قائمة الموقع

عرسٌُ وطنيٌ فلسطينيٌ جديد

2023-01-19T07:54:00+02:00
الأسير ماهر يونس.jpeg
قلم/ تامر الزعانين

أربعون عامًا كتبت بماء الصبر والصمود القائد الكبير ماهر يونس هذا الجبل الفلسطيني الذي وقف سدًا منيعًا أمام الكثير من المؤامرت الصهيونية رافضًا كل الإغراءات المادية وقال الوطن أغلى مما نملك، سلامٌ لك وأنت ترسم بريشة الصبر ذلك الوطن الجميل المزين بالناقورة شمالًا مرورًا بمسقط رأسك المثلث مرورًا بجنين الثائرة التي لم تهدأ دفاعًا عن الأرض والعرض، فنابلس جبل النار وطولكرم وتزينها بعاصمة الأحرار وقبلة الثوار القدس الشريف وبيت لحم ورام الله والأغوار إلى غزة المحاصرة وصولًا للنقب المهجر المسلوب، أربعون عامًا كانت كفيلة بتحطم كل مؤامرات المجرم إيتمار بن غفير أمام صخرة الصمود والصبر التي تمتلكها ٱنت وإخوانك الأسرى الذين تركتهم خلفك برسالة الوطن، فاليوم تلتقي برفيق دربك وابن عمك كريم خارج أسوار الظلام بين الأشجار وتمشي حرًا طليقًا بعيدًا عن العتمة والأصفاد وإغلاق الأبواب الساعة الخامسة مساء، اليوم تحتضنك أمك ذلك الحضن الدافئ الذي انتظرك الأربعون عامًا ولم يكل أو يمل وهي تتنقل بين السجون وترى أصناف العذاب والتفتيشات والويلات، وهي تعد السنوات والأشعر والساعات بفارغ الصبر.

فكان القائد ماهر يونس عكس ما تمنى المحتل فحمل سلاحه مع رفيق دربه كريم يونس، وقاموا بتنفيذ عملية فدائية في العام 1982م فحكم بالمؤبد وبعد الإستئناف حدد مؤبده لـ 40 عامًا، فلم تثنه سنوات السجن الطوال عن مواصلة الطريق أو الحياد والمهادنة، فوقف سدًا منيعًا لكل مخططات الإحتلال وإدارة سجونه، وبنى مع رفاق دربه الأسرى الحركة الوطنية الأسيرة بأمعائه الخاوية وبنضاله وصموده وصبره، وحافظ على هذا البناء والإرث الوطني الفلسطيني الذي سيبقى يدرس للأجيال، وكان له بصمة واضحة في كل منجزات الحركة الأسيرة، وساعد إخوانه الأسرى في تربيتهم ومساعدتهم والنهوض بهم حتى أصبح أيقونة وطنية وقامة فلسطينية تفتخر بها الأجيال.

مرت السنوات الطوال واتفاقية أوسلو عام 1993م وصفقات تبادل مع المقاومة فلم تشمله، ولم يكن اسمه يدرج بين الأسماء، ولم يفارقه الأمل رغم فقدان الأب رحمه الله.

اليوم هو عرسٌ وطني وفلسطيني بتحررك أيها القائد، فتحررك اليوم يعطي بارقة أمل وبصيص حرية لأولئك الأسرى.. إخوانك ورفاقك الذين تركتهم خلفك، ونحن نعلم كم هو صعب عليك فراقهم.

دمتم رمزًا وذخرًا وشرفًا وقامًة وطنيًة ليس لفلسطين وحدها بل لكل حر وشريف على هذه الأرض، فتضحياتك ونضالك وصمودك وصبرك يجب أن يدرس ويكتب ليكون نبراسًا وضيًاء لكل مقاومٍ يدافع ويؤمن بعدالة قضيته وأرضه.

اخبار ذات صلة