أكد الخبير الاستراتيجي والعسكري العميد اللبناني المتقاعد أمين حطيط أن المجزرة التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين سيكون لها تداعيات جسيمة على المستوطنين الإسرائيليين، إذ أن المقاتلين في فلسطين لن يُمرروا الجريمة مرور الكرام دون عقابٍ شديدٍ.
وقال العميد ركن لـ"شمس نيوز": "إن الهدف الإسرائيلي من مجزرة جنين هو تغيير قواعد الاشتباك في الضفة المحتلة بشكل عام، وجنين بشكل خاص، بعد تصاعد وتطور أداء المقاومة خلال العام الماضي".
وأوضح أن عملية اقتحام جنين لم تتوقف على مشاهد القتل والتدمير والتفجير، بل كانت عملية متعددة الأشكال والأهداف، من أبرزها الترويع والترهيب لإخضاع مخيم جنين رغم الثمن الباهظ الذي دفعه أبناء المخيم.
وأشار إلى أن الاحتلال فشل بتحقيق أهدافه في مخيم جنين؛ بسبب صمود أبناء المخيم رغم ما قدموه من تضحيات كبيرة وعظيمة يفتخر بها.
وشدد على أن محاولات الاحتلال لاجتثاث المقاومة في الضفة أو فلسطين، وكبح جماحها هو حلم للعدو لا يمكن إدراكه، لافتًا إلى أن العدو حاول كثيرًا ترويض المقاومة واحتواءها؛ لكنه فشل في تحقيق هدفه بل زادت المقاومة قوةً وتطورًا.
ولفت حطيط إلى أن المقاومة شهدت تطورًا جديدًا في ساحة الميدان من حيث النوعية والتأثير والعمق لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، مشددًا على أن محاولة الاحتلال كبح جماح المقاتلين هو قول ساقط في أصله، وأنَّ المقاومة أقوى من أن يتم احتوائها أو قمعها.
وأشار إلى أن المقاتلين في جنين وجميع مدن قرى الضفة الذين أرعبوا الاحتلال سيكون لهم كلمة الفصل، بالشكل الذي يرونه مناسبًا، معتقدًا بأن رد المقاومة سيكون درسًا قاسيًا لن ينساه العدو مطلقًا.
وفيما يتعلق بالمقاومة في قطاع غزة الذي حذرت الاحتلال من نفاد صبرها على جرائم العدو في جنين، يرى العقيد حطيط أن المقاومة في غزة ستراقب الأوضاع في جنين عن كثب، ولن تبادر للتدخل؛ إلا إذا تطلب الموقف ذلك.
وأضاف: "المقاومة في غزة ستحدد موقفها من التدخل أو عدم التدخل وفقًا لقرارات المقاومين في الضفة، الذين يملكون زمام المبادرة الآن سواء بتوسيع ميدان المواجهة للرد على الجريمة الإسرائيلية".
واستشهد 10 فلسطينيين بينهم مسنة وأصيب 20 فلسطينيا بجروح وصفت بين المتوسطة والخطيرة، صباح اليوم الخميس، برصاص قوات الاحتلال الإسرائيلي التي اقتحمت بأعداد كبيرة مخيم جنين، في حين تصدت المقاومة ببسالة لعدوان الاحتلال.
وبحسب وزارة الصحة، فإن 10 فلسطينيين استشهدوا بإصابات مباشرة بالرصاص الحي لقوات الاحتلال، فيما سجلت إصابات بالاختناق في صفوف المرضى بينهم أطفال داخل مستشفى جنين الحكومي، نتيجة إطلاق قوات الاحتلال قنابل الغاز تجاه المستشفى الذي قامت باقتحامه.
وأطلقت الفصائل والقوى الوطنية والإسلامية دعوات في مختلف محافظات الضفة الغربية لإغلاق المحال التجارية وأعلنت الإضراب الشامل تضامنا مع جنين ومخيمها، فيما توجه طاقم طبي من نابلس إلى جنين لمساعدة الطواقم هناك في ظل الظروف الصحية الصعبة.
ودمرت قوات الاحتلال نادي مخيم جنين الذي تشهد ساحاته بيوت عزاء الشهداء، كما دمرت مركبات للمواطنين وجدران منازل، من بينها منزل مؤسس "كتيبة جنين" جميل العموري.
وتصدت المقاومة في جنين للعدوان الإسرائيلي ببسالة، إذ أعلنت "كتيبة جنين" التابعة لسرايا القدس إن مجاهديها خاضوا اشتباكات عنيفة مع القوات المقتحمة وفجروا عبوات محلية بآليات الاحتلال.
وأفاد شهود عيان، بان عدى إصابات وقعت في صفوف الجيش وتم نقلها عبر سيارات اسعاف إسرائيلية، الأمر الذي نفاه بيان الجيش الذي عادة ما يتكتم على خسائره البشرية والمادية.
