شمس نيوز/ عبدالله عبيد
"الشجرة الوحيدة" أو ما تعرف بـ"قبلة المصورين"، التي يؤمها صحفيو غزة من كل حدب وصوب، وعلى مدار الفصول الأربعة للخروج بلقطات فنية طبيعية رائعة من حدود تلك الشجرة، التي تتوسط مساحات زراعية واسعة في منطقة جحر الديك شرق المحافظة الوسطى لقطاع غزة.
تلك الشجرة التي يصوب كل صحفي عدسته تجاهها، ليقتنص منها المشهد الذي يجول في خاطره، فلكل منهم أفكار تختلف عن الآخر، فهي قد أعطت لصورهم جمالاً يُحكى عنه، ففي كل لقطة يخرجون بصورة جمالية ولوحة فنية طبيعية.
الصحفي محمود أبو حمدة، مصور الطبيعة "اللاندسكيب"، وصف هذه الشجرة بالوحيدة، كونها تتوسط مساحات زراعية واسعة دون أن يكون بجانبها أو حولها أي شجرة أخرى، منوهاً إلى أنها من أكثر الأماكن التي يحب زيارتها ويحاول في كل مرة أن يخرج بعمل مُغاير عن السابق.
وقال أبو حمدة لـ"شمس نيوز": غزة ليست أرضا خصبة لفن تصوير الطبيعة، ولكن يُمكننا صناعة ذلك الجمال إذا كان يكمن في داخلنا"، مبيّناً أن لهذه الشجرة لمسة فنية مختلفة.
سر جمالها
للصيف لقطاته وللشتاء حياته وللربيع ألوانه وللخريف أوصافه، هذا ما يظهر جلياً من خلال لقطات الصحفيين عند تصويرهم للشجرة الوحيدة، التي تخلو من أوراقها الخضراء ولكنه سر جمالها.
ويكمن سر جمال هذه الشجرة بألوانها الطبيعية التي تعطي رونقا خاص للصورة الصحفية، خصوصاً في فصل الربيع، حيث الزهور تتسلقها من كل جهة، وخضار الأعشاب يلفها، بحسب وصف المصور الصحفي علي عاشور.
وبيّن عاشور لـ"شمس نيوز" أنه التقط العديد من الصور لتلك الشجرة، وخرج بلقطات أكثر من رائعة، "فجمالها صاخب في الربيع وفي الصيف والخريف والشتاء، وبالليل وبالنهار"، على حد قوله.
ولم يتردد الصحفي حسن الجدي، مصور وكالة "شمس نيوز"، كباقي زملائه الصحفيين في تصوير "شجرة جحر الديك"، والتي شبهها بـ" القبلة التي يؤمها صحفيو غزة".
وأوضح الجدي أن هذه الشجرة عريقة وقديمة حسب ما قاله صاحب الأرض التي تنغرس فيها جذور تلك الشجرة، لافتاً إلى جمال المنظر وطبيعيته عند رؤية المُشاهد للمكان الذي تتربع عليه شجرة المصورين.
أجواء مناسبة
وبالنسبة للمصور فادي ثابت المشهور بـ"درابزين"، فقد وصف مكان تلك الشجرة بالمفتوح والجميل، مشدداً على أن الأجواء من حولها مناسبة لتكوين الصورة وعناصرها.
وقال درابزين لـ"شمس نيوز": نذهب للشجرة الوحيدة لعدم وجود مناطق جميلة في غزة للمصورين، ولأن المصور محروم من الطبيعة، لذلك تلك المنطقة مفتوحة وتصلح لتكوين الصورة وتعريضاتها".
ويبلغ عمر شجرة المصورين بجحر الديك عشرات السنين، ويظهر ذلك من تجاعيدها وغصونها المتخشبة وجذعها العريض، وكأنها حكاية أرض تتوسط الأرض.