غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

صورة مفصلة لمشهد الاعتقال

مشهد مرعب لاعتقال الشيخ عدنان.. وحكاية نجله عمر التي صفعت ضابط الاحتلال!

الشيخ خضر عدنان
شمس نيوز - مطر الزق

ركضت أم عبد الرحمن مسرعة صوب النافذة؛ لتتفقد صوت الضجيج الكبير في الحارة، كانت عقارب الساعة تُشير إلى الواحدة والنصف فجرًا، لحظات قليلة ودوى صوت الانفجار أسفل المنزل، حالة من الهلع والخوف سيطرت على أبناء العائلة التي اعتادت هذا السلوك الوحشي والهمجي لقوات الاحتلال.

جنود مدججون بالسلاح، أحجامهم ضخمة، لا ينطقون بكلمة، فجروا باب المنزل واقتحموا الشقة التي يسكن فيها الشيخ خضر عدنان، أمسكوا الشيخ وأجلسوه في الصالة، أما زوجته أم عبد الرحمن وأطفالها فقد وضعهم الجنود في غرفة واحدة.

"أنت مخرب يا خضر عدنان" بهذه الكلمات المعدودة نطق ضابط دورية الاحتلال؛ لكن رد الشيخ عدنان كان صفعة قاسية لهذا الضابط: "أُعلن إضرابي عن الطعام مباشرة والآن"، جنَّ جنون الضابط، وبدأ يصرخ بشكل هستيري.

تهجم الضباط الإسرائيلي على أطفال الشيخ عدنان؛ لكسر معنوياتهم بعدما أصيب بالجنون؛ لكن جنون الضابط زاد بشكل أكبر عندما فاجأه الطفل عمر (3 أعوام) بالقول: "أنت يهودي معك بارودة؛ لكن سنضربك بالصواريخ".

بلع الضابط الإسرائيلي ريقه بصعوبة، وفتح عينيه الواسعتين بشكل غريب، ثم ضرب كف بكف، وقال بغضب شديد: "أنت خضر عدنان الصغير ستصبح رجلًا خطيرًا"، هكذا وصفت أم عبد الرحمن لـ"شمس نيوز" مشهد اعتقال زوجها الذي يُعد مشهد فخر وعزة وكرامة، لكل إنسان شريف يقاتل الاحتلال بالكلمة والسلاح.

لم يتوقف مشهد الاعتقال عند هذا الحد، إنما أغلق جيش الاحتلال الغرفة على أم عبد الرحمن وأطفالها، ولم يسمعوا سوى صوت صراخ جنود الاحتلال، وصيحات التكبير من الشيخ عدنان: "الله أكبر الله أكبر".

راقبت أم عبد الرحمن النافذة جيدًا؛ لتجد الشيخ عدنان شامخًا كالأسد، تحيط به كتيبة كاملة من جنود الاحتلال وآلياته المدرعة، تقول لـ"شمس نيوز": "عدد كبير جدًا من جنود الاحتلال اعتقلوا الشيخ خضر، كانوا مدججين بالسلاح؛ لكن معنويات الشيخ عالية جدًا".

توقفت أم عبد الرحمن من سرد تفاصيل مشهد الاعتقال الذي لم يكن جديدًا عليها، فقد اعتقل الشيخ مرات عدة خلال السنوات الماضية؛ لكن المؤلم في قصة الاعتقال هو تعلق الطفل عمر بوالده، إذ أن الطفل يعيش أول حالة اعتقال لوالده من قبل جنود الاحتلال.

فقد شاهد الطفل عمر، جنود الاحتلال المدججين بالسلاح، وصفعهم بقوة عندما قال لهم: "تملكون البنادق فنحن سنضربكم بالصواريخ"، هذه الكلمات القوية أدخلت الفرحة والسرور في قلب أم عبد الرحمن.

لم تتوقف أم عبد الرحمن عن الحديث حول طفلها عمر، فقالت: "عمر طفل صغير؛ لكنه يشبه والده بالتصميم والإرادة، فقد أصيب بالوجه قبل أيام قليلة وانتفخ وجهه، وما زال صابرًا على الألم الذي لا يتحمله أحد".

واستذكرت أم عبد الرحمن الساعات القليلة التي سبقت اعتقال الشيخ خضر عدنان قائلة: "كُنت والشيخ خضر نبحث عن علاج للطفل عمر من مكان لآخر دون جدوى، ويفترض أن نذهب اليوم مع الشيخ إلى المستشفى للحصول على علاج للطفل؛ لكن الاحتلال خطف الشيخ خضر من بين أيدينا".

لكن أم عبد الرحمن تمتلك إرادة قوية وتصميم كبير؛ لمواصلة طريق زوجها، إذ أكدت أنها وبعد ساعة من اعتقال زوجها فتحت باب رزقها -المخبز- بمساعدة أطفالها، وبدأت تخبز وتبيع للناس، بل أكدت أنها ستشارك في المظاهرات والمسيرات والوقفات التضامنية التي كان يشارك فيها الشيخ خضر عدنان في رسالة تحدٍ لسياسات الاحتلال الإسرائيلي.