أكَّد الكاتب السياسي السوداني المعروف عوض فلسطيني، أنَّ الشعب السوداني يرفض "فكرة التطبيع" جملةً وتفصيلاً، ولا يرى فيها سوى أنها خطوة سياسية غير محسوبة النتائج، ولا تعبر عن ضمير، وعقيدة، وثقافة الشعب السوداني الأصيل.
وشدد الكاتب والإعلامي عوض فلسطيني في حديثٍ مع "وكالة شمس نيوز الإخبارية" على أنَّ "عاصمة اللاءات الثلاث ملتزمة بالدفاع عن فلسطين، كونها قضية عقدية إسلامية، ولا يمكن لحكومة عسكرية لا تعبر عن إرادة الشعب السوداني الأصيل أن تبت في قضيةٍ مركزيةٍ بحجم قضية فلسطين، التي هي قضية كل سوداني أصيل على اختلاف الأيدلوجيات والمذاهب".
وأشار إلى انَّ اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين ورئيس مجلس السيادة الانتقالي في السودان عبد الفتاح البرهان تزوير لإرادة الشعب السوداني، وبمثابة القفز على مواقفه الثابتة والرائدة تجاه القضية الفلسطينية.
ودعا فلسطيني قوى المجتمع السوداني الصامدة ومختلف القوي والمكونات السياسية للاصطفاف ضد أي محاولات لتزوير إرادة الشعب السوداني وتجاوز خياراته، مشيراً إلى أنَّ الأحزاب من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار ترفض الخطوة، وأبدت استنكارها لتلك اللقاءات التطبيعية.
وأوضح أنَّ مسار التطبيع -المغاير لما عُرِفَ عن السودان تاريخياً بانحيازه للقضية الفلسطينية- لا يمثل الشعب السوداني، الذي يرفض أي قرار مفصلي يصب في صالح الإسرائيليين على حساب الشعب الفلسطيني العظيم.
وذكر أن فكرة التطبيع مرفوضة على الصعيد الشعبي، والسياسي على اعتبار انَّ فلسطين جزءاً أصيلاً من عقيدة الأمة، مشيراً إلى انَّه ليس من حق (مجلس السيادة الانتقالي) اتخاذ قرارٍ مفصليٍ بالموقف من فلسطين، لافتاً إلى انَّ أي قرار مصيري من هذا النوع يجب أن يعرض على الشعب السوداني إما عن طريق استفتاء أو عبر برلمانٍ منتخب.
وقال: "الشعب السوداني يصطف في حملة شعبية عريضة لمقاومة التطبيع، وهناك تفاعلٌ شعبي كبير داخل السودان، كون القضية الفلسطينية ليست قضية سياسية قائمة على المساومة أو المتاجرة بل هي قضية عقدية تهم المسلمين والعرب، والشعب السوداني مسلم بالفطرة فبالتالي يقف بقوة مع الفلسطينيين".
وعن التبريرات التي تدعم فكرة لقاء البرهان – كوهين من أنَّها ستحسن من واقع السودان السياسي والاقتصادي، قال: "السودان لم يكن أول الدول التي طبعت مع الكيان طمعاً في تحسين الأوضاع الاقتصادية، لكنْ ذلك لم ينفع أي دولة طبعت مع الاحتلال، ولم يتقدم بها التطبيع قيد انملة نحو الاقتصاد والرفاهية، ولنا في دول المحيط اكبر دليل".
وأضاف: "سمعنا ابان لقاء البرهان – نتنياهو عن وعود بفك الحصار الاقتصادي، وإدخال التقانة الزراعية والصناعية إلى السودان، لكن لم يتحسن أي شيء، ما يجري هو ان الإدارة الإسرائيلية تتلاعب بالإدارة السودانية الحالية لصالح إسرائيل، وبالتالي لا أتوقع ان يكون هناك أي جدوى اقتصادية مطلقاً، كل هذا هراء".
وتابع: "لا جدوى من التطبيع على حساب فلسطين، وستجد هذه الخطوات مقاومة شرسة من الشعب السوداني، الذي يجوع ولا يأكل من المساومة على القضية الفلسطينية التي قدمها من أجلها الكثير الكثير من الشهداء".
وقال: "ستبقى الخرطوم صاحبة اللاءات الثلاث، ولن نفرط في فلسطين، وسنظل على العهد مع شعبنا الفلسطيني حتى يأخذوا كامل حقوقهم غير منقوصة".
ونوه إلى انَّ "الشعب السوداني بدأ في مواجهة هذه اللقاءات التطبيعية، وكان أول تلك التفاعلات الشعبية، شجب اللقاءات التطبيعية عبر خطباء المساجد في كثيرٍ من نواحي السودان، وستتوالى التفاعلات على جميع الصُعد، وحتماً سيعاقب الشعب السوداني كل من اقترف هذا الأثم".
وقال: "هذه خطوة لا تساوي الحبر الذي كتبت فيه، كل ما جرى هو انتهاز فرصة في غفلة تاريخية، حينما تأتي الانتخابات التي تمثل الشعب السوداني سيسقط شعبنا كل تلك الاتفاقيات الآثمة، ومعها كل الذين ينادون بالتطبيع، الذين هم بالأساس لا يتجاوزا عدد أصابع اليد الواحدة".