعانيين الفلسطينيين قد اهتموا بتعادل زمن الليل والنهار في شهر آذار وذلك يوم 21 آذار ، لهذا أقترح أن يكون يوم 21 آذار هو يوم رأس السنة الكنعانية الفلسطينية ، وهو عيد قومي فلسطيني كنعاني وذلك بمرور 7223 سنة ، تقريبا ، على وجودنا هنا على هذه الأرض ، وهنا أطالب وزارة الثقافة الفلسطينية ووزارة التربية والتعليم الفلسطينية أن تتخذ من هذا اليوم عيدا لرأس السنة الفلسطينية الكنعانية ، حيث تقام الاحتفالات في المدارس والجامعات ، لمرور سبعة ألاف عام على وجودنا هنا على هذه الأرض .
ملاحظة : هذا التوجه لا يعني انفصال الفلسطيني عن أمته العربية ، نحن أكثر التزاما بالفكر القومي العربي وأكثر التصاقا بأمتنا العربية ، لكن هنا ضرورة البحث والمواجهة ، نحن هنا في فلسطين نواجه حملة مسعورة تقودها الزيونية العالمية ضد وجودنا في وطننا فلسطين ، إذن لا بد من المواجهة الثقافية ، والضرورات هنا تلزمنا بالخروج قليلا عن المألوف حتى لا يتذرع البعض بتوجيه اتهام هنا أو هناك .