أكد أستاذ العلوم السياسية في جامعة بيروت د. طلال عتريسي، أن عملية القدس البطولية شكلت ضربة قوية وقاسية لقدرات الردع الإسرائيلية والأمنية والاستخبارية، وتؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة؛ بكل أحوالها لن تكون في مصلحة العدو.
وأوضح د. عتريسي في حوار مع "شمس نيوز" أن عملية القدس حملت رسالة للعدو بأن الشعب الفلسطيني لا يمكن أن يسكت على جرائم الاحتلال التي تسفك دماء الفلسطينيين في كل الساحات سواء في الضفة أو غزة أو القدس أو الداخل المحتل، مع الإشارة إلى أن العملية وجهت صفعة قوية للمتطرفين في حكومة بنيامين نتنياهو بأن غبائهم تسبب بفتح "عش الدبابير" في فلسطين.
وأشار إلى أن العملية تحمل ثلاثة أبعاد تتمثل، أولها أن الاعتداءات الإسرائيلية التي حصلت في جنين لن يسكت عليها الشعب الفلسطيني الذي قام بالرد بطريقة قاسية ومؤلمة باعتراف الاحتلال الإسرائيلي الذي اعترف بأن عملية القدس عملية كبيرة ومؤلمة جدًا.
ولفت د. عتريسي إلى أن البعد الثاني يتمثل بسياسة المتطرفين المتشددين في حكومة بنيامين نتنياهو، أبرزهم المتطرف ايتمار بن غفير، الذي يحاول فرض منطق جديد باقتحام الأقصى واستفزاز الفلسطينيين.
وأشار إلى أن عملية القدس جاءت للرد مباشرة على سياسة بن غفير في الأقصى ومدن القدس، قائلًا: "انقلب السحر على الساحر، وارتفعت الأصوات من داخل حكومة الاحتلال لطرد بن غفير بعد أن فتح عش الدبابير على المستوطنين".
وفيما يتعلق بالبعد الثالث لعملية القدس أكد أن المقاومة الفلسطينية لم تعد متوقفة عند قطاع غزة أو جنين بل أصبحت المقاومة حالة عامة في كل أنحاء فلسطين، وهذا الأمر يُربك الاحتلال حسابات الاحتلال الإسرائيلي كثيرا وسيعمق أزمة حكومة نتنياهو التي قد لا تستمر طويلا في إدارة الحكم.
وفيما يتعلق بالسيناريوهات المتوقعة من الاحتلال الإسرائيلي كرد على عملية القدس قال: "إن حجم الخسائر الكبير في صفوف المستوطنين أربك حسابات العدو، لذلك يفكر العدو برد قوي وواسع يستعيد من خلاله معنوياته التي فقدها خلال العملية البطولية".
وأوضح أن الساحة السياسية للاحتلال الإسرائيلي ستتأثر بشكل كبير لا سيما الشخصيات اليمينية المتطرفة مثل بن غفير، لافتًا إلى أن قادة الاحتلال سيحملون المتطرفين في حكومة نتنياهو مسؤولية الرد الفلسطيني على الجريمة التي ارتكبت في جنين.
ويرى أن العدو أمام أكثر من سيناريو، إما أن يلجأ لاعتداءات جديدة يعيد الاعتبار والثقة بنفسه وبجيشه، وإما أن ينكفئ ويكتفي بالرد على أهل منفذ العملية.
واستبعد د. عتريسي أن يفكر العدو برد واسع يشعل مواجهة جديدة مع فصائل المقاومة الفلسطينية، قائلًا: "صحيح أن يد العدو مغلولة نسبيا، فمهما كان الرد حتى لو كان بقتل النساء والأطفال فإن ما جرى ضربة قوية وقاسية للعدو ستؤسس لمرحلة جديدة من المواجهة وهي في غير مصلحة العدو".
ومن الجدير ذكره أن وسائل إعلام الاحتلال الإسرائيلي أكدت مقتل 8 مستوطنين صهاينة مساء اليوم الجمعة وإصابة أكثر من 14 آخرين بجراح مختلفة في عملية إطلاق نار بطولية في مدينة القدس المحتلة نفذها الشهيد خيري علقم من مدينة القدس.