شمس نيوز - محمد مهدي

أصيب الشارع الفلسطيني بحالة من الإحباط وعدم التفاؤل جراء عدم اتخاذ حركتي فتح وحماس أي خطوات فعلية تتعلق بتنفيذ اتفاق المصالحة على الأرض كما تم الاتفاق عليه، ومما يزيد من حالة القلق لديهم استمرار حملات الاعتقالات السياسية، وعدم السماح  بتبادل الصحف المحلية بين غزة والضفة، كما أن ملف المصالحة المجتمعية ما زال يرقد في غرفة العناية المركزة .

وكان الشارع الفلسطيني قد علق أمالاً كبيرة على اتفاق المصالحة الوطنية الذي وقع في مخيم الشاطئ قبل عشرة أيام، بعد أن لمس جدية بين الطرفين هذه المرة، ولكن ما تزال الأمنيات تراوح مكانها.

واعتبر عضو المجلس الثوري لحركة فتح زياد أبو عين أن اتفاق المصالحة حمل في طياته العديد من الجوانب الايجابية تجلت في حالة الهدوء الإعلامي بين الطرفين وتيقن الجميع بأهمية انجاز المصالحة بأسرع وقت, مضيفا :" يجب التركيز على الجوانب الايجابية من أجل الدفع باتجاه المصالحة الوطنية ".

إساءة للجميع

وشدد أبو عين في حديثه لـ"شمس نيوز" على حرص القيادة الفلسطينية على إتمام المصالحة الوطنية بأسرع وقت ممكن لطمأنة المواطنين , موضحا أن لقاءات الرئيس الفلسطيني محمود عباس في الدوحة مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس خالد مشعل سترسي القواعد الحقيقية للحكومة القادمة .

واعتبر أن أي خرق لاتفاق الشاطئ المعلن بين حركتي فتح وحماس سيمثل إساءة للجميع وللقضية الفلسطينية , معقبا :" يجب مناقشة كافة الملاحظات لدى الطرفين في حال وجودها داخل الأطر واللجان المكلفة والمعنية " .

أمر طبيعي

وبين الناطق باسم كتلة حماس البرلمانية صلاح البردويل أن سنوات الانقسام الثمانية وما تخللها من تجاوزات "وخاصة في الضفة" ضد الحريات تجعل من الطبيعي حاجة تطبيق المصالحة إلى بعض الوقت والجهد الإضافي, مردفا :" هناك برامج مختلفة فمنظمة التحرير تتبني المفاوضات وتعترف بـ"إسرائيل" فيما تنتهج حماس طريق المقاومة , وبالتالي فان التوافق بين البرنامجين سيحتاج مزيدا من الوقت ".

وأكد البردويل في حديثه لـ"شمس نيوز " أن الحكومة المرتقبة مناط بها مهام محددة تتضمن تحديد موعد الانتخابات والإشراف عليها والعمل على كسر الحصار وتطبيق المصالحة المجتمعية , معقبا :" البرنامج السياسي ولأنه معقد فسيتم دراسته داخل الإطار القيادي لمنظمة التحرير والذي ستشارك به حماس والجهاد الإسلامي لأول مرة " .

وكشف عن وجود تحركات فعلية وجادة في سبيل انجاز الحكومة الفلسطينية خلال الفترة القادمة , موضحا أن السيد عزام الأحمد سيصل إلى غزة مطلع الأسبوع الجاري حاملا الأسماء المقترحة من قبل الرئيس عباس لتشكيل الحكومة وفي حال التوافق على الأسماء فسيصدر مرسومان رئاسيان الأول بخصوص تشكيل الحكومة والثاني متعلق بالانتخابات .

وشدد البردويل على وجود خطوات حقيقية سيلامسها الشارع الفلسطيني خلال الأسبوع الجاري فيما يتعلق بتطبيق اتفاق المصالحة وجزئيات متعلقة بالمصالحة المجتمعية , معربا عن أمله بتطبيق المصالحة بأسرع فرصة .

إشكالية حقيقية

وأكد المحلل السياسي هاني البسوس أن الاعتقالات السياسية وتأخير تطبيق المصالحة المجتمعية وعدم تبادل الصحف المحلية بين غزة والضفة يمثل إشكالية حقيقية , مضيفا :" الجميع يعلم أن ضبط الأوضاع الميدانية يحتاج لمزيد من الوقت ".

وبين البسوس في حديثه لـ"شمس نيوز" أن لجنة الحريات وعلى الرغم من انعقادها لمرة واحدة بعد تطبيق اتفاق المصالحة إلا أنها لم تخرج بأي توصيات ولم تعلن عن نتائج عملها وانعقادها , متمنيا أن تتوقف حملات الاعتقال السياسي في الضفة لما تمثله من خطر حقيقي على فرص المصالحة القائمة .