غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

يعكس حضور الحركة وتأثيرها

قيادة الجهاد في القاهرة..  باحث سياسي يفصِّلُ دلالات التوقيت والتأثير

الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة
شمس نيوز - مطر الزق

يرى الباحث في العلوم السياسية والعلاقات الدولية د. ثابت العمور أنَّ لقاء الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين زياد النخالة والوفد المرافق برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الوزير عباس كامل يحمل دلالات وأبعادا عدة، أولها وفي مقدمتها تأثير حركة الجهاد الإسلامي في المشهد الفلسطيني، وقدرتها على تحريك وإدارة مسرح الأحداث في الساحات الفلسطينية المختلفة، ومن أبرزها مشاغلة العدو في مدن الضفة المحتلة عبر احتضان وتحشيد الحالة الثورية في وجه العدو.

ويعتقد الباحث العمور في حديثٍ مع "شمس نيوز" أنَّ دعوة حركة الجهاد الإسلامي إلى القاهرة يكشف وزن الحركة، وتأثيرها، وحضورها على جميع المستويات؛ خاصة على المستوى الميداني المتصاعد، ويشير إلى دلالة واضحةٍ أنَّ أي نقاشاتٍ تتعلق بقضايا الصراع مع العدو لا يمكن أنْ تكون بمعزلٍ عن حركة الجهاد الإسلامي، التي باتت رأس حربة، وأثبتت جدارتها في مواجهة المشروع الإسرائيلي الخبيث.

 

التوقيت والدلالة

وذكر العمور أنَّ ثاني الدلالات تتعلق بـ (دلالة التوقيت) للدعوة المصرية لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس تأتي في ظل تصاعد الأحداث في الضفة والقدس المحتلة، وتأهب قطاع غزة، وفي ظل زيارات أمريكية مكوكية للمنطقة، وفي ظل التقديرات الإسرائيلية من إمكانية نشوب جولة مواجهة قريبة مع قطاع غزة، أو انفجار الضفة المحتلة في وجه العدو، وهذا كله يشير إلى حقيقة المأزق والقلق الإسرائيلي من تنامي دور المقاومة في الضفة والقدس المحتلة.

وذكر أنَّ الدعوة المصرية لحركتي الجهاد وحماس لا يمكن فهمها بمعزلٍ عن زيارة وزير خارجية الولايات المتحدة الأمريكية أنتوني بلينكن المكوكية من القاهرة، إلى القدس، إلى رام الله، مع إشارته إلى أنَّ لقاءات أنتوني بلينكن لم تكن تناقش العودة إلى فكرة المفاوضات أو التسويات، وإنما كانت منصبة على فكرة خطة أمريكية لتهدئة الأوضاع في الأراضي الفلسطينية.

وأشار إلى أنَّ واحداً من الملفات التي نوقشت في زيارة أنتوني بلينكن هي مخيم جنين الذي يشهد حالة غير مسبوقة من تصاعدٍ للعمل المقاوم، وكان نواة لانتقال العمل المقاوم إلى محافظات ومدن وقرى مختلفة في الضفة المحتلة.

وقال: "بعبع جنين أفسد وأفشل كل المعادلات والرهانات التي أرادها الاحتلال في الضفة، ويحسب لكتيبة جنين أنها كانت قضّت مضاجع العدو؛ بالنظرِ لتمددها واتساعها في كل المدن، وبالتالي القلق الإسرائيلي وهذه الخشية الإسرائيلية لا يمكن الحديث عنها بمعزلٍ عن حركة الجهاد الإسلامي التي باتت رأس حربة في المواجهة والمشاغلة التي لم تعد فكرة بالنسبة لحركة الجهاد، بل باتت ممارسة".

ويعتقد العمور أنَّ ثمة رسائل نقلتها القاهرة من العدو الإسرائيلي إلى حركة الجهاد الإسلامي بشأن ضلوعها في إشعال الضفة المحتلة، إلى جانب اعتقاده أنَّ حركة الجهاد لن تفوت الفرصة على العدو، إذ سترسل المزيد من رسائل التحدي، مع التمسك بالمبادئ والثوابت، والتي من بينها، لا تهدئة بالمجان، وعدم سماحها للعدو بالاستفراد بساحةٍ دون الرد والتحرك من ساحاتٍ أخرى.

 

مبادئ وقواعد

وأشار إلى أنَّ ثمة مبادئ وقواعد عمل ثابتة لدى حركة الجهاد الإسلامي في صراعها مع العدو، أولها أنَّ القتال أولوية بالنسبة لحركة الجهاد الإسلامي ضد العدو، والتأكيد على عدم سماحها لاستفراد العدو بأي ساحةٍ من ساحات الوطن، أو ملفٍ من الملفات الوطنية مثل الأسرى، والإبقاء على جذوة القتال مشتعلة، إلى جانب قاعدة ومبدأ ثابت مهم في الالتزام بـ"التهدئات" مفاده: "أنَّ حركة الجهاد الإسلامي تلتزم بأي وقفٍ لاطلاق النار بالقدر الذي يلتزم به العدو، مع الأخذ بعين الاعتبار أن فلسطين ساحة واحدة".

وشدد على أنَّ العدو بات أكثر قلقاً من الجهاد الإسلامي، التي لا تخفي مسؤوليتها عن تحريك مسرح الأحداث في الضفة المحتلة، ووقوفها إلى جانب المقاتلين في كل الكتائب والسرايا المقاتلة في الضفة المحتلة، مشيراً إلى أنَّ "ذلك يؤهل حركة الجهاد الإسلامي لأن تكون حاضرة في أي قرارٍ يتعلق بالحرب أو السلم (الهدن)".

ولفت إلى أمر مهم أنَّ الوسطاء وحتى الأعداء يدركون أنْ حسابات حركة الجهاد الإسلامي مختلفة عن أي تنظيم آخر، بما في تلك التنظيمات حركة حماس، التي باتت لديها حسابات معينة فرضتها عليها ظروف الانخراط في آليات الحكم.

والتقى الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأخ المجاهد زياد النخالة والوفد المرافق ، برئيس جهاز المخابرات العامة المصرية، الوزير عباس كامل، في العاصمة المصرية القاهرة.

وناقش الطرفان آخر التطورات في فلسطين المحتلة، خاصة الأوضاع في القدس والضفة الغربية، لاسيما جنين، والأوضاع السياسية بشكل عام والداخلية بشكل خاص.

وبحث الجانبان العلاقة الثنائية، والجهود المصرية لتخفيف معاناة الشعب الفلسطيني، وسبل استعادة وحدة الصف الفلسطيني.

وقد ساد اللقاء أجواء أخوية وإيجابية، في ظل تأكيد مصر على استمرار جهودها المساندة للقضية الفلسطينية على كافة المستويات.

كما اتفق الجانبان على استمرار الاتصالات والتشاور بشأن كافة القضايا ذات العلاقة بالقضية الفلسطينية والاوضاع في الضفة والقدس بشكل خاص.