قائمة الموقع

في معركة الإرادة والمصير...كلنا مشاريع شهادة

2023-01-26T22:30:00+02:00
شهداء جنين اليوم 1.jfif
بقلم/ محمد إسماعيل

كان القلب يخفق مع سماع نبأ ارتقاء كل شهيد...نفتش ونبحث عن الأسماء...وجنين تزداد تألقا ونورا وشعاعا...

كيف يحمل الشهداء الشهداء...وكيف يودع الشهداء الشهداء...

في موكب الشهادة والعشق...يتقدم الفارس تلو الفارس...لا ترى سوى الابتسامات...والطمأنينة والسكينة ترتسم وتعلو الوجوه النيرة...والأرواح المتألقة...

والقدس فتحت ذراعيها تستقبل طلائع الفاتحين من جنين....

والجبال اكتست بحلة خضراء إيذانا بالفتح المبين...وانطلاق ركب العاشقين...بتوقيت جنين...وبأمر الأمين...

اليوم وبعد المعركة في جنين وارتقاء شهدائنا... لابد من كلمة يسمعها القاصي والداني .

أولا: لا تعدوا ولا تحصوا علينا شهداءنا...ففي معركة الإرادة...كلنا مشاريع شهادة...ونحن في هذه المعركة جاهزون أن نقدم أرواحنا وكل ما نملك...فنحن أصحاب ثقافة الدم الذي هزم السيف.. نحن أبناء وإخوة فتحي الشقاقي ورمضان عبد الله ومحمود الخواجا ومحمود طوالبة وبهاء أبو العطا وإياد حردان وخالد منصور وتيسير الجعبري وجميل العموري...عشاق شهادة لا نهاب الموت...لا نبالي أوقعنا على الموت أو وقع الموت علينا.

ثانيا: إن التغول الصهيوني ووحشيته إن دل على شيء فإنما يدل على حجم مأزقه الأمني والسياسي والعسكري أمام صمود مقاومينا وإرادتهم... وتدمير مشروعهم السياسي في الضفة الغربية وبما تمثله حركة الجهاد الإسلامي من تهديد استراتيجي حقيقي للعدو.

ثالثا: إن تفاصيل المواجهة تدل على حجم التطور العسكري لدى مقاتلي سرايا القدس رغم قلة الإمكانات في مواجهة الآلة العسكرية الصهيونية وإمكانياته العسكرية والأمنية والتكنولوجية المتطورة.. وهذا يعبر عن تراكم الخبرات لدى المقاتلين الذين يقاتلون بإمكانياتهم المتواضعة.

رابعا: أكدت المعركة على وحدة الساحات... فالعدو يعمل في جنين وعيونه وطائرات استطلاعه ووسطائه في غزة...ففي كي الوعي يدرك العدو أن جنين وغزة ساحة واحدة...ويدرك أن ساحة المحور خارجيا مع جنين الضفة وغزة داخليا هي ساحة واحدة...لذلك أربكت هذه المعادلة حسابات العدو...ويبقى قرار الرد وآلياته وطبيعته وتوقيته بأمر القيادة وتقديراتها التي نثق ونطمئن لها.

ختاما...نعلم أن جرحنا عميق...كما نعلم أننا أهل الصبر والبصيرة...وصبرنا وبصيرتنا أن دور حركة الجهاد الإسلامي وسرايا القدس في هذه المرحلة من أعظم وأخطر الأدوار في التاريخ الفلسطيني الحديث...في ظل التهديدات التي تهدد قضيتنا... ومشاريع التسوية التي تحاول القضاء على كل ما هو مقدس...وتهويد القدس والسيطرة على المسجد الأقصى...وترويض كل المجاهدين والأحرار...فما يقدمه أبناء الجهاد والسرايا يستحق وبجدارة كل هذه التضحيات الجسام

اخبار ذات صلة