أثار قرار لجنة متابعة العمل الحكومي في قطاع غزة الذي يقضي بالمصادقة على تقرير لجنة الخبراء حول حدود النفوذ الإقليمي لبلديات شمال قطاع غزة بيت لاهيا، بيت حانون، أم النصر، غضبًا عارمًا بين أبناء أهالي بيت لاهيا ما دفعهم للإضراب الشامل وإشعال الإطارات المطاطية احتجاجًا على اقتطاع جزء من الأراضي التي تقع إدارتها ضمن بلدية بيت لاهيا ومنحها لإدارة بيت حانون.
وفي هذا السياق أكدت بلدية بيت لاهيا رفضها الشديد للقرار وعدم اعترافها به، مُؤكّدةً على أحقيتها التاريخية والمجتمعية في إدارة نفوذ أراضي المدينة؛ بناءً على المستندات والوثائق القانونية والإدارية التي قدّمتها لجهات الاختصاص.
وأوضحت البلدية في بيان صحفي، أن المستندات والوثائق المقدّمة أثبتت تبعية هذه الأراضي وإدارتها للبلدية، معبرةً عن أسفها باتخاذ القرار دون الرجوع لها، على الرغم من تحذيرها المسبق من مغبّة المساس بأراضي المدينة، لما له من أثرٍ سلبيٍ على النسيج المجتمعي والوطني.
وفي ختام بيانها، شددت البلدية على تمسكّها الكامل بنفوذ أراضي المدينة التاريخية، وأنّها ستسلك كل السبل القانونية والإدارية في سبيل إبطال القرار، ودعت لإلغائه بشكلٍ فوري.
فيما تؤكد جهات حكومية أن القرار لا يعني نزع ملكية أو غيرها، إنما تحديد جغرافي ينعكس على التقسيم الإداري فقط، ووفقًا للمصلحة العامة.
وعبر نشطاء التواصل الاجتماعي في مدينة بين لاهيا عن غضبهم الشديد مؤكدين أن أرض بيت لاهيا لا تتجزأ وستعود لأصحابها وأهلها، إذ كتب الناشط تامر سعد: "ستعود أرض بيت لاهيا لأصحابها وأهلها رغم أنف كل مسؤول.. فبيت لاهيا لا تقبلُ التجزئة .. بيت لاهيا خط أحمر لن نقبل بالتفريط بأي شبر من أراضي بيت لاهيا التاريخية، فبيت لاهيا التاريخية من محطة حمودة (شارع صلاح الدين) وحدود "كيبوتس إياد مردخاي" ومن الشمال مدينة هربيا المحتلة حتى البحر غرباً، أراضي بيت لاهيا دونها أرواحنا".
فيما كتب الناشط محمود جودة: "بيت لاهيا، من أعذب القرى الفلسطينية ومن معسكرها كان الحب والهوى، تقع القرية في شمال قطاع غزة، تحدها من الشمال قرية هربيا المحتلة ومن الغرب البحر الأبيض المتوسط ومن الجنوب جباليا والنزلة ومن الشرق بيت حانون شقيقتها في الجمال والدلال والوجوه الحسنة".
وأضاف: إن بيت لاهيا تعتبر من القرى القديمة جدًا وجاء على ذكرها العالم الروماني زمانوس ووصفها بعذب الكلام حيث تعود تسمية بيت لاهيا إلى روايتين الأول ترى أن التسمية مشتقة من كلمة الآلهة حيث كانت القرية بيتًا للآلهة والمعابد في العصور القديمة، أما الرأي الثاني فيرى أنها كانت حديقة جميلة بها أماكن للتنزه واللهو فأصبحت بيت للآلهة أو اللهو وفي الحالتين هي حلوة الحلوات بدليل فراولتها وجميزها وعلوها الشاهق حيث منها تستطيع أن تبصر بلادنا المحتلة وتبعت لها بالقبلات".
وأشار إلى أن فيها من الحكاوي والحواديث الكثير ففي خربة اللقية التقى الايوبيين بقيادة صلاح الدين الايوبي ضد الصليبين وانتصر عليهم، وشيدت من أجل تخليد ذلك النصر قبة سميت قبة أم النصر".
