قائمة الموقع

عمليات "الثأر لجنين".. رسائل أوصلتها "الذئاب المنفردة" إلى عقر دار العدو

2023-01-28T15:38:00+02:00
ُأر جنين
شمس نيوز - محمد أبو شريعة

ساعات قليلة مضت على جريمة الاحتلال في جنين، حتى فاجأتهم القدس المحتلة بعمليتي إطلاق نار أدت الأولى إلى مقتل 8 مستوطنين وإصابة 10 آخرين، وقبل أن يفيق العدو من الصدمة، جاءت الثانية في سلوان وأدت إلى إصابة مستوطنين.

ويرى مراقبون أن العمليتين أوصلتا العديد من الرسائل في مختلف الاتجاهات، أهمها أن الشباب الفلسطيني يتمسك في وحدة الساحات الفلسطينية، ولا يمكن فصل أو عزل هذه الساحات عن بعضها البعض.

رسائل مهمة

الكاتب والمحلل السياسي ذو الفقار سويرجو، أكد أن العمليتين حملتا العديد من الرسائل الكبرى، بمختلف الاتجاهات.

وقال سويرجو لـ"شمس نيوز" إن الرسالة الأولى تتمثل في أن استراتيجية التفكير لدى اليمين الإسرائيلي المتطرف، الذي بدأ حياته السياسية بتهديدات تجاه الشعب الفلسطيني، ومحاولات حسم الصراع بدلًا من إدارته، سيكون لها أثر شديد على المستوطنين.

أما الرسالة الثانية فتكمن في أن شعبنا لا يمكنه الاستسلام أو القبول بإعلان الهزيمة، كنتيجة لهذه الحكومة المتطرفة التي بدأت تبطش بالفلسطينيين بمجرد استلامها الحكم ومقاليده.

وأضاف سويرجو "الرسالة الأخرى إلى أمريكا بأن عليها التوقف عن محاولة العودة لإدارة الصراع من خلال تسويق وهم التسوية لدى السلطة عبر وزير خارجيتها القادم إلى المنطقة خلال الأيام المقبلة".

وأشار سويرجو إلى أن هناك رسالة للأجهزة الأمنية للاحتلال، بأن القدرة الفائقة لدى الذئاب المنفردة الفلسطينية لا يمكن التنبؤ بها، موضحًا أن هذه العمليات ضربت المنظومة الأمنية الإسرائيلية، من خلال عدم مقدرتها على التنبؤ بمثل هذه الأحداث الضخمة وبهذا المستوى.

وتابع سويرجو "من المفترض من دولة تتبجح بقدراتها الاستخباراتية والبطش أن تواجه هذا الجيل الذي اتخذ قرارًا بعدم إعادة إنتاج التاريخ، من خلال تأصيل الصراع، والعودة إلى المربع الأول، أن الصراع صراع وجود لا حدود، ولا مكان للغرباء على أرض فلسطين".

وذكر أن هذه الرسائل كفيلة لتترك ندبًا في الوعي الإسرائيلي بأن الاستمرار على نفس السياسة سيكون له ثمن باهظ وليس بهذه البساطة، معتبرًا هذا الأمر انتصارا للفلسطيني الذي أكد على وحدة الساحات، متابعًا "وهم حققوا انتصارًا في هذه النقطة أن الفلسطيني هو شعب واحد على كامل التراب الفلسطيني".

رد طبيعي

بدوره اعتبر الكاتب والمحلل السياسي محمود العجرمي، أن العمليات جاءت كرد طبيعي مفروض على أبناء شعبنا، تجاه سياسة العدو الحمقاء المرتكبة بحق أبناء شعبنا.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز" "العدو بكل ما قام به خلال الأشهر والسنوات الأخيرة من عسف وقتل ميداني وتدنيس للمسجد الأقصى، وتدمير للمنازل والحصار والعدوانات، إلى جانب الاستيطان المتسارع، وفقدان أي أفق سياسي لما تم ترويجه من وهم التسوية السلمية واتفاق أوسلو، أوصل شعبنا بكليته لقناعة راسخة أنه لا بد من تعزيز المقاومة".

ولفت إلى أن العدوان الأخير على جنين، والمجزرة فيها جاءت لتحرك كل ساكن في قلوب أبناء شعبنا، مكملًا "جاءت هذه العمليات كمنعطف تاريخي حقيقي يؤشر على طبيعة الأيام المقبلة في مواجهة هذه الاحتلال، ولجم عدوانه".

وبحسب اعتقاد العجرمي فإن عمليات القدس ستتلوها عمليات في مختلف مدن الضفة، متابعًا "الأيام ستتحدث عن نفسها".

ستفجر الحكومة

أما الكاتب والمحلل السياسي طلال عوكل، لفت إلى أن ما جرى بعد العمليات من طرد لبن غفير من مكان العمليات، والدعوات لاعتقاله، تعتبر مؤشرًا لطبيعة الوضع في حكومة الاحتلال وحالة المجابهة فيها.

وأوضح عوكل لـ"شمس نيوز" أن هذا الوضع يكمن في التناقضات في إسرائيل، ليس فقط بين الحكومة والمعارضة، وإنما بين الحكومة ذاتها، مكملًا "مثلًا خلافات سموتريتش وبن غفير، مع وزير الحرب، ورئيس الحكومة حول الصلاحيات، ومع العرب هناك تناقض آخر، وتناقض بين الشرقيين والغربيين".

وأضاف "هذه الحكومة تعبر عن الأزمة الإسرائيلية الداخلية، بعض الإسرائيليين اعتبروها حكومة خيرة عليهم".

ولفت عوكل إلى أن بن غفير سيواجه حملات لصالحه، وأخرى تقول إنه يستخدم أفعاله لاستفزاز عش الدبابير بأفعاله، وهناك آخرون ينتقدونه أنه هو المسؤول عن الأمن الداخلي والقومي، ولم ينجح في منع عمليات بهذا النوع.

وتابع "من كل اتجاه ستأتي انتقادات لبن غفير، وبالتالي تعميق الانتقادات داخل إسرائيل سواء بالحكومة أو المجتمع أو الطبقة السياسية".

صورة المرحلة المقبلة

ويرى الكاتب عوكل أن حكومة الاحتلال ستعتبر من هذه العمليات، ولكنها لن تتراجع بحركاتها سواء الاستيطان أو هدم البيوت أو التهجير والقتل والاقتحامات.

وأكد عوكل أن، حكومة نتنياهو تمارس سياسات استراتيجية، غير قائمة على تراجع بالحسابات أو تغيير في قواعد الاشتباك بالضفة والقدس.

وقال عوكل: "إمكانية التراجع غير واردة، الحكومة السابقة كانت من الوسط ومن غيره لم توقف جرائمها بحق الشعب الفلسطيني، فكيف مع هذه الحكومة المتطرفة؟".

وبالعودة إلى الكاتب سويرجو، فغن يرى أن ردات الفعل الإسرائيلية ستكون محسوبة بشكل كبير جدًا في الأيام المقبلة، بعكس التوقعات بأن يرتكبوا مجزرة جديدة.

وقال إن المؤسسة الأمنية والعسكرية لدى الاحتلال تعرف الحسابات الجيدة، وهو ما يدفعهم بالتوجه نحو التفكير بطبيعة السياسة التي يتم انتهاجها ضد الفلسطينيين في الضفة الغربية والقدس وقطاع غزة، وحتى في الـ48.

اخبار ذات صلة