قائمة الموقع

زلزال مدمر آت إلى فلسطين قريبا

2023-02-06T20:03:00+02:00
ناصر اليافاوي.jpeg
قلم/ ناصر اليافاوي

بعد اطلاعنا على المناطق الجيولوجية التي أصابها الزلزال الذي أودي بمئات الضحايا، ووصوله حتى أطراف فلسطين، نشير إلى حقائق أن فلسطين ضربت، في الماضي القريب، بسلسلة هزات أرضية متتالية، تراوحت قوتها بين 3.1 و3.7 درجات على سلم ريختر مقياس.

وخلال العقد ونصف العقد المنصرم ضربت منطقة شمال البحر الميت بضعة زلازل تراوحت قوتها بين 4 و4.7 درجات على مقياس ريختر.

وكما هو معروف تاريخيًا، حدثت في فلسطين في القرون الماضية زلازل بلغت قوتها 6-7 درجات على طول صدع البحر الميت.

التقرير الإحصائي للزلازل في منطقتنا يشير إلى أن متوسط الفترة الزمنية بين زلزالين مدمرين (مع إصابات قاتلة) نحو مائة سنة، بمعنى أن "الهدوء" الزلزالي قد يستمر أشهر قليلة أو سنة بعد الزلزال المدمر، وقد يستمر بعده أكثر من مائتي سنة.

من الناحية الجيولوجية، تقع فلسطين إجمالاً، والمنطقة التي ضربتها الهزات الأرضية الأخيرة تحديدًا، على ملتقى صفيحتين من صفائح القشرة الأرضية، وتحديدًا في منطقة الكسر الجيولوجي المعروفة بالصدع السوري- الإفريقي، والذي يعد طبقة صخرية حدثت فيها ازاحات أو كسور، وبخاصة في منطقة البحر الميت، لذا فإن فلسطين عرضة، وباحتمالية مرتفعة، لهزة أرضية مدمرة. وبما أن هذا الصدع نشط زلزاليًا، فإن هزات أرضية قوية حدثت وقد تحدث على امتداد نحو ألف كيلومتر من الصدع.

ويمتد الصدع السوري- الإفريقي من خليج أم الرشراش (البحر الأحمر) مرورًا بالأغوار وبحيرة طبريا ووصولًا إلى جنوب تركيا.

وفي الماضي، ضربت الجزء الفلسطيني من الصدع بضع هزات أرضية قوية، منها الهزة الكبيرة التي حدثت عام 749م وتسببت بدمار هائل في مدن طبريا وبيسان وأريحا، وفي القرن السادس عشر قُتل الآلاف في زلزال آخر مدمر في القدس والخليل ونابلس والرملة.

أما زلزال عام 1837 فقد دمر طبريا وصفد تدميرًا كبيرًا وتسبب في مقتل الآلاف.

الهزة الأرضية القوية الأخيرة في منطقتنا حدثت عام 1995 في خليج العقبة (منطقة أم الرشراش/ "إيلات")، وبلغت قوة الزلزال آنذاك 7.2 على مقياس ريختر؛ وكانت الأضرار طفيفة، نظرًا لأن بؤرة الزلزال بعيدة نسبيًا، وتحديدًا نحو 70 كم جنوب أم الرشراش (إيلات).

فمنذ بضع سنوات، تتكرر الإنذارات الساخنة لاحتمال حدوث هزة أرضية وشيكة في فلسطين، ومن المتوقع أن تحدث مثل هذه الهزة في كل لحظة.

وبحسب دراسة المعطيات الإحصائية للهزات الأرضية التي حدثت في فلسطين في السنوات الألف الأخيرة، والتي أجرتها مجلة "آفاق البيئة والتنمية" قبل نحو إحدى عشرة سنة واستندت فيها إلى العديد من المراجع الجيوفيزيائية والجيولوجية، فقد بُلور سيناريو أولي للهزات المتوقع حدوثها مستقبلًا؛ إذ يتوقع حسب الدراسة الإحصائية، حدوث ارتجاجات جيولوجية جدية في فلسطين، في السنوات أو العقود القريبة القادمة.

الهزات الخفيفة المتتالية التي تعرضت لها فلسطين، منذ عام 2004، تشير إلى ارتفاع احتمال تعرض المنطقة لزلزال كبير، ومن المتوقع ألا تزيد قوة الزلازل في منطقتنا على 7 درجات، وبخاصة إذا كان مركز الزلزال في منطقة طبريا أو إصبع الجليل.

وهناك احتمالية حدوث الزلزال في البحر، مقابل الساحل الفلسطيني، وربما على مسافة كيلومترات قليلة من شواطئ يافا أو غزة أو حيفا، وفي هذه الحال قد يتلو الزلزال أمواج تسونامي العاتية التي قد تغرق كل المتواجدين قرب الشاطئ، وقد يكون حجم الدمار الناتج خلال ثوانٍ معدودة مروعًا.

ومن المؤكد وجود علاقة بين التجارب النووية الإسرائيلية والزلازل، حيث تلعب دورًا في إثارة منطقة الصدع السوري الإفريقي، وبالتالي ساهمت في حدوث زلازل بقوة صغيرة أو متوسطة، في السنوات الأخيرة. حيث ان اسرائيل تتخلّص من نفاياتها النووية في مواقع قريبة من الشق الجيولوجي الذي يتميز بالنشاط الزلزالي، وتحديدًا في البحر الأبيض المتوسط، وجبال الخليل في الضفة الغربية، وصحراء النقب، ومنطقة الحلوصة على الحدود المصرية، وفي هضبة الجولان السورية.

اخبار ذات صلة