شمس نيوز/دمشق
أعلن عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني الخميس، توافق ابرز الفصائل الفلسطينية في مخيم اليرموك على عملية عسكرية بالتنسيق مع النظام السوري لاخراج تنظيم الدولة "داعش" بعد سيطرته على اجزاء واسعة من المخيم.
وقال مجدلاني في مؤتمر صحافي عقده في دمشق، "إن دخول التنظيم المتطرف أطاح بالحل السياسي، و"وضعنا امام خيارات اخرى لحل امني نراعي فيه الشراكة مع الدولة السورية صاحبة القرار الاول والاخير في الحفاظ على امن المواطنين".
وأشار إلى أن "الجهد الفلسطيني هو جهد تكاملي مع دور الدولة السورية في تطهير المخيم من الارهاب".
وبدا أن دمشق تستعد لعملية عسكرية في مخيم اليرموك بعد سيطرة تنظيم الدولة على أجزاء واسعة منه، فيما عشرات آلاف الاشخاص عالقون في المخيم وسط ظروف انسانية قاسية جدا.
وأعلن وزير المصالحة الوطنية السوري علي حيدر أمس الاربعاء، ان الوضع الراهن في مخيم اليرموك في جنوب دمشق يستدعي "حلا عسكريا".
وقال بعد اجتماعه مع عضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية احمد مجدلاني الذي يزور دمشق في محاولة لايجاد حل للاوضاع في المخيم، "الاولوية الان لاخراج ودحر المسلحين والارهابيين من المخيم، وفي المعطيات الحالية لا بد من حل عسكري، ليست الدولة هي من تختاره ولكن من دخل المخيم وكسر كل ما قد توصلنا اليه".
وشن تنظيم الدولة في الاول من نيسان/ابريل هجوما على مخيم اليرموك وتمكن من السيطرة على اجزاء واسعة اثر اشتباكات عنيفة مع مسلحين فلسطينيين ينتمون بمعظمهم الى فصيل قريب من حركة حماس الفلسطينية. وبات التنظيم الجهادي يتواجد للمرة الاولى على بعد ثمانية كيلومترات من دمشق.
واندلعت المعارك في مخيم اليرموك في ايلول/سبتمبر 2012، وتمكنت مجموعات من المعارضة المسلحة من السيطرة عليه، بينما انقسمت المجموعات الفلسطينية المقاتلة داخله مع النظام وضده. وبعد اشهر من المعارك، أحكمت قوات النظام حصارها على المخيم الذي بات يعاني من ازمة انسانية قاسية في ظل نقص فادح في المواد الغذائية والادوية، ما تسبب بوفاة نحو مئتي شخص، وفق المرصد السوري لحقوق الانسان.
إلا أن دخول التنظيم المعروف بـ"داعش" إلى المخيم أثار الرعب في نفوس سكانه الذين فر اكثر من 2500 منهم في اتجاه احياء ملاصقة بعد تسهيلات من قوات النظام لعبورهم، فيما بدا أن الأمر الواقع الجديد وحد الفصائل الفلسطينية ضد التنظيم المتطرف.
وكان عدد سكان مخيم اليرموك قبل بدء النزاع السوري في منتصف آذار/مارس 2011، نحو 160 الفا، وتراجع قبل هجوم "داعش" الى نحو 18 الفا.
وتحدث مفوض المساعدات الإنسانية وإدارة الأزمات في الاتحاد الاوروبي "خريستوس ستيليانيدس" عن الوضع في مخيم اليرموك، قائلا، بحسب ما نقل عنه بيان رسمي، "إن معاناة المدنيين في مخيم اليرموك قد وصلت إلى مستويات لا تحتمل".
وأعلن البيان تقديم مساعدة من الاتحاد قيمتها "2,5 مليون يورو" كـ"تمويل طارئ" لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (اونروا)، من اجل المساعدة على انقاذ حياة اللاجئين الفلسطينيين في سوريا.