أصدر مركز "الشام للدراسات والبحوث"، اليوم الأحد 22 يناير 2023 الجزء الرابع من موسوعة الدكتور وليد القططي عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين التي تحمل عنوان "تراجيديا فلسطينية".

ويوثق الجزء الرابع من كتاب د. وليد القططي، مجموع ما كُتب من مقالات للدكتور وليد على مدار عامين كاملين ابتداء من يناير 2021 حتى نهاية ديسمبر 2022، إذ يقدم أكثر من مائة مقال عبّرت عن محطات فكرية وسياسية واجتماعية عصفت بالمشهدين الفلسطيني والعربي خلال الفترة المذكورة.

ويُعد الجزء الرابع من كتاب تراجيديا فلسطينية، حلقة من حلقات المشروع الفكري والثقافي الذي بدأها الكاتب بثلاثة أجزاء سابقة صدرت على عدة مراحل؛ ويضم الجزء الرابع مجموع ما كُتب من مقالات على مدار عامين كاملين ابتداء من يناير 2021 حتى نهاية ديسمبر 2022.

ويقول الكاتب الذي اشرف على عملية الإعداد والجمع للموسوعة د. ثابت العمور "يمتاز هذا الكتاب بخصوصية لم تتكون فقط نتيجة تغطية الكتاب لأحداث ومواضيع فلسطينية سُمّيت (تراجيديا فلسطينية)؛ لكنها خصوصية المرجعية الفكرية والحركية للكاتب؛ فالمسكوت عنه في هذا الكتاب أن مجموع ما جاء من مقالات وأفكار محكومة بوجهة نظر ورؤية إسلامية أولا وبمرجعية حركية تنتمي لحركة الجهاد الإسلامي ثانيا؛ فالكاتب الدكتور وليد القططي عضو مكتب سياسي لحركة الجهاد الإسلامي. وهذا الموقع الحركي يُضفي على الكتاب خصوصية مختلفة ومردّ الاختلاف سببين: الأول أن الأجزاء السابقة كُتبت في موقع حركي مختلف للكاتب، والثاني أن عين الكاتب أثناء الكتابة كانت ترى بعين الجهاد الإسلامي وقلمه يَقصد تقديم فكر حركة الجهاد الإسلامي.

ويشتمل الكتاب على جملة محددات وعناوين خُصصت واختصت بحركة الجهاد الإسلامي؛ منها الجهاد الإسلامي واستراتيجية المقاومة المستمرة؛ والوحدة الاسم الآخر لرمضان شلح؛ والحركة الوطنية والجهاد الإسلامي بين الانسجام والتمايز؛ وحزب الله والجهاد الإسلامي الفكر والمقاومة؛ والجهاد الإسلامي والإسلام الآخر، والشقاقي وفلسطين بين فقهي الانتظار والثورة. هذه العناوين وغيرها وموقع الكاتب تجعل من هذا الكتاب أحد أدبيات حركة الجهاد الإسلامي التي تستحضر متغيرات المشهدين الفلسطيني والعربي وتقدم قراءتها ومواقفها الخاصة والمبتكرة دون أن تحيد عن مدرسة الدكتور الشهيد فتحي الشقاقي رحمه الله.

وفي ختام المقالة ننشر رابط تحميل كتاب تراجيديا فلسطينية PDF (اضغط هنا)

كما، ويُجيب الكتاب عن سؤال مهم لكل مهتم بفكر الحركة الإسلامية وممارساتها؛ فهو يسد خانة مهمة في باب أدبيات الحركة الإسلامية عموما وأدبيات حركة الجهاد الإسلامي على وجه الخصوص؛ فتجده يتعرض لحلف القدس.. إيران والجهاد الإسلامي نموذجا؛ ثم يقدم الحرية في فكر الجهاد الإسلامي؛ ويعود بالمشهد جغرافيا حيث أفغانستان وفكريا حيث طالبان وتاريخيا إلى الجبرتي والشقاقي. ورغم وقوف حركة الجهاد الإسلامي على مسافة من السلطة والحكم إلا أن هذا الوقوف لم يمنع الكاتب من تقديم وجهة نظر فكرية وسياسية عنوانها الحركة الإسلامية ومعضلة أطروحة الحكم، ومن مناقشة بعض أزمات الحركة الإسلامية الفكرية المعاصرة كالتعامل مع التراث ومفهوم الحاكمية وغيرها.

في هذه التراجيديا تجد مسارا موجها معلوم الوجهة سلفا لا حساسية لديه عندما يوغل في الفكر فيذهب حيث العلاقة بين الجهاد الإسلامي والإخوان بين الامتداد والتجاوز. ثم يأخذك الى معادلة موضوعية تتعلق بمحددات الالتقاء بين الكاتب وبين الشقاقي رحمه الله، فكلاهما من مشكاة واحدة وكلاهما أفرد للكتابة والفكر مساحة كافية رغم كثرة الأعمال والمهام؛ التقيا في جرأة الطرح، فهل كان القططي مُفسراً لفكر الشقاقي فقط أم مُكّملا ومُطّوراً له؛ إن هذا الكتاب يأخذك الى سؤال أين التقى الكاتب بالشقاقي؛ وكيف وأين التقت أجزاء التراجيديا الفلسطينية الأربعة مع رحلة الدم الذي هزم السيف.

ويُقدم الجزء الرابع من - تراجيديا فلسطينية - أكثر من مائة مقال عبّرت عن محطات فكرية وسياسية واجتماعية عصفت بالمشهدين الفلسطيني والعربي خلال الفترة التي تحتويها صفحات هذا الكتاب والتي تبدأ من مطلع العام 2021 وتنتهي بنهاية العام 2022.

يبدأ الكتاب من سؤال (لماذا حتمية تجديد التراث الإسلامي؟)، وينتهي بعنوان (بين عامين.. أوهام وحقائق فلسطينية)؛ مرورا بالسنة والشيعة التعايش بدل التقريب أو الصراع؛ ثم يعرج على فلسطين بين إمامين؛ مستدعيا ميشيل عفلق الإسلام برؤية قومية. ولم يُغفل سؤال ماذا خسر المسلمون بعزل المعتزلة؟، ليحط الرحال في اليمن معلنا أن في اليمن شيءٌ لا يفهمه آل سعود.

لم تمنع معركة سيف القدس ضروراتها ومقتضياتها مواصلة الكتابة فبينما كانت مرابض الصواريخ تزأر؛ كان الجزء الرابع يتزود بسلسلة عناوين منها؛ "بعد سيف القدس نغزوهم ولا يغزونا"؛ ويستشرف "هل ستكون سيف القدس الحرب قبل الأخيرة". ويروي كيف غفا حارس الأسوار وقت الحراسة. مستحضرا حركة الجهاد الإسلامي من الحرية وفلسفة المقاومة الى كتيبة جنين ونظرية تثوير الجماهير.

إن انزياح - الجزء الرابع- نحو الفكر والسياسية لم يمنع استدعاء الأدب والحرافيش، ولم يُغفل المقاومة بالدراما، ولم تغب المرأة الفلسطينية فنعى شيرين أبو عاقلة، وكتب عن سميح حمودة الوعي والثورة. وتوقف عند معركة وحدة الساحات وتساءل" لماذا الحرب على الجهاد الإسلامي؟".