الكثير من وكالات الأنباء المسموعة والمرئية والمقروءة تقع في خطأ تاريخي خطير، إما عن جهل أو فزلكة زائدة، فيعربون "تل أبيب" إلى "تل الربيع"، وفى كلا المصطلحين تعزيز للرواية الصهيونية، فـ"تل أبيب" هو اسم الحي الذي أسسه بعض القادمين من اليهود إلى يافا عام ١٩٠٩/ ١٩١٠م إبان الحكم العثماني للمدينة، وبعد عام ١٩٤٨م تضخم هذا الحي وتحول إلى مدينة "تل أبيب"، بعد التهام أراضي سبع مناطق وقرى يافا وبيارات برتقالها، وحول يافا إلى مدينة هامشية.
واسم تل أبيب هو اسم صهيوني بامتياز، حيث استوحاه رواد الحركة الصهيونية من رواية بعنوان (الأرض القديمة الجديدة) واسمها بالألماني "آلت نيولاند" والتي كتبها أبو الحركة الصهيونية " ثيودور هرتزل "مع بداية حلمه الأول بتكوين دولة لليهود.
وتحقق الحلم الصهيوني، وأسس حي تل أبيب المستوحى من الرواية، وكبر الحي وأصبح مدينة اعتبرت عاصمة مطامعهم وأحلامهم، وقام الصهاينة تحقيقا لحلمهم الأكبر بمحو قرى وأحياء يافاوية عن الخارطة منها (ساقية ، الجماسين، أبو كبير، سلمة، صميل، الشيخ مونس، المنشية، سارونا، السافرية، العباسية، فجة، عرب السوالمة، الحميدية، يازور، كفر عانة، الخيرية، بيار عدس، أرسوف، الحرم سيدنا على).
ووقوفا منا ككتاب من ناحية، ولاجئي يافا من ناحية أخرى أمام محاولات الطمس والتهويد الممارسة حتى بعد أكثر من سبع عقود، نكتب لنؤكد أن "تل أبيب" ليس تل الربيع، بل هي كيان استيطاني احلالي جثم على أراضي يافا العتيقة.